موسكو والصين تعرقلان توسيع العقوبات ضد بيونغ يانغ

موسكو والصين تعرقلان توسيع العقوبات ضد بيونغ يانغ

أخبار عربية ودولية

السبت، ١١ أغسطس ٢٠١٨

أجهضت الصين وروسيا محاولة الولايات المتحدة إضافة بنك روسي وكيانَين كوريَّين شماليَين إلى «القائمة السوداء»، في أحدث خطوة تظهر أن الحلفاء الثلاثة: بكين، وموسكو، وبيونغ يانغ، يسعون إلى تقوية روابطهم السياسية وسط التوترات مع واشنطن
 
عرقلت روسيا والصين طلباً قدّمته الولايات المتحدة للأمم المتحدة، لتوسيع اللائحة السوداء للعقوبات ضد كوريا الشمالية، لتشمل مصرفاً روسياً وأحد الأشخاص وكيانَين كوريَّين شماليين. وفي ردّ موجّه إلى مجلس الأمن الدولي، شكّكت روسيا في هذه المزاعم، بينما أبلغت الصين المجلس أنها تُعارض العقوبات التي اقترحتها واشنطن.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، أمس، إن «سعي واشنطن إلى فرض مزيد من العقوبات ضد بيونغ يانغ، يتعارض مع منطق تخفيض التوتر في شبه الجزيرة الكورية»، مضيفة أن «الإجراءات العقابية الأميركية لا تعرقل فقط تحسين العلاقات الروسية ـــ الأميركية، لكنها أيضاً تتعارض مع منطق تخفيض التوتر مع كوريا الشمالية». ورأت الخارجية الروسية أن واشنطن تنوي الإبقاء على «أقصى درجة من الضغط لأطول ما يمكن على كوريا الشمالية، حتى الانتهاء من نزع السلاح النووي»، معتبرة أن «مثل هذا السلوك هدام لتسوية المشكلات مع كوريا الشمالية، وغير مقبول إطلاقاً».
وكانت الولايات المتحدة قد طلبت الأسبوع الماضي، من لجنة تابعة للأمم المتحدة، تجميد أصول مصرف «أغروسويوز بنك»، بعدما زعمت أن البنك يساعد كوريا الشمالية على التهرب من قيود فرضتها الأمم المتحدة على التعاملات المالية. ويستهدف الطلب الأميركي، أيضاً، نائب ممثل بنك التجارة الخارجية الكوري الشمالي، ري جونغ وون، بالإضافة إلى شركتين كوريتين شماليتين. ودعت روسيا والصين، مجلس الأمن، إلى النظر في إمكان تخفيف العقوبات من أجل مكافأة كوريا الشمالية لبدئها حواراً مع الولايات المتحدة، وإنهائها اختباراتها الصاروخية. غير أن الولايات المتحدة طالبت بالإبقاء على «أقصى ضغط»، إلى أن تُفكِّك كوريا الشمالية برنامجَيها النووي والبالستي بالكامل.
من جهتها، أعلنت كوريا الشمالية، أمس، على لسان وزير خارجيتها، ري يونغ هو، أنها «ستحتفظ بخبراتها النووية رغم تعهداتها للولايات المتحدة بنزع السلاح النووي». ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن ري تأكيده أنه «رغم هذا الالتزام (الذي وُقّع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في سنغافورة)، إلا أننا سنحتفظ بخبراتنا النووية لأننا نعلم أن الأميركيين لا يتخلون عن عدائهم تجاهنا». كما نقلت عنه قوله، أثناء اجتماع مع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، أن «طبيعة العمل مع الأميركيين صعبة، وبما أن هدفنا هو النزع الكامل للسلاح في شبه الجزيرة الكورية، لذا، فمن الضروري أن يلتزم الأميركيون بتعهداتهم في هذا المجال، إلا أنهم لا يقومون بذلك».من جهته، قال لاريجاني إن «إيران لديها تجربة مفاوضات مع أميركا خرجت بنتائج وتعهدات لم تلتزم بها واشنطن أبداً».
على خط مواز، أعلنت سيول، أمس، أن ثلاث شركات كورية جنوبية استوردت كميات من الفحم والحديد من كوريا الشمالية، في «انتهاك كما يبدو للعقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانغ». وأوضح مسؤول في إدارة الجمارك الكورية الجنوبية أن أكثر من 35 ألف طن من الفحم والحديد الكوري الشمالي استُوردت إلى الجنوب، عبر روسيا، بين نيسان وتشرين الأول 2017، مُبيِناً في بيان نُشر في ختام تحقيق استمر عشرة أشهر أن «حمولة الفحم نُقلت أولاً إلى روسيا، حيث تم تعديل مصدرها على أنها روسية بواسطة وثائق مزورة، قبل أن يتم تحميلها على سفن متوجهة إلى كوريا الجنوبية». وأضاف أنه، في حالة ثانية، تم نقل الفحم المستورد من كوريا الشمالية إلى مرفأ «خولمسك» الروسي، حيث جرى تمويهه على أنه فحم الكوك الذي لا يتطلب شهادات منشأ، قبل تحميله على سفن متجهة إلى كوريا الجنوبية. وتابع أن «الجمارك حددت سبع مخالفات إجرامية، وستبلغ السلطات القضائية بحالات ثلاثة أفراد وثلاث شركات لكي تطلب توجيه التهم إليهم». وحذر المسؤول من أن «كل سفينة يُشتبه في أنها انتهكت العقوبات المفروضة من قبل الأمم المتحدة، سيتم منعها من الإبحار، وحظر دخولها إلى الموانئ الكورية الجنوبية». ويأتي الإعلان عن انتهاكات محتملة للعقوبات بعد أسبوع على نشر الأمم المتحدة تقريراً يتّهم الشمال بمواصلة تصدير الفحم والحديد وبضائع أخرى، درّت ملايين الدولارات على البلاد.