عزلة دولية غير مسبوقة.. هل وصلت أمريكا إلى بداية النهاية؟

عزلة دولية غير مسبوقة.. هل وصلت أمريكا إلى بداية النهاية؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٦ يونيو ٢٠١٨

هزيمة جديدة لحقت بأمريكا ولكن هذه المرّة في أروقة الأمم المتحدة، إذ شهدت الجلسة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة تصويت 120 دولة للقرار الذي تقدّمت به منظمة الاتحاد الإسلامي وجامعة الدول العربية والذي يُدين الإجراءات غير القانونية التي قامت بها “إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
 
التصويت لمصلحة فلسطين في الأمم المتحدة
 
 
 
شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الأربعاء الماضي 13 حزيران/ يونيو اجتماعاً تحت عنوان “الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية والأراضِ الفلسطينية المحتلة” وذلك بطلبٍ من الدول العربية وأعضاء منظمة التعاون الإسلامي، وخلال الاجتماع تبنّى أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بأغلبية الأصوات يؤكّد الحق في تقرير مصير الشعب الفلسطيني.
 
وحمل القرار الذي اتخذه أعضاء المجلس بالأغلبية إدانةً واضحة للنظام الصهيوني في الوقت الذي حاول فيه كل من ممثلي الكيان الصهيوني وأمريكا جهدهم لتغيير وجهات نظر ممثلي الدول الأعضاء، غير أنّ كل تلك الجهود فشلت في ثني الدول عن قرارهم، ليصوّت في النهاية 120 عضواً في الجمعية العامة لمصلحة القرار الذي أنصف فلسطين.
 
أمريكا.. المدافع الوحيد عن الصهاينة
 
المتحدثة باسم أمريكا في الأمم المتحدة نيكي هايلي وخلال كلمتها كررت مطالبها غير المنطقية والتي لا ترتكز على أي أساس، داعيةً أعضاء الجمعية العامة إلى التصويت لمصلحة التعديلات التي اقترحتها واشنطن على القرار المقترح والذي يهدف إلى إدانة حركة المقاومة الإسلامية حماس.
 
كما ادّعت هيلي وجود العديد من الأزمات في العالم، لكن الأمم المتحدة تريد إدانة النظام الصهيوني فقط!، وكررت هيلي مزاعمها التي لا أساس لها من الصحة حول “الاحتجاجات في إيران”، منتقدةً في الوقت ذاته الأمم المتحدة على “مهاجمة إسرائيل فقط”!.
 
وزعمت هيلي أنّ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لم يأتِ على ذكر العامل الرئيسي في الأحداث الأخيرة التي حدثت في قطاع غزة، موجهة إصبع الاتهام لحركة حماس.
 
فشل أمريكا في تعديل قرار إدانة “إسرائيل”
 
وبعد كلمات كلّ من بوليفيا وجنوب إفريقيا والفاتيكان حول فلسطين والنظام الصهيوني، تحدّث رئيس الجمعية العامة حول التعديل الذي اقترحته واشنطن على القرار المقترح حول فلسطين، لتبدأ الهزيمة الأمريكية مع كلمة مندوب الجزائر الذي طالب أعضاء الأمم المتحدة بالتصويت لمصلحة القرار الأول دون النظر إلى الطلب الأمريكي بإضافة تعديلات على القرار، حاثّاً في الوقت ذاته أعضاء الجمعية العامة لعدم النظر إلى تعديلات واشنطن.
 
وطبقاً لما قاله ممثل الجزائر فإن أمريكا اقترحت فقط إضافة تعديل لإدانة حماس وذلك بهدف عدم اعتماد قرار “حماية الشعب الفلسطيني”، أما المندوب الكوبي فأكد رفض التحرك الأمريكي بمجمله.
 
وبعد الفشل الأمريكي الذريع في الأمم المتحدة؛ خرجت نيكي هايلي منتقدةً وبشدّة رفض الأمم المتحدة التعديل المقترح من قِبل واشنطن لإدانة حركة حماس، متحدثةً بحدّة ضد الدول التي عارضت المقترح الأمريكي.
 
عزلة غير مسبوقة لأمريكا والكيان الصهيوني
 
الموافقة على قرار حماية الفلسطينيين في الأمم المتحدة والذي أتى بتأييد 120 دولة مقابل 8 أصوات فقط عارضته، يُظهر بما لا يدع مجالًا للشك إلى أي مدى تمّ عزل واشنطن، خصوصاً بعد مواقفها المعادية للفلسطينيين وتأييدها للكيان الصهيوني.
 
أكثر من ذلك فإنّ الدول الثمانية التي صوتت لمصلحة مشروع التعديل الأمريكي هي فقط استراليا وعدد من الشركاء الغربيين لواشنطن من الدول غير المعروفة أو مجموعة جزر كجزر مارشال وميكرونيزيا، وناورو، وتوغو، وجزر سولومون، وهو ما يثبت عزلة واشنطن وعزلة الكيان الصهيوني.
 
وربما من غير المبالغ اعتبار العزلة السياسية لأمريكا تتماشى مع عزلة النظام الصهيوني غير المسبوق، هذه العزلة التي اشتدت خلال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حيث أتت الرياح الدولية عكس ما يشتهيه صقور المحافظين الجدد في البيت الأبيض وحكومة ترامب إجمالًا، حيث أدّت مسألة نقل السفارة إلى زيادة التكاليف السياسية على أمريكا، واليوم تأتي تكلفة التصديق على القرار المدعوم من فلسطين وإدانة “إسرائيل” بعكس ما تُريد واشنطن إذ لم يُصوّت على تعديلها المقترح سوى ثماني دول، وهو الأمر الذي أظهر وبشكلٍ جلي العزلة الدولية التي باتت تعيشها أمريكا.
 
خلاصة القول إنّه وبعد التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول طلب أمريكا إضافة تعديل على مشروع قرار إدانة الكيان الصهيوني؛ أصبح من الواضح أن أمريكا فشلت مرة أخرى في الجمعية العامة حول موضوع فلسطين، خصوصاً أنّ حقّ الفيتو الذي تتمتع به لا يسري في أروقة الجمعية العامة، الأمر الذي يكشف عجز واشنطن وانعزالها دولياً بعد كميّة القرارات العبثيّة التي اتخذتها إدارة ترامب بحق عدد من الدول.
الوقت