ما هي أسباب المخاوف الغربية من استراتيجية "صنع في الصين 2025" ؟

ما هي أسباب المخاوف الغربية من استراتيجية "صنع في الصين 2025" ؟

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٧ أبريل ٢٠١٨

أثارت استراتيجية "صنع في الصين 2025" المخاوف الأمريكية والأوروبية بشكل كبير، حيث تهدف "بكين" من خلالها إلى وقف استيراد مجموعة واسعة من التقنيات والتكنولوجيا من الدول الرائدة في تصنيعها، وتهدف الصين أيضاً من خلال هذه الثورة الصناعية الرابعة للاكتفاء الذاتي عبر تصنيع التقنيات والمساهمة في الأنشطة الاقتصادية وتصديرها إلى العالم بأقل تكلفة تذكر.
 
وخلال دورتي المجلس الوطني لنواب الشعب والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني (الدورتين) في مارس 2017، أبدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وغرفة التجارة للاتحاد الأوروبي في الصين قلقاً من أن خطة "صنع في الصين 2025" التي يبلغ حجم استثماراتها ثلاثمائة مليار دولار أمريكي وتقدم الحكومة بمقتضاها دعماً ضخماً لعشرة قطاعات، ستؤدي إلى خروج المؤسسات الأجنبية من السوق الصينية. فما حقيقة ذلك؟
 
تهدف هذه الاستراتيجية، التي أطلق عليها اسم "صنع في الصين 2025"، والتي قدّمها رئيس الوزراء الصيني "لي كيانغ"، إلى دفع أجندة التحديث الصناعي في الصين، بما في ذلك استبدال التكنولوجيا الأجنبية بالابتكار الصيني المحلي، ويقوم معهد مركاتور للدراسات الصينية، وهو مؤسسة ألمانية، بتقييم استراتيجية الصين باعتبارها تحدياً ذكياً للاقتصادات الرائدة في العالم.
 
وفي غضون ذلك، تعتزم الصين إطلاق هذه الاستراتيجية، التي أثارت المخاوف بشأن الحرب التجارية المحتملة بين بكين وواشنطن، حيث أعلن الرئيس دونالد ترامب سابقاً عن خطط لفرض تعريفة بقيمة 60 مليار دولار على واردات السلع والخدمات الصينية، وقال بيتر نافارو، مستشار أعمال في البيت الأبيض، إنه سيتم تطبيق التعريفات الجمركية على المنتجات والسلع الصينية في الأقسام العشرة المحددة في استراتيجية التصنيع الصينية لعام 2025.
 
فيما يلي بعض النقاط البارزة لهذه الاستراتيجية:
 
متى تم طرح هذه الاستراتيجية المبتكرة؟
 
بدأ العمل التنفيذي بهذه الاستراتيجية بعد طرحها من قبل لي كي كيانغ. وفي التقرير السنوي لرئيس الحكومة الصينية لعام 2015 قال: سننفذ استراتيجية الصين لعام 2025، حيث نسعى إلى تطوير التقنيات المحلية، ونسعى إلى استخدام التقنيات الذكية، ونخطط لتعزيز بنيتنا التحتية، ومواصلة التنمية الخضراء، ونسعى بكل طاقاتنا إلى تحويل الصين من دولة منتجة إلى دولة منتجة للجودة.
 
كيف ستؤثر ضرائب حكومة ترامب على هذه الاستراتيجية؟
 
على عكس التقدم الحاصل في صناعة التكنولوجيا المتطورة، ما زالت الصين تعتمد على استيراد التكنولوجيا لتحقيق أهدافها الصناعية، ويعتقد المحللون أن إجراءات ترامب الضريبية يمكن أن تضرّ بتنفيذ الاستراتيجية.
 
10 أجزاء يمكن لهذه الاستراتيجية تغطيتها، فما هي؟
 
اولاً- الحفاظ على الأمن السيبيري للأجيال القادم من التكنولوجيا.
 
ثانياً- تفعيل الصناعة الرقمية والروبوتية من أجل تعزيز الإنتاجية الصناعية في الصين، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف العمالة.
 
ثالثاً- تفعيل تصنيع المعدات الفضائية ما يشير إلى تصميم الصين على أن تصبح قوة عالمية في استكشاف الفضاء.
 
رابعاً- تفعيل صناعة المعدّات البحرية من بوارج وغواصات ومركبات ذات المحركات الفائقة ما يشير إلى أن الصين تخطط للحفاظ على أمنها البحري في المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي والبحر الشرقي للصين من الغزو الأمريكي.
 
خامساً- تفعيل صناعة معدات النقل البري كصناعة القطارات ذي سرعة الفائقة، ما يدل على أن الصين تخطط لغزو العالم عن طريق هذه التكنولوجيا.
 
سادساً- تفعيل صناعة السيارات التي تعمل على الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية، ما يسلط الضوء على الأهداف الرئيسية للصين في استبدال البنزين القديم بالوقود البديل، ما يخرجها من قائمة البلدان التي تستورد النفط.
 
سابعاً- بناء معدات تزيد من كيفيات محطات الطاقة التي هي جزء من برنامج الصين لتوليد الطاقة النظيفة.
 
ثامناً- تفعيل صناعة الآلات الزراعية والتي تبين تقدم الصين في إنتاج الجرارات الكبيرة والحصادات المتطورة.
 
تاسعاً- تفعيل إنتاج مواد جديدة تشمل الجرافين والمواد النانوية.
 
عاشراً- تفعيل صناعة الأجهزة الصيدلانية الحيوية والأجهزة الطبية ذات الأداء العالي، بما في ذلك تطوير المعدات الطبية والكيميائية.
 
كيف ستنفذ الصين هذه الخطة؟
 
ويقول مستشارون اقتصاديون صينيون إن الحكومة الصينية تسعى جاهدة لإنجاح هذا المشروع الكبير رغم الضغوط الأمريكية والأوروبية وذلك عبر استثمارها في مجموعة مشاريع متنوعة، بما في ذلك الإعانات والقروض والسندات، من أجل دعم شركات التكنولوجيا المحلية وتشجيع المزيد من الشركات الصينية على تطوير الأنشطة داخل وخارج الصين.
 
اذاً، استطاعت الصين خلال العشر سنوات الأخيرة، تحقيق إنجازات وتطورات ملحوظة في العالم، حيث استطاعت عبر قطاعاتها الاقتصادية من التقدم إلى الصفوف الأولى في العالم في مجالات عدة من بينها: السكة الحديدية الفائقة السرعة، والأجهزة المعمارية الهندسية، والاتصالات، والطائرات من دون طيار فحسب، وإنما أيضاً احتلت مكانة رائدة في تلك المجالات، وبفضل هذه الاستراتيجية، من المتوقع، خلال الخمس أو العشر سنوات المقبلة، أن تحقق الصين اختراقات في مجال محركات الطائرات العسكرية والمدنية وطائرات الخطوط الجوية، لكن الطموح الصيني يقف مقابله الحقد والطمع الأمريكي فهل سيكتب لهذه الاستراتيجية النجاح أم إنها ستكون بداية للحرب التجارية بين أمريكا والصين؟