أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية: نعتبر الولايات المتحدة عدونا الرئيسي إلى جانب إسرائيل

أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية: نعتبر الولايات المتحدة عدونا الرئيسي إلى جانب إسرائيل

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١٤ مايو ٢٠١٨

اعتبرت الفصائل الفلسطينية في سورية أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يمثل بداية لتنفيذ "صفقة القرن" ووعد جديد لإسرائيل لا يختلف عن وعد بلفور.
 
وفي هذا السياق أعلن الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد، أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" عن استراتيجية جديدة للتعاطي مع تطورات الوضع الفلسطيني في عدد من العواصم لمواجهة مساعي إقليمية في المنطقة لتسوية القضية الفلسطينية وفق الرؤية الأمريكية والإسرائيلية.
 
 وقال: "نحن نعتبر قرار ترامب مقدمة لتنفيذ مؤامرة جديدة على القضية الفلسطينية بهدف تصفية الحقوق الفلسطينية في إطار ما تم البحث به في اجتماع الرياض الذي حضره أكثر من 50 زعيماً ورئيساً وملكاً وتم فيه الإعلان عن "صفقة القرن" وكانت أولى خطوات هذه الصفقة مشروع يهدف إلى حل القضية الفلسطينية استناداً إلى سياسة الأمر الواقع التي تفرضها إسرائيل لإلحاق سكان الضفة الغربية بالأردن وفرض وصاية مصرية على قطاع غزة في إطار خطوات لتطبيع العلاقات بين عدد من الدول العربية وفي مقدمتها السعودية مع إسرائيل وإقامة تحالف استراتيجي لتوظيف قضية فلسطين في النيل من القوى الدولية والإقليمية التي أفشلت المشروع الأمريكي في المنطقة لاسيما إيران وروسيا".
 
وحول الإجراءات التي ستتخذها الفصائل الفلسطينية في الفترة المقبلة إزاء الموقف الأمريكي قال عبد المجيد:
نحن نعتبر أنفسنا كفلسطينيين في صراع مع هذه السياسة الأمريكية ونعتبر الولايات المتحدة عدونا الرئيسي إلى جانب إسرائيل لأنها تسعى إلى تصفية حقوقنا الفلسطينية ولهذا سنواصل معركتنا على مختلف الأصعدة بدءاً من تجديد المقاومة بشتى الوسائل والاستمرار باستراتيجية المقاومة والانتفاضة وزيادة زخمها وتطوير أساليبها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة وغزة والأراضي المحتلة عام 1948 والتواصل مع القوى والدول التي رفضت قرار ترامب إلى جانب الاستمرار بالحراك الشعبي والسياسي والدبلوماسي على الساحتين العربية والإسلامية والدولية من أجل إجبار الولايات المتحدة على التراجع عن هذا القرار".
 
وأشار عبد المجيد إلى أن الزخم الدولي والشعبي ضد قرار ترامب شكل ضغطاً على مواقف السلطة الفلسطينية وصفعة لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة ولمن راهن عليها سواء كانت قيادات عربية أو فلسطينية وقال:
 
"حتى الدول الحليفة لواشنطن أحرجها قرار ترامب وأربك سياساتها وكذلك الأمر السلطة الفلسطينية التي كانت تنتظر مبادرات من الولايات المتحدة وكانت تعتبرها وسيطاً هي الآن لا تعتبر الولايات المتحدة وسيطاً نزيهاً وعادلاً".
 
وأضاف: "نحن نعمل في إطار هذا الوضع لتوحيد الموقف الفلسطيني مع كل الأطراف بما في ذلك التحركات الدبلوماسية للسلطة الفلسطينية رغم خلافاتنا مع قياداتها السياسية ورغم تبايناتنا معها في محاولات تمييع الموقف نتيجة الضغوط التي تمارس عليها من قبل عدة دول عربية ونحاول تصليب الموقف الرسمي الفلسطيني لكننا نراهن على الموقف الشعبي من خلال الانتفاضة والمقاومة وعلى حلفائنا الذين حققوا انتصارات في المنطقة سواء في سوريا أو العراق أو لبنان أو إيران ونراهن على موقف روسيا والصين الذي اعتبر قرار ترامب طعناً للشرعية الدولية ونتمسك بالشرعية الدولية ونتطلع لأن تؤدي روسيا دورها في الدفاع عن قرارات الشرعية الدولية ولتدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام برعاية الأمم المتحدة من أجل إجبار الولايات المتحدة وإسرائيل على التراجع عن سياساتهما".
 
وأردف قائلاً: نحن نواصل العمل مع كل حلفائنا ونعتقد أن معركتنا طويلة وتأتي في إطار التجاذبات الإقليمية والدولية لأننا لا نستطيع أن نعزل قضية فلسطين عما يجري في المنطقة والعالم وبالتالي على القيادة الفلسطينية أن تتخذ موقفاً واضحاً وتحدد من هو مع حقوق الشعب الفلسطيني ومن هو ضد هذه الحقوق سواء على الصعيد العربي أو الإقليمي أو الدولي.
وأشار عبد المجيد إلى أن هناك قوى وأطراف بدءاً من الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية والإسلامية تصطف الآن مع "إسرائيل" وتعمل معها وقسم منها يعلن ذلك جهاراً نهاراً والقسم الآخر يمارس ضغوطاً على الفلسطينيين ويحاول أن يحاصرهم وفي المقابل هناك دول وقوى شعبية وعربية يمثلها محور المقاومة وروسيا والصين ودول البريكس ودول عديدة في العالم تقف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني وإلى جانب تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتقف ضد السياسات الأمريكية وضد الاستيطان والتهويد والعدوان الإسرائيلي".
 
واعتبر أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أن التطورات الأخيرة شكلت عامل تقريب بين القوى والفصائل الفلسطينية داخل وخارج فلسطين وأضاف أن "خطوة ترامب والغطرسة الإسرائيلية أدت إلى تقارب مع الفصائل الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وخارجها ومع السلطة الفلسطينية ومع بعض السياسات والمواقف التي تتخذها السلطة في مواجهة الموقف الأمريكي الخطير".
 
وتابع قائلاً: "نحن نعتبر أن هذا التقارب يجب الحرص عليه لتحشيد موقف وطني فلسطيني لدعم وتعزيز الانتفاضة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي وموقفنا في فصائل المقاومة يتلخص بتعزيز وتطوير واستمرار الانتفاضة الفلسطينية الشعبية في إطار استراتيجية وطنية تحدد الخطوات والتكتيكات المطلوبة على الصعيد الميداني العسكري وعلى الصعيد الشعبي وفي نفس الوقت التواصل والترابط مع كل من رفض قرار ترامب الأخير حول القدس عربياً وإسلامياً ودولياً من أجل الاستمرار في هذا الحراك الدولي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني واستمرار الانتفاضة الفلسطينية".
 
وعن احتمال التصعيد في المرحلة القادمة على الساحة الفلسطينية قال عبد المجيد: "نحن نعتبر أننا في بداية الطريق في هذه المواجهة ومعركتنا طويلة ونعمل باستراتيجية موحدة الآن على الصعيد الشعبي ونعمل لتجسيد هذه الوحدة على صعيد قيادي وهناك حوارات فلسطينية جرت في بيروت وتجري في دمشق ورام الله وفي غزة من أجل توحيد الجهود ولتحشيد الطاقات الفلسطينية ولا يمكن أن نقبل عودة المراهنة من قبل أياً كان في السلطة الفلسطينية أو غيرها على أوهام لتسوية ما".
 
وأضاف: "هذه الإجراءات ضربت أي تفكير بالتسوية بعد 25 عاماً من اتفاقات أوسلو التي شكلت غطاء لـ"إسرائيل" في الاستيطان والتهويد ونعتبر أن استراتيجيتنا الآن ليست إعادة مسارات سياسية ومفاوضات إنما إعادة تجديد المقاومة واستمرار الانتفاضة بنفس طويل وتحشيد طاقات شعبنا وأمتنا وأحرار العالم لتحقيق أهدافنا الوطنية ونعتقد أنه في ظل التجاذبات الدولية والإقليمية لدينا فرصة لأن يتم توظيف ما يجري على الأقل من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وهذا يحتاج إلى تمساك وترابط في الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي".
 
وحول الدور الروسي المأمول في المنطقة خلال المرحلة القادمة قال عبد المجيد: في ظل صراع الإرادات في المنطقة وفي العالم تواجه القضية الفلسطينية رؤيتين للحل؛ الأولى تسعى لها الولايات المتحدة وبدأت بتطبيقها من خلال قرار ترامب الأخير حول القدس في إطار ما سمي بالحل الإقليمي أو من خلال فكرة عقد مؤتمر إقليمي للسلام تشارك فيه "إسرائيل" والسعودية والإمارات ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية لإعادة المفاوضات وإنهاء الصراع وتشكيل محور وتحالف دولي وإقليمي جديد ضد إيران وضد الدور الروسي في المنطقة.
 
 وتابع قائلاً: الرؤية الثانية تؤمن بها الأغلبية الساحقة من دول العالم والدول العربية وهو حل تدعو إليه روسيا  من خلال عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط برعاية الأمم المتحدة من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي التي تؤكد على الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة  عام 1967 وهذا الموقف الروسي يحظى بالتأييد الدولي وهو ما تعمل عليه روسيا بدبلوماسيتها الهادئة في مواجهة السياسة الأمريكية التي تسعى لتحقيق أهداف إسرائيلية وأمريكية لا تؤدي إلى حلول بل تؤدي إلى مزيد من التوتر والحروب في المنطقة.