ساعات ترسم مصير «صفقة تهدئة» في غزة

ساعات ترسم مصير «صفقة تهدئة» في غزة

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٣ أغسطس ٢٠١٨

سيطر الترقب على المشهد الخاص بقطاع غزة، سياسياً وعسكرياً، في ضوء عدد من التطوّرات، إذ ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو صباحاً زيارة مقررة الأسبوع المقبل إلى كولومبيا بذريعة الأوضاع المتوترة على حدود غزة، بالتزامن مع إنهاء الجيش الإسرائيلي تدريبات عسكرية لسيناريوات مواجهة على الجبهة الشمالية. غير أنّ مصادر إسرائيلية ربطت بين إرجاء الزيارة و «نضوج» اتفاق تهدئة طويل الأمد مع حركة «حماس» بوساطة موفد الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف ومصر.
 
 
في المقابل، شهد ملف المصالحة بين «حماس» و «فتح» تطوّراً قد يخلط الأوراق مجدّداً، إذ عيّن محمود عباس نبيل أبوردينة نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للإعلام، ما أثار غضب «حماس».
 
وبرّر مكتب نتانياهو الإرجاء المفاجئ لزيارته كولومبيا بـ «الوضع في الجنوب» على الحدود مع غزة.
 
وتضاربت القراءات الإسرائيلية للقرار، فبينما أوردت تقارير صحافية إسرائيلية أنّ نتانياهو قلق من مدة الرحلة الطويلة (من 6 إلى 9 آب/ أغسطس) في ظل خشية من تفجّر تصعيد ميداني في حال فشلت المحاولات المصرية مع «حماس»، ما سيلقى رداً عسكرياً يريد نتانياهو أن يكون صاحب القرار الأول فيه. وربطت تحليلات مغايرة القرار بوصول وفد «حماس- الخارج»، الذي شارك في محادثات القاهرة برئاسة صالح العاروري، إلى القطاع أمس لإجراء محادثات مع قيادة الحركة وسط توقّعات بالتوصل إلى «اتفاق تهدئة طويل الأمد» يضمن الهدوء لفترة طويلة مقابل رفع الحصار عن الغزيين وتحسين الأوضاع الإنسانية، بالإضافة إلى البدء بمفاوضات إطلاق الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة، وقد يعلن الاتفاق خلال أسبوع.
 
تزامن ذلك مع إعلان الحكومة الاسرائيلية وقف شحنات الوقود والغاز إلى القطاع رداً على إطلاق البالونات التي أحرقت حقولاً شاسعة في منطقة «غلاف غزة». وقال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان إن الخطوة رد على استمرار «إطلاق الطائرات الورقية وإشعال الحرائق والاحتكاكات على امتداد السياج» الحدودي.
 
وتنظر الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية بعد غد في جهود ملادينوف والقاهرة للتوصل إلى تهدئة.
 
وكان ملادينوف التقى قبل أيام وزير الخارجية المصري سامح شكري ووصف المحادثات المتعلّقة بالتهدئة بأنها «إيجابية». كما التقى لاحقاً نتانياهو وقادة «حماس» في القطاع. ووفق أوساط إسرائيلية، فإن وصول قادة «حماس» في الخارج أمس مؤشر إلى ضغوط مصرية على قيادة الحركة للتوصل إلى تهدئة أو «صفقة».
 
وقال قيادي في الحركة لـ «الحياة»، إن الوفد سيناقش اقتراحات ملادينوف وتحفظات «فتح» على الورقة المصرية للمصالحة.
 
وأفضت جولات ملادينوف المكوكية إلى اتفاق على فصل مساري صفقة تبادل الأسرى والتهدئة. وقالت مصادر فلسطينية موثوقة لـ «الحياة»، إن «حماس لم ترفض العرض» لكنها رأت حاجة إلى «تطويره»، وطالبت ملادينوف بـ «ممر مائي بين غزة ومصر أو قبرص، ولو بإشراف دولي». لكن الموفد الدولي رفض التدخل في شأن الممر المائي ورواتب الموظفين التابعين لحكومة غزة.
 
في غضون ذلك، رفضت «حماس» قرار الرئيس محمود عباس تعيين الناطق الرئاسي نبيل أبوردينة نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للإعلام. واعتبرت أنّ «حكومة رام الله لم تعد حكومة التوافق». وقالت الحركة، على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري، إن «هذه التعديلات الوزارية رسالة سلبية ومؤشر إلى عدم الصدقية»، رافضة «إصرار فتح على الاستمرار في سياسة التفرد».