قمة رباعية في اسطنبول 7 أيلول المقبل حول سورية … الدبلوماسية الروسية تجذب فرنسا وألمانيا إلى فلكها

قمة رباعية في اسطنبول 7 أيلول المقبل حول سورية … الدبلوماسية الروسية تجذب فرنسا وألمانيا إلى فلكها

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٣٠ يوليو ٢٠١٨

في تأكيد على نجاح الحليف الروسي في إدارة علاقاته الخارجية فيما يتعلق بالأزمة السورية بالترافق مع نجاح الحكومة السورية بإدارة الأزمة وانتصاراتها على الإرهاب، استطاعت موسكو جذب باريس وبرلين إلى فلكها حول الأزمة، الأمر الذي تجلى باستضافة أنقرة في 7 أيلول المقبل قمة رباعية تضم روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا. وأعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان عن قمة أيلول أمس بعد حراك دبلوماسي روسي مكثف انطلق من قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في 16 الشهر الجاري، عندما اعتبر بوتين في المؤتمر الصحفي الذي تلا القمة، أن الأمر الهام هو وجود الكثير من اللاجئين السوريين في البلدان المحاذية لسورية، ورأى أنه في حال قدمنا المساعدة لهؤلاء الناس في العودة إلى منازلهم ستنخفض الضغوط على الدول الأوروبية، واعتبر أن حل مشكلة اللاجئين هي الأهم.
وبعد ذلك كلف بوتين وزير خارجيته، سيرغي لافروف، ورئيس الأركان العامة الروسي، فاليري غيراسيموف، بإجراء مشاورات في العاصمة الألمانية برلين، والفرنسية باريس بحثوا خلالها تسريع التسوية السياسية في سورية وإعادة إعمار البلاد وعودة اللاجئين. كما زار وفد روسي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين دمشق وعمان وبيروت لبحث ملف اللاجئين أيضاً.
وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» نقلت صحيفة «فاتان- (وطن)» التركية عن أردوغان قوله: إن الأطراف المشاركة في القمة ستناقش الوضع الحالي في سورية وأيضاً جدول أعمال القمة الثلاثية المقبلة حول سورية أيضاً، التي ستشارك فيها تركيا وروسيا وإيران، قريباً في طهران.
وفي وقت سابق، قال مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي أكبر ولايتي، أن اجتماع رؤساء روسيا، فلاديمير بوتين، وتركيا أردوغان وإيران محمد حسن روحاني، حول سورية سيعقد قريباً في طهران.
يشار إلى أن الاجتماع الثلاثي الثاني لرؤساء روسيا وتركيا وإيران، بشأن سورية، جرى في 4 نيسان في أنقرة، بعد أن عقدت القمة الأولى في سوتشي في 22 تشرين الثاني 2017، عقب محادثات في سوتشي، جرى خلالها التوقيع على بيان مشترك لقادة الدول الثلاث.
وأشار أردوغان في الـ26 من الشهر الجاري، أثناء محادثاته مع بوتين التي جرت في إطار قمة بريكس في جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، إلى الديناميكية الإيجابية لتطور العلاقات بين تركيا وروسيا، الأمر الذي يثير برأيه «غيرة من جانب بعض الدول».
أما وكالة «سبوتنيك» الروسية فنقلت عن أردوغان قوله: «بالطبع ستستمر (تركيا) في إقامة علاقات مع روسيا خارج القمة الرباعية»، مشيراً إلى أنه، بعد القمم الثلاثية لتركيا وروسيا وإيران في سوتشي وأنقرة، سيعقد اجتماع في طهران.
من جهتها لفتت وكالة «فرانس برس» إلى عدم صدور أي تأكيد على الفور من موسكو أو باريس أو برلين حول القمة الرباعية، وتوقعت «أن يتصدر النزاع في سورية المستمر منذ سبع سنوات جدول أعمال هذه القمة في حين ترعى روسيا وتركيا وإيران محادثات استانا التي أدت إلى خفض حدة المعارك، لكنها لم تتح تحقيق تقدم ملموس على المسار السياسي».
كما يجري الحديث عن القمة الرباعية في ظل مجموعة تطورات أبرزها تصاعد الحديث عن قرب إطلاق الجيش العربي السوري معركة واسعة ضد الإرهابيين في ريف اللاذقية الشمالي ومحافظة إدلب، وزيارة وفد من «مجلس سورية الديمقراطية» يوم الأربعاء الماضي إلى دمشق، إضافة إلى استمرار ضبابية العلاقة بين أنقرة وواشنطن.
واعتبر مراقبون انضمام فرنسا وألمانيا إلى روسيا وتركيا في القمة بمثابة تسليم للرؤية الروسية بشأن حل الأزمة في سورية، لاسيما مع تعيين فرنسا مبعوثاً خاصاً إلى سورية هو سفيرها المنتهية مهمته في إيران فرانسوا سینیمو.
وفي تأكيد على وحدة المسارات بين حلفاء دمشق، سبق إعلان أردوغان عن القمة الرباعية بيوم واحد استقبال كبیر مساعدي وزیر الخارجیة للشؤون السیاسیة الإيرانية حسین جابری أنصاري السبت لسینیمو.
واعتبر جابري أنصاري أن أهم الأولویات السیاسیة والإنسانیة خلال المرحلة الراهنة في سورية هي عودة النازحین والبدء في نشاطات لجنة تعدیل الدستور وتفعیل لجنة تبادل المعتقلین والمفقودین، في حين أعرب سینیمو عن تأیید باریس للأولویات الثلاث والتعاون مع طهران فی سیاق الحل السیاسی للازمة السوریة.