يهددون باجتياح واحتلال الجليل.. القوة البرية التابعة لحزب الله

يهددون باجتياح واحتلال الجليل.. القوة البرية التابعة لحزب الله

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٧ مايو ٢٠١٨

بعد دخول حزب الله إلى سوريا نُشر في إسرائيل وفي العالم مقالات عن خطر الاجتياح من قبل حزب الله. وأن عناصر حزب الله في الحرب المقبلة لن يبقوا في لبنان، بل سينقلون الحرب إلى الداخل الإسرائيلي، وسيحتلون مستوطنات، ويهلجمون قواعد الجيش الإسرائيلي مستفيدين من التجربة التي راكموها في الحرب السورية.
 
حرب لبنان الثالثة في الطريق، الوقت يمر، ومن الواضح للجميع أنها ستكون فتاكة أكثر بعشرات المرات من حرب لبنان الثانية.
 
بشكل طبيعي، في إسرائيل يركزون بشكل خاص على تهديد الجبهة الداخلية: مخزون صواريخ حزب الله الضخم الذي يتراوح بين 100 و150 ألف صاروخ، وهذا مرتبط بمن تسأل، ومتى. في حرب لبنان الثانية نجح حزب الله في إطلاق 1000 إلى 2000 صاروخ، وفق التقديرات.
 
لكن ليس هذا الفارق الوحيد: في السنوات العشر التي مرت بنى حزب الله قوة برية ليست بقليلة – “ذراع البر” التابع للمنظمة – الذي راكم خبرة عملياتية غنية ووسائل قتالية كبيرة في سوريا.
 
أغلب كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يتفقون على أن الحرب في سوريا هي التي أجّلت معركة إضافية بين حزب الله وإسرائيل. لكن هذه الحرب في مراحلها الأخيرة، ومن هنا، يمكنهم (عناصر حزب الله) العودة لمقاومة إسرائيل.
 
طوال سنوات ادعت جهات في إسرائيل أن الحرب في سوريا تضعف حزب الله، بسبب الخسائر التي تلقاها وعلى ضوء الانتقادات من المواطنين في لبنان على تدخله في القتال.
 
هذه الصورة تبدلت مع نشر أفلام عن المعارك التي تستعرض قدرات ونجاحات حزب الله: في إسرائيل بدأوا إدراك أن هذه الحرب بالذات منحت المنظمة مسائل لا تقل عن الثمن الكبير الذي دفعته هناك.
 
 
 
بعد دخول حزب الله إلى سوريا نُشر في إسرائيل وفي العالم مقالات عن خطر الاجتياح من قبل حزب الله. في صحيفة “فورين بوليسي” كتب أيضاً أنه “في الحرب المقبلة، عناصر حزب الله لن يبقوا في لبنان، بل سينقلون الحرب إلى الأراضي الإسرائيلية”، وقد وصفوا كيف أن عناصر حزب الله الذين راكموا تجربة في الحرب السورية سيهاجمون قواعد للجيش الإسرائيلي، وحتى أنهم سيحتلون مستوطنات.
 
الجيش الإسرائيلي، من جانبه، نشر عن مناورات كبيرة تهدف لمنع هذا السيناريو.
 
وفقاً لتقديرات جهات استخبارية وعلى ضوء الأفلام التي خرجت من سوريا، فإن حزب الله يستخدم عشرات الدبابات من نوع “تي 72” وهي دبابة قتالية مع مدفع 125 ميلمتر، وفيها جهاز تذخير تلقائي، وعدة عشرات من الدبابات الروسية القديمة من نوع “تي 62” مع مدفع 115 ميلمتر، وعدة دبابات قديمة جداً من نوع “تي 55″، وكل هذه الدبابات وصلت إلى المنظمة من جيش لبنان الجنوبي ومن سوريا. ولدى حزب الله عدة مئات من المدرعات.
 
وإلى هذه اللائحة المحترمة يجب أن نضيف مئات الصواريخ المحمولة على الكتف ضد الطائرات، ومن بينها صواريخ “ستينغر” الأميركية التي وصلت من أفغانستان، صواريخ روسية من نوع SA-16 و SA-18 القادرة على إسقاط طائرة على مسافة 5 كيلومترات وارتفاع 3.5 كيلومتر.
 
وأيضاً بطاريات ضد الطائرات أثقل من نوع SA-8 و SA-17 وهناك تقارير تتحدث أيضاً أن لدى حزب الله بطاريات أخطر بكثير مثل SA-22 حصل عليها من إيران ومن مخازن الجيش السوري.
 
 
 
الصواريخ ضد الدروع هي مجال آخر أثبتت المنظمة نفسها فيه خلال القتال في سوريا. إذا كان مقاتل الجيش الإسرائيلي المختص بصواريخ ضد الدروع قد أطلق في كل عملية تدريبه وتأهيله صاروخ أو إثنين، فإن مقاتل حزب الله يطلق أكثر من 15 صاروخ فقط خلال عملية تأهيل واحدة، وفي القتال في سوريا أطلقوا أكثر بكثير، وحققوا إصابات جيدة جداً.
 
مخازن الوسائل القتالية ليست الأمر الوحيد الذي يقلق قادة الجيش الإسرائيلي. ما يقلق أكثر في القتال بسوريا، أن مقاتلي حزب الله تعلموا العمل ضمن إطار عمليات قتال كبيرة ومشتركة. رائد الاستخبارات في الاحتياط “أ”، قال “إذا كنت في السابق تراهم يستخدمون عدة مجموعات مع تغطية نارية بالصواريخ وقذائف الهاون، اليوم أنت تراهم يشنون هجمات بواسطة الدعم الناري من الدبابات، مدافع وقناصين، وحتى إطلاق نار من الجو بواسطة طائرات، بما فيها طائرات مسيرة”.
 
ووفقاً لكلامه “القتال في سوريا شكّل بالنسبة لهم مدرسة فعلية للقتال المشترك. هم يتعلمون إدارة الحرب، لكنهم أيضاً يتعلمون العيش تحت النيران. ما يقلق حقاً أنهم يفهمون عبر هذه الطريقة كيف يواجهون القتال المشترك أيضاً. الحرب المقبلة ستكون قاسية، وحتى لو كنت قوياً وذكياً فإن العدو يعرف كيف يلحق بك الخسائر”.