تهديدات نتنياهو: مصالح اقتصادية... ودعماً للسعودية ضد إيران

تهديدات نتنياهو: مصالح اقتصادية... ودعماً للسعودية ضد إيران

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٨ أغسطس ٢٠١٨

لم يقتصر التهديد الذي أطلقه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي بأن إسرائيل ستنضم إلى تحالف دولي ضد إيران على خلفيات تحريضية فقط، ومحاولة ركوب موجة التهديدات والرسائل المتبادلة بين طهران وواشنطن. بل تعود خلفية هذه التهديدات أيضاً، إلى إدراك المؤسسة الإسرائيلية أن سفنها الحربية وغير الحربية التي تعبر باب المندب باتت تحت مرمى صواريخ «أنصار الله» الذين يختارون أهدافهم بدقة ويملكون القدرات والخبرات التي تؤهلهم لاستهداف البوارج والسفن التي يقررون ضربها. في البعد الإسرائيلي المباشر، كشفت صحيفة «ذي ماركر» الاقتصادية أن أسباباً عدة دفعت نتنياهو إلى إطلاق تهديداته، من ضمنها الحفاظ على مصالحها الاقتصادية التي تمرّ عبر باب المندب. وبهذه الطريق تختصر السفن مسافات أطول بكثير... ما يعني توفيراً كبيراً في تكاليف النقل، بما في ذلك نقل النفط. ولفتت الصحيفة إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لشنّ إسرائيل حرب عام 1967، كان إغلاق مضائق تيران التي تقع شرقي شرم الشيخ في جنوب شبه جزيرة سيناء. وتخشى إسرائيل أيضاً من فقدان قدرة ردعها ومن المسّ بالتجارة مع الشرق الأقصى، وخاصة الصين.

إلى ذلك، أضافت الصحيفة أنّ لإسرائيل مصلحة استراتيجية بالانضمام إلى تحالف دولي ضد إيران من أجل الدفاع عن مصر والسعودية، وفي حال انضمامها إلى تحالف كهذا، فإن ذلك سيعزز مكانتها الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتمتين علاقاتها مع هاتين الدولتين العربيتين ودول أخرى في الخليج متنازعة مع إيران.
وتابعت الصحيفة قائلة إنّ لإسرائيل مصلحة اقتصادية عليا في منع إغلاق مضيق باب المندب، لجهة أن حجم وارداتها وصادراتها عبر باب المندب بلغت 15.3 مليار دولار في عام 2017. ومن شأن إغلاق المضيق أن يرفع تكلفة بوليصات التأمين على السفن التي تمرّ من باب المندب، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعار البضائع المستوردة. وتتخوف تل أبيب من أن في حال إغلاق إيران للمضائق، فإن استيرادها للبضائع من الشرق الأقصى سيتعرض لأضرار جسيمة، وقد يؤدي إلى نشوب حرب. في المقابل، رأت الصحيفة أن احتمال تدهور الوضع بهذا المستوى ضئيل، وعزت ذلك إلى أنّ إيران بحاجة إلى استثمارات أجنبية وليس لديها مصلحة الآن باشتعال الوضع بشكل قد يخرج عن سيطرتها ويوسع الجبهة الغربية ضدها.
في البعد التجاري، تبلغ نسبة التجارة البحرية الإسرائيلية عبر مضيق باب المندب 12%، من مجمل التبادل التجاري لإسرائيل الذي بلغ العام الماضي (2017) 130 مليار دولار. وتصل نسبة الواردات منه إلى 18% والصادرات 5%. وتبلغ نسبة البضائع التي تستوردها من الصين 15.5% من مجمل الواردات البحرية، ثم تليها ألمانيا فالولايات المتحدة وتركيا. وبلغ حجم الصادرات البحرية إلى الصين العام الماضي 916 مليون دولار، بينما تستورد منها عبر البحر بمبلغ 1.4 مليار دولار. ووصل مبلغ الصادرات البحرية إلى كوريا الجنوبية العام الماضي إلى 214 مليون دولار، بينما استوردت منها بمبلغ 987.5 مليون دولار، غالبيتها سيارات. في السياق نفسه، صدَّرت إسرائيل بحراً إلى الهند العام الماضي بضائع بمبلغ 403 ملايين دولار، وإلى أوستراليا بمبلغ 376 مليون دولار، واستوردت من الهند بحراً بمبلغ 700 مليون دولار، ومن أوستراليا بمبلغ 121 مليون دولار.