المقاطعة بنسختها الكندية: حرب ابن سلمان الجبانة

المقاطعة بنسختها الكندية: حرب ابن سلمان الجبانة

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٨ أغسطس ٢٠١٨

 
 
مع مرور اثني عشر يوماً على اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وكندا، تتضح أكثر فأكثر نوايا الرياض من وراء افتعالها، وحسابات كلّ من طرفَيها في التعامل مع الوضع المستجد، وكذلك خلفيات الموقف الأميركي الذي بدا بالنسبة إلى كثيرين بارداً بل وأقرب إلى التضامن مع المملكة وتغطية خطواتها. خطوات لم يعد ثمة شك في أن ولي العهد، محمد بن سلمان، أراد من خلالها إيصال رسالة «حزم» إلى الداخل والخارج، أساسها المعادلة «الذهبية» التي باتت الرياض أشد تمسكاً بها: «المال مقابل الصمت». لكن حسابات ابن سلمان قد لا تسفر عما يتمنّاه الرجل من رضوخ عالمي لمعادلة الجمع بين النقيضَين: القمع والانفتاح، خصوصاً أن الأزمة الأخيرة أعادت تجديد التساؤلات في شأن ما يقوم به «الأمير الشاب» من إصلاح «مزعوم»، وأحيت المخاوف من مستقبل الاستثمار في هكذا «رؤية» متخبطة. أما كندا، وعلى رغم أنها الطرف الخاسر ظاهراً، إلا أن اقتصار «العقاب» السعودي لها على الجوانب التي لا تشتمل مصالح ضخمة، وإمكانية استفادة رئيس وزرائها - الذي تَسِم انتقاداته الحقوقية ازدواجية معايير واضحة - في تعزيز وضعه الداخلي وتحقيق مكاسب لبلاده على المستوى الدولي، يجعلان الخلاف بالنسبة إلى أوتاوا نوعاً من الفرصة. لكن يبقى أن «الخصم الجديد»، المُتمثّل في الجار الأميركي، يمكن أن يعمد إلى تجيير الأزمة لمصلحته، عبر استغلال اللحظة لتصعيد الضغوط على كندا.