فتش عن الغاز في الحرب “الكونية” السورية

فتش عن الغاز في الحرب “الكونية” السورية

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٧ أبريل ٢٠١٨

لا أحد يعرف بدقة حقيقة الاهداف الاميركية – الغربية في سوريا الا “وكالة الاستخبارات الاميركية” و”الموساد” الاسرائيلي كون الاثنان يعملان بالتكاتف والتضامن لاراحة اميركا من عبء اسرائيل الاقتصادي ولجعل اسرائيل الدولة الاقوى في المنطقة. ولهذا كان “الشرق الاوسط الجديد” وحرب لبنان وقبلها القضية الفلسطينية وبعدها غزو العراق والربيع العربي الذي نرى مشهديته في سوريا تتوالى فصولا حتى اليوم.
وفي تقرير لمركز “فيريل” للدراسات في برلين ان الحرب العالمية الثالثة ستقع في المتوسط، اما لماذا… فبحسب المصدر نفسه فان سوريا تحتل المرتبة الثالثة عالمياً بإنتاج الغاز واميركا تريد حصتها من الغاز السوري وعندما تستقر الأوضاع ويبدأ العمل باستخراج الغاز السوري، ستصبح سوريا واحدة من أفضل دول المنطقة اقتصادياً.
ويضيف التقرير: بدأ الصراع على الغاز والبترول في شرقي البحر الأبيض المتوسط، خفياً منذ عام 1966، عندما اكتشفت سفن أبحاثٍ بريطانية حقولاً للغاز في جبل إراتوسثينس، ثم جاءت الولايات المتحدة وروسيا بين أعوام 1977 و 2003، لتؤكد أنّ الغاز في شرقي المتوسط يمتدُ من شواطئ اللاذقية إلى غربي مصر، في جبل إراتوسثينس الممتد تحت مياه المتوسط، اعتباراً من جرف اللاذقية إلى شمالي دمياط بـ 180 كلم. ثم شاركت إسرائيل عام 1997 البحث، بعدما نشرت شرقي المتوسط مجسّات إلكترونية وكانت الحجة دائماً إيران، أي لإكتشاف أي هجوم صاروخي إيراني ضد إسرائيل!!
– أعلن في 17 آب 2010 بعد مسح جيولوجي عبر السفينة الأميركية نوتيلس وبمساعدة تركية، أنّ واحدا من أكبر حقول احتياطي الغاز في العالم، يقع شرقي المتوسط، وهو حقل لفيتان العملاق للغاز باحتياطي قدره 23 ترليون قدم مكعب.
– رغم أنّ إسرائيل سطت على مياه لبنان ومصر، لكن يبقى نصيب سوريا ولبنان ومصر أكبر من نصيبها، أما تركيا فخرجت خالية اليدين، لأن شواطئها ومياهها خالية من أي قطرة بترول أو غاز، فكيف الطريق إلى هذا الكنز في ظل “الربيع العربي”.
– تسابقت 9 شركات عملاقة لاستخراج الغاز والبترول من شرقي المتوسط، منها: Total الفرنسية، ExxonMobil الأميركيّة،British Petroleum البريطانيّة، Shell الهولنديّة، Nobel Energy الأميركيّة يمتلك فيها جون كيري أسهماً بقيمة مليون دولار، شركة Delek الإسرائيليّة، ENI الإيطاليّة، وطبعاً شركة Gazprom غازبروم الروسية… وكانت إسرائيل وقبرص السباقتين لذلك.
– في 3 تشرين الأول 2012، وقعت الشركة الأسترالية “وود سايد” عقداً بقيمة 696 مليون دولار مع تل أبيب، لاستثمار 30% من الغاز السائل في حقل ليفياثان، وطورت إسرائيل درعاً صاروخياً أسمته “مقلاع داوود الصاروخي”، لصد أي هجوم من “حزب الله” تحديداً، لأنها تقوم في الحقيقة بسرقة غاز لبنان وغزة.
يتركـز الاحتياطي السّـوري مـن الغــاز والبتــرول في الباديــة الســورية والسـاحل بواقـع 83%، بينمــا يوجــد في الجزيــرة الســورية فقــط 12%، خلافـاً لمـا هــو معــروف ومتــداول.
– حسب الدراسات الحديثة؛ تبـدأ آبــار الجزيــرة السورية بالنضــوب اعتباراً مـن عــام 2022، بينمـا بـاقي الحقــول في الباديــة والساحل، إن بــدأ اسـتغلالها عام 2018، ستبقى حتى عام 2051 على الأقل.
– ترتيب سوريا لعام 2008 في احتياطي الغاز كان في المرتبة 43 عالمياً، بواقع 240,700,000,000 متر مكعب، حسب List of countries by natural gas proven reserves. بينما كانت بالمرتبة 31 باحتياطي البترول.
أما في عام 2017 فإن الاحتياطي السوري من الغاز في منطقة تدمر وقارة وساحل طرطوس، وبانياس، هو الأكبر بين الدول الست، وهذا يجعل سوريا، إن تمّ استخراج هذا الغاز منها ثالث بلد مصدّر للغاز في العالم.
– سوف تحتل سورية مركز قطر، بعد روسيا وإيران، ويقدر مركز فيريل للدراسات احتياطي الغاز السوري بـ 28,500,000,000,000 متر مكعب. إذ أنّ ثلاثة حقول غاز متوسطة الحجم شمال تدمر، تكفي لتزويد سوريا كاملة بالطاقة الكهربائية، 24 ساعة يومياً، لمدة 19 سنة.
ولهذا فإن إصرار موسكو على الدفاع عن سوريا، ليس فقط لتأمين منفذ لها على المتوسط، بل الأهم هو الغاز والبترول. فإنشاء قاعدة بحرية دائمة في طرطوس سببه بحر الغاز هناك. وقد تكون روسيا مستعدة لخوض حرب عالمية من أجل ذلك، لا سيما وأنّه من المرتقب أن ينضب البترول في الجزيرة السورية؛ وديرالزور ومناطق سيطرة داعش خلال السنوات القليلة القادمة.
لهذا يقال إنّ الولايات المتحدة تدعم الانفصاليين للوصول إلى دير الزور وجنوبي الرقة، عسى أن يستطيعوا ضمها إلى فيدرالية “طموحة جداً”، وهذا مستحيل. اذ أن قيام فيدرالية في محافظة الحسكة هو انتحار اقتصادي، خاصة بعد عام 2022، عندما تكون سوريا من أوائل الدول المصدرة للغاز، بينما يكون غاز الجزيرة السورية شارف على النضوب إن لم يكن قد نضب، وفق بعض الاقتصاديين المتخصصين.
كما أن خط غاز قطر فيكون قد انتهى، ولا أمل للدوحة بمرور هذا الخط عبر الأراضي السورية.
وهذا ما يفسر وفق المطلعين، الطابع الدولي للحرب السورية وأسباب عدم التوصل الى حلول سياسية.