الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان.. "ما الذي حصدناه مقابل كل تلك الأموال؟"

الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان.. "ما الذي حصدناه مقابل كل تلك الأموال؟"

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١١ يوليو ٢٠١٨

 وسط الغموض الذي لا يزال يكتنف آفاق التسوية في أفغانستان، تحدثت وكالة رويترز عن نية الإدارة الأمريكية إجراء مراجعة لاستراتيجيتها في ذلك البلد، وهو ما نفاه البيت الأبيض.
ونقلت رويترز عن مسؤولين أمريكيين، أن الرئيس دونالد ترامب ألمح لشعوره بخيبة الأمل لعدم إحراز تقدم منذ إعلانه عن استراتيجيته في أغسطس الماضي، تقضى بإرسال مستشارين عسكريين ومدربين وقوات خاصة أمريكية وزيادة الدعم الجوي لقوات الأمن الأفغانية، وذلك بهدف حمل طالبان على بدء محادثات سلام مع كابل.

ووفقا للوكالة، فإن العديد من المسؤولين الأمريكيين الحالين ومسؤولين ومستشارين سابقين على دراية مباشرة بالموقف أشاروا إلى أن البيت الأبيض لم يأمر رسميا بعد بهذه المراجعة، ولكنهم يستعدون لإجراء تقييم على مستوى الحكومة خلال الأشهر المقبلة.

وقال مسؤول أمريكي كبير: "تلقينا بعض الإشارات من البيت الأبيض تفيد بأن ترامب قد يطلب إجراء المراجعة خلال الأشهر القليلة المقبلة"، مضيفا أن المراجعة ستدرس كل أوجه الاستراتيجية الحالية، بما ذلك التقدم الذي تم إحرازه ووجود القوات الأمريكية واحتمالات إجراء مفاوضات مع طالبان، فضلا عن علاقات الولايات المتحدة مع باكستان التي يتهمها مسؤولون أمريكيون بدعم التمرد.

"ما الذي حصلنا عليه مقابل كل تلك الأموال؟"

وذكر مسؤولون آخرون أن ترامب عبر أيضا عن غضبه لعدم تحقيق تقدم في تسوية أفغانستان، حيث قال مسؤول كبير مطلع بشكل مباشر على المناقشات الجارية حول السياسة الخاصة بأفغانستان: "سأل الرئيس مرارا عما حققناه من تقدم في أفغانستان منذ أن اتخذ قراره، وعن مقدار ما استثمرناه هناك منذ عام 2001".

وأضاف: "لقد عبر كثيرا عن خيبة أمله لعدم تحقيق تقدم، ويسأل بالأساس "ما الذي حصلنا عليه مقابل كل تلك الأموال؟".

ترامب كان معترضا على البقاء في أطول حروب خاضتها الولايات المتحدة منذ العام 2001، لكن مستشاريه أقنعوه بإعطاء ذلك الأمر مزيدا من الوقت.

وأجاز ترامب العام الماضي إرسال 3000 جندي إضافيين ليصل إجمالي عدد القوات الأمريكية هناك إلى حوالي 15 ألف جندي.

لكن بعد مرور عام تقريبا ما زال الموقف متأزما، ولا تبدو حركة طالبان خاسرة في المعركة، وتعزز وجودها في المناطق الريفية وإن كانت عاجزة عن السيطرة على مراكز رئيسية في الحضر.

وأظهر تقرير رقابي للحكومة الأمريكية في الآونة الأخيرة أن حكومة أفغانستان تسيطر أو تملك نفوذا في 56 بالمئة فقط من البلاد.

البيت الأبيض: لا مراجعة شاملة في الأفق

وعلّق متحدث باسم مجلس الأمن القومي على ما ورد في تقرير رويترز بالقول: "نجري بانتظام مراجعات لاستراتيجياتنا لفحص فاعليتها وإدخال التعديلات اللازمة لضمان استخدام الموارد الأمريكية بأكثر الطرق الممكنة فاعلية".
وأضاف: "لا نخطط لإجراء مراجعة شاملة لاستراتيجيتنا الأساسية مثل التي أجريت في الصيف الماضي"، مشيرا بالتزامن مع وصول ترامب إلى بروكسل للمشاركة في قمة لحلف شمال الأطلسي المنعقدة اليوم: "نتوقع من حلفائنا وشركائنا أن يتحملوا نصيبهم العادل من العبء في أفغانستان بمواصلة زيادة القوات والمساهمات المالية".

من جهته، شدد وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته المفاجئة إلى كابل أمس، على نجاح الاستراتيجية التي أعلنها ترامب العام الماضي، معتبرا أنها "تطمئن الأفغان على أننا سندعمهم أثناء مواصلتهم القتال من أجل تحرير بلدهم وشعبهم" وتبعث برسالة واضحة لطالبان "كي لا تنتظر خروجنا".