تحرّكات فرنسيّة شمال شرق سورية

تحرّكات فرنسيّة شمال شرق سورية

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٤ أبريل ٢٠١٨

وسط تصريحاتِ الولايات المتّحدة الأمريكية عن نيّتها سحب قوّاتها من شمال شرق سورية، وإرسال قوّاتٍ عربيّةٍ بدلاً عنها، ارتفعت وتيرة إرسال المساعدات والتعزيزات العسكريّة وغير العسكريّة إلى المنطقة عبر معبر سيمالكا الفاصل بين إقليم شمال العراق ومدينة المالكيّة السوريّة. 
 
 
ووفق ما ذكرت مصادرُ داخل معبر سيمالكا، وصلت إلى الأراضي السوريّة خلال الأيّام القليلة الماضية ثلاث قوافل تتضمّن مساعداتٍ وتعزيزاتٍ عسكريّةً وغير عسكريّةٍ مقدّمة من الولايات المتّحدة الأمريكية والسعوديّة وفرنسا، اتّجهت غالبيّتها إلى الريف الشماليّ للرقة وجزءٌ منها إلى الريف الجنوبيّ لمدينة الحسكة . 
 
وتأتي التعزيزات والمساعدات وسط تحرّكاتٍ فرنسيّةٍ شَهِدَتها المنطقة، إذ أكّدت مصادر أهليّةٌ في تصريحٍ لمراسل آسيا أنّ ثلاث عرباتٍ ترفع العلم الفرنسي دخلت صوامعَ رأس العين عند الحدود السوريّة - التركية، سبقها بفترةٍ دخول عرباتٍ تقلُّ جنوداً فرنسيّينَ إلى منطقة (اللايف ستون) غرب مدينة الحسكة المستخدم من قِبَلِ الولايات المتّحدة الأمريكية كمهبطٍ للحوّاماتِ الأمريكيّة.
 
 
وفي السّياق ذاته، عَلِمَت وكالة أنباء آسيا من مصادر مطّلعةٍ أنَّ القوّاتِ الفرنسيّة أحدثت قاعدةً عسكريّةً منفردةً في ريف دير الزور الشّرقيّ، وتحديداً شمال حقل الجفرة النفطيّ بمسافة 7 كم، وتمَّ إحداث نقطةٍ مشتركةٍ مع القوّات الأمريكيّة في حقل العمر بريف دير الزور الشّرقيّ.
 
 
وبحسب المصادر، "الواقعُ يشير إلى بدءِ القوّات الفرنسيّة توسيع نفوذها في المنطقة، وتحديداً في الريف الشّرقيّ لدير الزور القريب من حقول النفط والغاز، في خطوةٍ منها لتحديدِ ورسم مناطق نفوذها شمال شرق سورية، لا سيّما بعد فشل المخطّطات المرسومة للمنطقة، والتي اعتبرت دير الزور وريفها الواقع بمنطقة الشامية وصولاً إلى البوكمال منطقةَ نفوذٍ فرنسيّةٍ، قبل أنْ يفشل الجيش السوريّ والقوّات الدوليّة الداعمة لكلّ المخططات". 
 
 
وتابع المصدر، "تُعتبرُ القاعدة العسكريّة الفرنسيّة في ريف دير الزور الشّرقيّ الثّانية شمال شرق سورية بعد قاعدةِ "مشتى نور" في عين العرب، ولها وجودٌ مشترك مع القوّات الأمريكيّة في المنطقةِ أهمّها معمل "لافارج" للأسمدة بريف عين العرب، ونقطة مراقبةٍ ورصدٍ في مدينة منبج السوريّة". 
 
 
وفي السياق ذاته، أكّدت مصادر أهليّةٌ غرب الحسكة المعلوماتِ التي تحدّثت عن تحرّكٍ كثيفٍ لعرباتٍ ترفع العلم الفرنسيّ في المنطقة الممتدّة بين "مجمّعِ مباقر" ومنطقة "اللايف ستون" مروراً ببلدة "تل تمر"، لافتاً إلى أنَّ الحديث المُتداوَل بين عناصر الوحدات الكرديّة "عن تحضيراتٍ لإنشاء منطقة تواجد للقوّات الفرنسيّة في المنطقة القريبة من بلدة تل تمر". 
 
 
وكان القوّات الأمريكيّة قد عقدت خلال الأيّام القليلة الماضية اجتماعاً مع قياداتٍ في وحدات حماية الشعب الكرديّة وقوّات "قسد" بمنطقة عين عيسى بريف الرقة الشّماليّ؛ لبحث إمكانيّة نشر قوّاتٍ عربيّةٍ في المنطقة تحضيراً لسحبِ القوّات الأمريكيّة من المنطقة. 
 
 
وتشير الوقائع والتحرّكات الأخيرة التي شَهِدَتها مناطق شمال شرق سورية إلى أنَّ القوّات العربيّة لن تكون بديلةً للقوّات الأمريكيّة، وإنّما سيتمُّ نشر قوّاتٍ فرنسيّةٍ إلى جانب القوّاتِ العربيّة إنْ كان هناك نيّةٌ حقيقيّةٌ أساساً لإرسال القوّات العربيّة، وليست تصريحاتٍ للابتزاز وسحب الأموال من الدول الخليجيّة، فالمعطيات على الأرض لا تشير إلى نيّة الولايات المتحّدة الأمريكية سحب قوّاتها أساساً من المنطقة التي سعت وتسعى لتحصينها، خاصّةً مناطق النفط والغاز بريف دير الزور الشّرقيّ وريف الحسكة الشماليّ والجنوبيّ.