غزة تؤرق «أمن» المستوطنات: التصعيد الأكبر منذ 2014

غزة تؤرق «أمن» المستوطنات: التصعيد الأكبر منذ 2014

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٩ مايو ٢٠١٨

شهدت المستوطنات الإسرائيلية القريبة من غزة، صباح اليوم، إطلاقاً مكثّفاً لصافرات الإنذار، في حين سمع في القطاع دويّ انفجارات في أكثر من منطقة، تبيّن لاحقاً أنها ناتجة عن «اعتراض القبة الحديدية الإسرائيلية لعشرات من قذائف الهاون»

«المؤشرات تدلّ على أن حركة الجهاد الإسلامي هي الجهة التي تقف وراء إطلاق أكثر من 27 قذيفة هاون على المستوطنات قرب غزة»، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»؛ الاتهام جاء ربطاً باستشهاد ثلاثة من عناصر «الجهاد» بنيران إسرائيلية أول من أمس.

أما بيان جيش العدو، فشرح أنّه نتيجة لانطلاق صافرات الإنذار المبكر، دخل سكان المجلس الإقليمي الاستيطاني أشكول إلى الملاجئ. وفي حين اعترضت «القبة الحديدية» غالبية القذائف، سقطت واحدة في حديقة عامة للأطفال، متسبّبة بأضرار مادية من دون وقوع أيّ إصابات في صفوف المستوطنين.
وأضاف البيان أن مدفعيات الجيش المتمركزة بالقرب من السياج الفاصل بين القطاع وبقية الأرض المحتلة عام 1948، أطلقت عدداً من القذائف على مواقع ونقاط مراقبة تابعة لحركة «حماس».

 

ضمن هذا السياق، يُشار إلى أن ما حدث صباح اليوم يعتبر التصعيد الأمني الأكبر منذ عدوان صيف 2014، حيث أطلقت، للمرة الأولى منذ ذلك الحين، صافرات الإنذار بهذه الكثافة، ما دفع بسكان 17 مستوطنة للدخول إلى الملاجئ.
وأفاد بيان الجيش بأن رشقة قذائف هاون أطلقت من قطاع غزة على مناطق عدة في جنوب فلسطين المحتلة، تقع بالقرب من غزة أو ما يُعرف بمستوطنات الغلاف. ولفت إلى أنه، في الوقت الحالي، لم تعط أيّ تعليمات استثنائية للمستوطنين هناك، «ولكن يتوجّب عليهم متابعة تعليمات الجبهة الداخلية والانصياع لها».

 

في هذا الإطار، أفادت القناة الإسرائيلية الرسمية (كان) بأنّ صافرات الإنذار انطلقت في 15 مستوطنة، ونتيجة لذلك أوقفت جميع سفريات الطلبة إلى المدارس، وطلب من جميع سكان «غلاف غزة» الدخول إلى الملاجئ.
(عن الويب)

وفي وقت سابق من اليوم، تحدّثت مصادر فلسطينية في غزة لـ«الأخبار» عن سماع دوي انفجارات هائلة على طول الشريط الفاصل، ليتبيّن لاحقاً أنها ناتجة عن صواريخ «القبة الحديدية» الاعتراضية التي أطلقت باتجاه قذائف الهاون.

 

ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي صباح اليوم سلسلة غارات على مواقع لحركة «حماس» في قطاع غزة، فيما قصفت مدفعية الاحتلال عدة مناطق في القطاع. ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي رداً على إطلاق المقاومة 25 قذيفة هاون على مستوطنات «غلاف غزة».
كذلك أفيد بأنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية أطلقت أكثر من عشر صواريخ باتجاه مواقع للمقاومة في حيَّي الزيتون والشجاعية في غزة، فيما دوّت انفجارات عنيفة في مختلف مناطق القطاع.

 

التصعيد الأمني الأكبر منذ 2014 سبقه أمس، إطلاق صافرات الإنذار في ثلاث مستوطنات نتيجة لإطلاق وابل من الرصاص في اتجاه مباني وسيارات في مستوطنة «سديروت».
وبرغم أن ما حصل اعتبر «تصعيداً فلسطينياً خطيراً» بالنسبة إلى إسرائيل، فهو ليس إلا رد فعل بسيط من قبل ناشطي المقاومة في غزة على جرائم العدو الإسرائيلي والتي لم تتوقف يوماً، فيما تشهد تصاعداً لافتاً منذ بدء مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار في الثلاثين من آذار/ مارس الماضي.

 

في أعقاب التطورات الميدانية المتلاحقة منذ صباح اليوم، استدعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قادة الجيش والمؤسسة الأمنية لجلسة مشاورات عاجلة في مقره في مدينة القدس المحتلة.

وقد طالب أعضاء كنيست جيش الاحتلال بـ«رد غير مسبوق» على قصف المقاومة للمستوطنات.