تراجع احتمال الضربة الأميركية ضد سورية إلى 35%

تراجع احتمال الضربة الأميركية ضد سورية إلى 35%

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٣ أبريل ٢٠١٨

تراجعت وبشكل مدوٍّ كل احتمالات الضربة العسكرية التي كان من المرتقب ان تنفذها وبشكل اساسي ​الولايات المتحدة الاميركية​ على ​سوريا​ مدعومة بدول أوروبية.
وشكّل اعلان ​منظمة حظر الأسلحة الكيميائية​ أن مهمة فريقها في مدينة دوما ستبدأ يوم السبت، بالتزامن مع تأكيد الرئيس الفرنسي ​ايمانويل ماكرون​ ان بلاده ستتخذ قرارا بشأن توجيه ضربة ضدسوريا “عند التحقق من المعلومات حول الكيميائي”، مؤشران حاسمان لجهة تعليق تنفيذ الضربة وربطها بالنتائج التي سيخرج بها فريق التحقيق الدولي، ما يعني تلقائيا تراجع احتمالات الضربة التي كانت كل المعطيات والأجواء تفيد انها كانت حاصلة خلال اليومين الماضيين.
وقالت مصادر في قوى 8 آذار مقربة من ​حزب الله​ انه بعدما كان احتمال تنفيذ الضربة يوم الثلاثاء 90% تراجع يوم الأربعاء الى 50% ليستقر حاليا على حوالي 35% أو أقل، لافتة الى ان الساعات الـ48 المقبلة ستكون مفصليّة، مع استبعاد ان يكون هناك اي تطور عسكري يوم الأحد بالتزامن مع انعقاد القمة العربية في ​السعودية​.
وأقرت المصادر ان “​الجيش السوري​ وحلفاءه قاموا باعادة نشر قواتهم على الاراضي السوريّة انسجاما مع الظروف المستجدة”، موضحة ان “العسكري يعتمد دائما الفرضيّة الأسوأ ويتعامل معها، وهذا ما حصل واستدعى اجراءات عسكرية للحد من اي خسائر يتطلع اليها لعدو”. وأضافت، “رغم كل التصعيد والذي بلغ ذروته في الايام الماضية، لم نكن نتوقع حربا واسعة انما ضربات تطال بنك أهداف استراتيجي يشمل المطارات العسكريّة والمقرّات اللوجستية وحتى الحكوميّة، اما الوضع اليوم اختلف جذريا، وفي حال وجود تمسك بتنفيذ ضربة ليحفظ الاميركي ماء وجهه، فهي ستكون رمزية ولعلها ستكون محدودة مقارنة بتلك التي تم توجيهها لمطار الشعيرات في السابع من نيسان 2017”.
ويبدو جليا بالنسبة لما يُعرف بمحور المقاومة او الممانعة، انّه وفي حال مر يوم السبت من دون توجيه الضربة، فان الصفحة الأكثر سوادا ستكون قد طويت، لتُفتح بعدها صفحة جديدة رماديّة. وتتابع المصادر، “حاليا تراجع منسوب الخطر الى الثلث، لكن هذا لا يعني ان الضربة التي تهدد بها واشنطن قد سقطت كليا، مع ترجيحنا ان تكون رمزيّة”.
وقد أعد، بحسب المصادر، “محور المقاومة” مجموعة سيناريوهات للتعامل مع أي هجوم صاروخي خلال الضربة المحتملة، “تبعا لحجمها والأهداف التي ستطالها، على ان تشارك في الرد في حال كانت واسعة كل عناصر هذا المحور وعلى رأسها موسكو، اما في حال كانت محدودة انما مؤثرة فيتولى الجيش السوري وحلفاؤه الرد”.
ولن يكون ​لبنان​ بمنأى عن التطورات السورية، وان كانت الدول الأوروبية والولايات المتحدة أرسلت أكثر من اشارة الى مسؤولين لبنانيين حول تحييده من هذه الضربة. اذ أكدت المصادر ان لبنان لا يمكن ان ينأى بنفسه في حال تم استخدام الأجواء اللبنانية لاستهداف سوريا، ما سيعني تلقائيا انه سيكون احدى ساحات الرد، بحيث سيتم العمل على استهداف اي طائرة تدخل المجال الجوي اللبناني للمشاركة في ضربة عسكرية موسّعة على سوريا”.
بالمحصلة، تشير كل المعطيات الواردة خلال الساعات القليلة الماضية ان المنطقة تخطّت المحنة، وان ما قد يحصل في الايام المقبلة، لن يكون الا عبارة عن ضربة محدودة تشبه الى حد كبير ضربة “الشعيرات”.
بولا اسطيح – النشرة