استعدادات حرب "الجنوب السوري".. هل تسمح الأردن بوصول الحريق اليها؟!

استعدادات حرب "الجنوب السوري".. هل تسمح الأردن بوصول الحريق اليها؟!

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١٣ مايو ٢٠١٨

 الجبهة الجنوبية من سوريا، ساحة حرب مقبلة واستعدادات اندلاعها لم تتوقف، والأهداف منها لم تعد خافية على أحد، انها الحرب الكونية على الدولة السورية التي دخلت عامها الثامن تديرها وتمولها بشكل رئيس امريكا والسعودية وبريطانيا وفرنسا وتركيا واسرائيل، مع دول أخرى لها أدوار محددة استخباريا ولوجستيا وتدريبيا وفتح مسارات حدودية.
الاستعدادات لهذه الحرب تتم داخل الاردن وحدوده، وعمان لم تتخذ بعد موقفا حاسما ازاء ما ينتظر هذه الجبهة المرشحة للاشتعال بقوة وفي العاصمة الاردنية تقبع غرفة العمليات الارهابية، وبداخلها ممثلون عن الدول المشاركة في الحرب الارهابية المستمرة على الشعب السوري.
الاتباء الواردة من تلك المنطقة تفيد باتفاق العصابات الارهابية المتواجدة هناك على القتال معا ضد الجيش السوري، وأن العواصم الداعمة لهذه العصابات دعت أدواتها الى مواجهة مشتركة لتقدم القوات السورية التي اتخذت قرارا لحسم الموقف في تلك الجبهة واستئصال المجموعات الارهابية.
هذه الانباء تؤكد أن هناك تنسيقا واسعا بين ممولي هذه العصابات واسرائيل التي تضطلع بدور مباشر في هذه الحرب المستمرة، كما أن النظام الوهابي السعودي ضخ أموالا واسلحة الى تلك العصابات، ودفعت وحدات خاصة وطواقم استخبارية الى ميدان الحرب المرتقب، في حين ارسلت الولايات المتحدة قوات الى منطقة "النتف" المنطقة القريبة من الحدود المشتركة بين سوريا والاردن والعراق، حيث تقيم عصابات ارهابية قواعد هناك تحت حماية الامريكيين.
ومن ضمن هذه الاستعدادات قيام وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو بزيارة الى الاردن، وشهدت المنطقة المتوترة مناورات تحت اسم "الاسد المتأهب" قادتها أمريكا وبمشاركة 17 دولة في حين أصدر وزير الخارجية الروسي لافروف تحذيرات من اشتعال حرب خطيرة في الجبهة الجنوبية.
انتصارات الجيش السوري والتراجع الكبير والملحوظ للعصابات الارهابية في الساحة السورية وخشية اسرائيل من سيطرة الدولة السورية على المنطقة الجنوبية، ومنعا لعودة الاستقرار الى سوريا وفشل ترتيبات اجراء التغييرات في المنطقة الداعمة للمصالح الامريكية الصهيونية، وفشل سياسات أنظمة الردة في الخليج، كل هذه العوامل تقف وراء استعدادات الدوان الذي تقوده امريكا وتموله السعودية ودول خليجية لاشعال المعارك في الجنوب السوري، وفي محاولة للضغط على العاصمة السورية، خاصة بعد اقتلاع الارهاب في الغوطة.
ماذا لو اندلعت الحرب؟!
ان الاردن الذي فتح أبواب ساحته منذ اللحظة الاولى للحرب على سوريا لتدفق الارهابيين والمرتزقة والاسلحة، سيكون اكبر المتضررين من اندلاع حرب الجنوب السوري في حال تورط القيادة الاردنية، وهناك ضغوط خليجية غربية على الاردن للمشاركة، أي دعوة لها للتورط في هذا المستنقع، فالحياد ممنوع أن يكون موقفا تأخذه عمان، التي تواجه اليوم خطرا ارهابيا على حدوده وبعض اراضيه، وحاضنة ارهابية لا يستهان بها، وهناك الابتزاز الاقتصادي الذي تتعرض له الاردن، والتهديد باشعال ساحتها تخريبا وتفجيرا.
ومن بين الأخطار التي تتهدد الاردن في حال نشوب معارك الجنوب السوري، تدفق عشرات الالاف من اللاجئين على حدوده، هذا في حال مشاركة الاردن في العدوان والمساهمة في التحضير له، وبلا شك، أن مشاركة الاردن ستواجه برد شعبي ضاغط متعاطف مع الشعب السوري ورافض للتدخل السعودي في اتخاذ القرار الاردني، ويدرك الاردنيون تماما أن اشتعال الجنوب السوري، سيكون بمشاركة اسرائيل، واذا ما شاركت الاردن فهي تتخندق مع اسرائيل لضرب الشعب السوري والعبث في ساحته، والاردن بفعل ظروف وأوضاع وعوامل عديدة جعلت من ساحته قابلة للاشتعال، ومشاركتها في العدوان أو السماح بانطلاقه من أراضيها، تكون قد سهلت بوصول الحريق اليها، عندها التداعيات خطيرة والارتدادات صعبة.