غموض وضع عباس الصحي يستنهض صراع الأجنحة داخل "فتح".. وأمريكا تدخل على الخط

غموض وضع عباس الصحي يستنهض صراع الأجنحة داخل "فتح".. وأمريكا تدخل على الخط

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٨ مايو ٢٠١٨

 بعد تضارب الأنباء حول حقيقة الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وجهت حركة فتح، مساء الأحد، رسالة للمواطنين ووسائل الإعلام تنفي فيها "الإشاعات المغرضة" حول صحة أبو مازن.

ودعا القيادي في حركة فتح، أسامة القواسمي، في تغريدة على صفحته الشخصية في فيسبوك إلى وقف نقل الإشاعات المغرضة، بشأن الحالة الصحية للرئيس عباس. وأكد أن كل التصريحات التي تخرج على لسان أعضاء المركزية حول صحة الرئيس أو مغادرة أحد أبنائه للوطن أكاذيب وأخبار مفبركة لا صحة لها.
وأوضح القواسمي أنه كان من المقرر أن يغادر الرئيس المستشفى اليوم الاثنين، ولكن بعد إجراء الفحوص، رأى الأطباء أنه من الأفضل أن يبقى لحين الاطمئنان التام، وهو في حالة صحية جيدة ويتماثل للشفاء بسرعة ويتابع كافة الأمور.

ويبدو الصراع الذي تعيشه حركة فتح أكثر حدة من حجم الغموض الذي يحيط بصحة عباس، وتظهر مؤشرات تصاعد حدّة الصراع المشتعل تحت رماد السلطة منذ دخول الرئيس الفلسطيني قبل نحو أسبوع إلى المستشفى الاستشاري برام الله.

وفور تأجيل خروج عباس من المستشفى، سربت مصادر إعلامية نبأ عن اجتماع مفاجئ لمركزية فتح برئاسة محمود العالول وسط انتشار أمني واسع في مقر المقاطعة برام الله والمناطق المحيطة بها.
وقالت مصادر إن عائلة الرئيس محمود عباس غادرت مدينة رام الله نحو الأردن بسبب وضعه الصحي الحرج، وسط أنباء عن نقل أبو مازن لمستشفى بالخارج للوقوف على مدى خطورة وضعه الصحي.

ونقل موقع "صوت فتح الإخباري" عن مصادر مطلعة قولها أن صراعا حامي الوطيس يدور بين شخصيات بارزة في مركزية الحركة تطمع في أن تجلس على كرسي الرئيس، وأبرز تلك القيادات الفتحاوية التي دخلت هذه الأيام إلى "حلبة المصارعة" هم محمود العالول نائب رئيس حركة فتح، إلى جانب جبريل الرجوب وتوفيق الطيراوي وماجد فرج، وكذلك مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات كونه أمين سر اللجنة التنفيذية.
وذكرت المصادر أن العالول  يقاتل بكل ما أوتي من قوة للحفاظ على تكليفه كنائب لرئيس حركة فتح رغم مطالبات أعضاء في اللجنة المركزية وعلى رأسهم  الطيراوي والرجوب بأن يتنحى عن منصب نائب رئيس الحركة كون تكليفه كان لعام.

وقالت إن العالول بدأ بمحاولات السيطرة على مفاصل التنظيم في محافظات الضفة، وامتدت مساعيه إلى القطاع، حيث يتخندق الناطق باسم الحركة عاطف أبو سيف إلى جانبه في محاولة ترتيب البيت الفتحاوي وصولاً للسيطرة على مقاليد الحكم الثلاث السلطة وفتح والمنظمة .

من جهتها، كشفت مصادر فلسطينية رفيعة عن توافق داخل الأروقة القيادية لحركة فتح والمجلس المركزي للمنظمة على تعيين ناصر القدوة لخلافة عباس.

وعلمت المصادر أن اتصالات مصدرها رام الله تمت مع بعض العواصم العربية بينها القاهرة وعمان لإطلاعها على ما تم التوصل إليه بشأن خلافة الرئيس عباس، وأنه لا يوجد فراغ سياسي حال غيابه عن رئاسة السلطة.

ووفق مصادر عربية مطابقة، فإن القاهرة هي أول من وجه باتجاه د. ناصر القدوة، حيث عملت المخابرات المصرية طيلة الـ72 ساعة الأخيرة على إقناع الجميع للوصول لهذه النتيجة.

وتبقى حالة الجدل والنقاش قائمة ومفتوحة على مصراعيها بشكل حثيث حول الخليفة المرتقب لعباس، وستكون المرحلة المقبلة صعبة على الشعب الفلسطيني في ظل وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتصعيده الخطير ضد الفلسطينيين، والتحرك لإيجاد رئيس فلسطيني جديد يتماشى مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.

وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة، أن الإدارة الأمريكية ضاعفت محاولاتها خلال الأسابيع الماضية، لفتح "قنوات اتصال" مع شخصيات فلسطينية "غير حزبية"، للحديث عن المرحلة المقبلة، بعد قرار القيادة الفلسطينية وقف اتصالاتها مع واشنطن، رفضا لقرار الرئيس دونالد ترامب، اعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

وأشارت المصادر إلى أن المستوى السياسي الفلسطيني يعلم جيدا التحركات الأمريكية واتصالاتها الأخيرة التي أجريت مع بعض الشخصيات الفلسطينية، التي تضمنت دعوة البعض لزيارة واشنطن خلال الأيام الماضية، بعيدا عن القيادة.

وتسعى الإدارة الأمريكية بذلك "لإحراج" القيادة الفلسطينية وإضعاف موقفها القاضي بتجميد الاتصالات لحين عدول أمريكا عن قراراتها الأخيرة، وهو أمر تدركه جيدا مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، كما أكدت المصادر السياسية.

وكشفت المصادر أن تلك الاتصالات تضاعفت خلال الأيام القليلة الماضية، وتحديدا قبل وصول المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرنبيلات، إلى المنطقة الأسبوع الماضي.

وخططت الإدارة الأمريكية من وراء زيادة الاتصالات للترتيب لعقد لقاء يجمع عددا من الشخصيات الفلسطينية مع غرينبلات تريد من ورائه إظهار عدم قدرة القيادة الفلسطينية على بسط سيطرتها السياسية على كل المكونات الفلسطينية، وهو ما لم ينجح، بسبب الإجماع الفلسطيني على قرار "المقاطعة"، الذي يحظى بدعم قوي من حركة حماس في غزة أيضا.

ودفع الحديث عن المخطط الأمريكي لـ "خلق وتأهيل قيادات بديلة"، وفي ظل الرفض الشعبي للسياسات الأمريكية الأخيرة التي فجرت موجة غضب عارمة لا تزال قائمة ضد الاحتلال، إلى نفي العديد من الشخصيات الفلسطينية في مجالس خاصة، وجود أي نية لديها للاجتماع مع المبعوث الأمريكي في القدس.