في ذكرى الإبادة الأرمنية..بولاديان: مايفعله الساسة الأتراك بالشعب السوري امتداد لما ارتكبوه بحق الشعب الأرمني

في ذكرى الإبادة الأرمنية..بولاديان: مايفعله الساسة الأتراك بالشعب السوري امتداد لما ارتكبوه بحق الشعب الأرمني

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٤ أبريل ٢٠١٨

يحيي الشعب الأرمني في الرابع والعشرين من نيسان كل عام ذكرى شهداء الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية في إصرار على الاستمرار
بالحياة وتعزيز الذاكرة الوطنية والإفادة من دروس التاريخ.
 
وجريمة الإبادة الأرمنية التي ارتكبها الأتراك وراح ضحيتها نحو مليون ونصف المليون من أبناء الشعب الأرمني كانت بمثابة إفناء وتهجير وتصفية لهذا الشعب على يد السلطات العثمانية التي اتبعت سياسة التتريك ضد الأقليات بين عامي 1915 و 1923.
 
وفي حديث لـ سانا أكد سفير جمهورية أرمينيا بدمشق الدكتور أرشاك بولاديان أنه رغم مرور 103 أعوام على تلك الجرائم التي ارتكبت بحق الأرمن ما زالوا يناضلون لاستعادة حقوقهم وأرض أجدادهم المسلوبة لافتا إلى أنه يتم عرض قضية الأرمن في المحافل الدولية ويصر الشعب الأرمني على انتزاع الاعتراف بالإبادة وإدانتها فهي لا تزال جرحا نازفا لعموم الأرمن في العالم.
 
وأوضح بولاديان أن المأساة الأرمنية حسب التوصيف الدولي مزدوجة بين خسارة الشعب وخسارة الوطن فهي كانت جريمة إبادة أمة بكاملها ومحو تراثها وحضارتها وجاءت نتيجة النزعة الطورانية وسعيها لإقامة إمبراطورية تركية من الأناضول إلى أقاصي آسيا شرقا.
 
ومن هذا المنطلق كانت أرمينيا عائقا أمام هذا المشروع فقرروا محوها من الخريطة وإزالة شعبها من الوجود في إحدى أخطر الجرائم ضد الإنسانية.
 
وأكد الدكتور بولاديان أن مرور كل تلك السنوات لا يعفي تركيا كوريثة للسلطنة العثمانية من مسؤولياتها التاريخية وتبعاتها الأخلاقية والمادية مشيرا إلى أن مجلس الأمن القومي التركي اتخذ عام 2000 قرارا اعتبر فيه قضية الإبادة الأرمنية من أولويات الأمن القومي وقادت السلطات التركية في العام 2005 حملة دعائية لإنكار ونفي الإبادة الأرمنية محاولة رسم صورة متحضرة لها.
 
ويعترف البرلمان الأوروبي والعديد من دول أوروبا والعالم ومنظمات مؤسسات وشخصيات دولية بالأحداث التي حصلت بحق الأرمن بأنها “إبادة جماعية” فيما ترفض تركيا الاعتراف بذلك وتتنكر لها حيث يسير نظام أردوغان على خطى أسلافه العثمانيين بارتكاب المجازر بحق الشعوب.
 
وبين الدكتور بولاديان أن الأرمن عاشوا ما يقارب 8 قرون تحت السيطرة التركية سعت خلالها السلطات العثمانية العنصرية لتحريض السكان من القوميات والأديان المختلفة ضد بعضهم البعض والأرمن شأنهم شأن الشعوب الأخرى عارضوا تلك السلطات وسياساتها العنصرية وحافظوا على روحهم القومية والثقافية.
 
وأشار الدكتور بولاديان إلى أن الإبادة ضد الأرمن جاءت على ثلاث مراحل بدأت من أيام السلطان عبد الحميد الثاني أواخر القرن التاسع العاشر والثانية مع وصول حزب الاتحاد والترقي إلى السلطة ما بين 1909 و1918 وآخرها مرحلة “تركيا كمال أتاتورك” من 1919 حتى 1923.
 
ولفت الدكتور بولاديان إلى أن أقسى الظروف التي مرت على الشعب الأرمني كانت في العام 1915 فبعد عمليات القتل والنفي والترحيل بالقوة من الولايات الأرمينية الواقعة تحت سيطرة الأتراك اعتقلت السلطات التركية في الـ 24 من نيسان من العام نفسه المئات من النخبة المثقفة لدى الأرمن من سياسيين وكتاب وشعراء وفنانين وصحفيين وقتلتهم بوحشية معتبرا أن ذلك إشارة إلى بدء المخطط المرسوم بشأن تصفية السكان الأرمن من أراضيهم التاريخية التي قطنوها آلاف السنين عبر ممارسات شنيعة ارتكبها العثمانيون من نفي وقتل ونهب وسلب واغتصاب.
 
وبين السفير الأرميني أن المجازر التي نظمتها الإمبراطورية العثمانية جلبت الدمار الرهيب والهلاك إلى أن وصل الحال للإبادة الجماعية وأن فوضى الحرب العالمية الأولى ساعدت في تحقيق ذلك بأفظع الطرق الوحشية.
 
ويقول بولاديان إن التاريخ يكرر نفسه فما يفعله الساسة الأتراك بالشعب السوري اليوم امتداد لما فعلوه مع الشعب الأرمني تاريخيا في الوقت الذي احتضنت فيه سورية الأرمن الذين نزحوا باتجاه الأراضي السورية هربا من القتل والتنكيل على يد الأتراك حيث تركت لهم خيارات الحرية والعيش الآمن.
 
ويتحمل نظام أردوغان المسؤولية الأساسية في سفك الدم السوري وما عدوانه ودخول قواته إلى الأراضي السورية مؤخرا إلا إحدى صور هذا الدعم للإرهاب التكفيري وتأكيد لأطماعه التوسعية.
 
وفي تصريح مماثل أشارت عضو مجلس الشعب الدكتورة نورا آريسيان إلى أن الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمينية هو القبول الرسمي لحقيقة تعرض الأرمن لتطهير عرقي بين أعوام 1915 و1923 بتخطيط من قبل الحكومة التركية العثمانية بهدف إفنائهم مبينة أن الأغلبية الساحقة من المؤرخين في العالم إضافة إلى عدد كبير من المؤسسات الأكاديمية الخاصة بالدراسات حول الإبادات الجماعية تقبل علناً حقيقة أن ما تعرض له الأرمن إبادة جماعية وفق المعايير الدولية والقانون الدولي.
 
ورأت الدكتورة آريسيان أن إنكار عملية إبادة الأرمن من قبل الحكومات المتعاقبة في تركيا يؤكد أن إبادة الشعب الأرمني هي جريمة مستمرة والشتات الأرمني أكبر دليل على ذلك وأنه على الرغم من ذلك حافظ الأرمن على هويتهم وثقافتهم وتراثهم الأرمني في سورية.
 
وأشارت آريسيان إلى أنه ينبغي اليوم على تركيا أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية بحق العديد من الشعوب مثل العرب والسريان والأرمن إلا أنها لا تزال تنتهك القانون الدولي وخلال سنوات الحرب والعدوان على سورية لعبت دورا كبيرا في دعم الإرهاب إضافة إلى أوهامها التوسعية بالأراضي السورية والتي تخالف الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي ما شكل تهديدا جديا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
 
وتبلغ مساحة أرمينيا التاريخية أكثر من 300 ألف كم مربع أي ما يوازي عشرة أضعاف مساحة جمهورية أرمينيا الحالية.
 
غنوه مية