بوتين يسعى لضبط ترامب مجدداً عبر قمة ثنائية في باريس

بوتين يسعى لضبط ترامب مجدداً عبر قمة ثنائية في باريس

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٤ أكتوبر ٢٠١٨

وسط آمال بأن يستطيع ضبط أداء الإدارة الأميركية مرة أخرى إزاء الملف السوري، عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، على نظيره الأميركي، دونالد ترامب، عقد لقاء جديد في باريس، في 11 الشهر القادم، على حين أكد بولتون أن ترامب سيكون سعيداً للقاء. وتعتبر هذه الزيارة الثانية لبولتون إلى موسكو بعد الزيارة التي قام بها في حزيران الماضي ونجح خلالها بالاتفاق مع الجانب الروسي على تحديد لقاء قمة بين بوتين وترامب عقدت في العاصمة الفنلندية هلسنكي في 16 تموز الماضي، والتي نجح فيها بوتين بتطويع الموقف الأميركي تجاه عملية الجيش العربي السوري في الجنوب والتي انتهت بتحرير كامل درعا والجزء المحرر من القنيطرة.
وذكر موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن بوتين عرض، عبر بولتون، على نظيره الأميركي، عقد لقاء جديد في باريس، في 11 تشرين الثاني القادم، قائلاً: إنه «يرى مفيداً استمرار الحوار المباشر مع رئيس الولايات المتحدة، وخاصة على هامش الفعاليات الدولية التي ستقام قريباً في باريس، على سبيل المثال»، في إشارة إلى الاحتفالات التي ستقام في العاصمة الفرنسية في 11 الشهر المقبل، بمناسبة الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى. واستدرك بوتين قائلاً: «وذلك طبعاً في حال أبدى الجانب الأميركي اهتماماً بهذه الاتصالات».
من جهته، أكد بولتون أن الرئيس ترامب سيكون سعيداً للقاء نظيره الروسي على هامش احتفالات باريس.
كما اتفق المستشار الأميركي مع بوتين، أن الحوار بين موسكو وواشنطن سيكون مفيداً، قائلاً: «على الرغم من الخلافات الموجودة بيننا بموجب المصالح القومية لكل من بلدينا، فمن المفيد جداً أن نلتقي ونوجد نقاط التقاء قد تكون مفيدة لنا».
وفي وقت سابق، التقى بولتون، الذي وصل إلى موسكو يوم الأحد الماضي، وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، وذلك بعد إجرائه محادثات، الإثنين، مع كل من أمين مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، ووزير الخارجية، سيرغي لافروف.
وتصدر محادثات المستشار الأميركي في موسكو موضوع مصير المعاهدة الروسية الأميركية بشأن الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدى، بعد إعلان الرئيس الأميركي، نيته الانسحاب من هذه المعاهدة بزعم «انتهاكها» من قبل روسيا.
وفي الإطار ذاته، ذكرت وكالة «أ ف ب»، أن بولتون أعلن أن ترامب يرغب في لقاء نظيره الروسي على هامش الاحتفالات بذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى في 11 تشرين الثاني في باريس.
ونقلت عن بولتون قوله في مستهل لقائه بوتين في موسكو: «سيكون الرئيس ترامب مسروراً جداً بلقائكم في باريس على هامش إحياء الذكرى المئوية للهدنة».
من جهته، قال بوتين بحسب الوكالة «سيكون مفيداً أن نواصل حواراً مباشراً مع رئيس الولايات المتحدة (…) مثلاً في باريس، إذا كان الجانب الأميركي مهتماً بهذه الاتصالات».
ويتوجه ترامب وبوتين إلى باريس في 11 تشرين الثاني القادم للمشاركة في إحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى، على أن يحضر أيضاً أكثر من ستين رئيس دولة وحكومة.
كما أعرب الرئيس الروسي، أثناء لقائه مع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، عن دهشة روسيا من تمسك الولايات المتحدة بنهجها غير الودي إزاءها.
وقال بوتين: إنه يرى مفيداً أن يبحث مع بولتون القضايا المتعلقة بالأمن الإستراتيجي ونزع السلاح والنزاعات الإقليمية.
وأكد، أن موسكو على علم بنية الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى من جانب واحد، وعن شكوك الإدارة الأميركية بشأن تمديد معاهدة تقليص الأسلحة الهجومية الإستراتيجية، إضافة إلى خطط واشنطن لنشر عناصر درعها الصاروخية في الفضاء الكوني.
وأعرب بوتين عن «دهشة» روسيا من خطوات غير ودية اتخذتها الولايات المتحدة ضدها بعد القمة الروسية الأميركية في هلسنكي، مشيراً إلى أن لقاءه مع ترامب، في 16 تموز الماضي، كان «مفيداً وبناء»، على الرغم من كونه «شديد اللهجة أحياناً».
وتابع الرئيس الروسي قائلاً: «نحن لا نرد عملياً على أية خطوة منكم، لكن كل ذلك مستمر وكأن لا نهاية له»، مشيراً إلى أن التبادل التجاري بين البلدين ينمو رغم هذه الخطوات الأميركية.