هل اكتملت عناصر الحرب مع مسرحية نتنياهو عن النووي الايراني؟

هل اكتملت عناصر الحرب مع مسرحية نتنياهو عن النووي الايراني؟

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٣ مايو ٢٠١٨

لو صدق نتنياهو في إدعائه بالامس حول حصول المخابرات الاسرائيلية على 55 ألف صفحة من الأدلة و55 ألف ملف على 183 اسطوانة تتعلق بمشروع  "عماد " النووي الايراني، بنسخ طبق الاصل، لكان مستوى الخرق الاسرائيلي لايران ضخما لدرجة، تنتفي فيها اية حاجة لحرب او لضغط او لتصويب  اسرائيلي على ايران .
 
في مقارنة لما سيق زورا من اتهامات للعراق بامتلاكه اسلحة دمار شامل سبقت مباشرة العدوان عليه عام 2003، مع المسرحية الهزلية لنتنياهو بالامس عن فبركات " نووية ايرانية "، أكل عليها الدهر وشرب بعد ان اشبعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعلى عشرات السنين، دراسة ومراقبة وتفتيشا وتحليلا،  والتي استنتجت منها في جميع تقاريرها الموَثّقة دوليا، ان ايران ملتزمة بالكامل بمندرجات الاتفاق النووي الموقّع مع نصف الكرة الارضية تقريبا عام 2015، يبدو ان الكيان الاسرائيلي ومن ورائه، او من امامه، الولايات المتحدة الاميركية، يبحث عن اشتباك واسع مع ايران، لن يكون بعيدا في تصنيفه عن حرب تتوسط المحدودة والشاملة .

اذا قاربنا الموضوع إنطلاقا من النظرة الاميركية – الاسرائيلية، لوجدنا ان ما يحدث لناحية التركيز على خرق ايران للاتفاق المذكور - بإدعاء الولايات المتحدة الاميركية مع الكيان الصهيوني ، مضافا اليه تسريع الاعتداءآت المباشرة والمقصودة على الوحدات الايرانية في سوريا  مؤخرا، يؤسس لاعتبار ان هناك قرارا باعلان الحرب على ايران، في سوريا او في امكنة اوسع قد تمتد الى طهران ايضا، فما هي الاسباب الحقيقة لهذا القرار ؟ وهل ستنجر ايران لهذه الحرب ؟

الاسباب الحقيقية للتصويب على ايران

في الظاهر، يضع كل من الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة الاميركية موضوع القدرات النووية الايرانية سببا رئيسا للضغط على طهران، متجاوزتين كل التقارير الدولية المختصة والاعلانات الجدية الغربية، الاوروبية خاصة، والتي تدحض تلك الادعاءآت، ولكن في الخفاء وفي العمق، تضع الاثنتان عينهما على النفوذ الايراني في المنطقة، والذي رأوا انه امتد في كل من سوريا  والعراق ولبنان واليمن – حسب نظرتهما – ليشكل عائقا امام مشاريعهما، وهذا النفوذ، والذي هو على شكل علاقات ديبلوماسية وسياسية من جهة، و على شكل إمكانيات عسكرية ومادية وقدرات صاروخية باليستية استراتيجية من جهة اخرى،   يمكن تحديده بالتالي :

- في سوريا، كان للدعم الايراني دور فاعل في تثبيت صمود الجيش العربي السوري، والذي ها هو اليوم على الطريق لإكمال تحرير اغلب الجغرافيا السورية، و لانهاء اغلب البؤر الارهابية التي رعتها وانتجتها كل من "اسرائيل" والولايات المتحدة الاميركية .

- في اليمن، لعب الموقف الايراني، على الاقل معنويا كجهة فاعلة وقفت لمصلحة حقوق الشعب اليمني، دورا مهما في دعم اليمنيين بمواجهة الحرب الاقليمية الدولية التي شنت عليهم ظلما وعدوانا، و ها هي المملكة العربية السعودية اليوم، تدفع للاميركيين ثمنا باهظا ليمنعوا  إنهيارها على خلفية حربها الفاشلة على اليمن،  وحيث فشل كل من الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة الاميركية في تثبيت سلطة مرتهنة لهم في اليمن الاستراتيجي، إعتبروا ان إيران ساهمت في ذلك ويجب ان تدفع الثمن .

- في العراق، وبمعزل عن التداخل الاقليمي – الدولي بملفات العراق الشائكة، بالموضوع الكردي او بموضوع داعش، ساهمت ايران عبر حماية ظهر الدولة العراقية ، وعبر مساعداتها الفاعلة للجيش او للحشد الشعبي، في تكوين جبهة داخلية متماسكة هزمت الارهاب الذي، ايضا رعته وانتجته "اسرائيل" والولايات المتحدة الاميركية .

- في لبنان، لا يمكن لكيان العدو، وربما  بمعزل عن الولايات المتحدة الاميركية، ان يهضم او ان يستوعب مدى قدرة تأثير الدعم الايراني لحزب الله في فرضه معادلة ردع وتوازن رعب بمواجهته، إذا لم نتكلم ايضا عن هزيمته في عدوان عام 2006 او عن اندحاره عام 2000 عن اراضي لبنان التي كان يحتلها،  وحيث لعبت معادلة الردع هذه مؤخرا الدور الاساس في إنكفائه عن الاعتداء على الحقوق اللبنانية البحرية والبرية الثابتة، لا شك انه يبحث عن الفرصة المناسبة للرد على ايران على خلفية معادلة الردع هذه .

هل ستنجر ايران الى الحرب ؟

من الطبيعي ان ايران سترد على الاستهداف الاسرائيلي المباشر لوحداتها ولعناصرها في سوريا، وحيث اُعلِن ذلك بصراحة من قبل أعلى المرجعيات الايرانية، ولكن من المنطقي ايضا ان ايران لن تنجر الى الاشتباك او الى المعركة التي تخدم "اسرائيل" والولايات المتحدة الاميركية،  وهي سوف تختار المناسب في ذلك، توقيتا وشكلا  ومكانا، وحيث انها سوف تأخذ بعين الاعتبار جدوى الاشتباك مع "اسرائيل" الان، وتاثيره ايجابا او  سلبا على هدفها الاساس في سوريا اليوم، والمتمثل بدعم الدولة السورية حتى استكمال الاخيرة لتحرير كامل حغرافيتها، سوف تأخذ بعين الاعتبار ايضا مدى تأثير الاشتباك مع "اسرائيل" اليوم وفي سوريا بالتحديد، على اعطاء المبرر للمحور الذي يصوب عليها في الموضوع النووي، وبالتالي إمكانية خسارتها الاتفاق النووي، بحجة بعيدة  كل البعد عن التزامها او عدم إلتزامها بهذا الاتفاق .