بوتين يتوقّع استمرار «الحرب»: حكّام كييف لا يريدون حلاً!

بوتين يتوقّع استمرار «الحرب»: حكّام كييف لا يريدون حلاً!

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٣ ديسمبر ٢٠١٨

أسبوع مضى والأزمة بين روسيا وأوكرانيا على حالها. وفق موسكو، فإن «الحرب» ستستمر ما دام الفريق الحاكم في كييف في السلطة. أما أوروبياً، فيتواصل الحرص على التهدئة وسط تجدد الحديث عن الوساطة الألمانية ــــ الفرنسية
بعد أسبوع من تجدد التوتر بين البلدين الجارين، لخّص الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأزمة بين بلاده وكييف بالقول: «الحرب ستستمر ما دامت السلطات الأوكرانية الحالية باقية في الحكم». وجدد بوتين التنديد بـ«الاستفزاز الذي قامت به السُفن الحربية الأوكرانية الثلاث». وفي ختام قمة «مجموعة العشرين»، اتهم الرئيس الروسي الحزب الحاكم في كييف بـ«إطالة أمد النزاع» القائم بين البلدين منذ أربع سنوات، مضيفاً إنه «لا مصلحة للسلطات الأوكرانية الحالية في تسوية النزاع، وخصوصاً بوسائل سلمية». ورأى أن «من السهل دوماً تبرير الإخفاقات الاقتصادية بالحرب» من خلال إلقاء المسؤولية على «معتد خارجي».
وعلى الرغم من إلغاء القمة التي كان من المفترض إجراؤها السبت بين الرئيس الروسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب، بطلب من الأخير، أوضح بوتين أنه التقى ترامب على هامش عشاء ليل الجمعة في بوينس آيرس، وشرح خلال اللقاء القصير الوضع بين موسكو وكييف. وقال: «تحدثنا وقوفاً. أجبت عن أسئلته المتعلقة بالحادثة في البحر الأسود». وعلّق على سبب إلغاء اللقاء بالقول: «لا أعتقد أن الرئيس ترامب يخاف من شيء ما، إنه شخص ذو خبرة كبيرة، شخص بالغ». وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قد شدد أمس على أن بلاده «ترفض فرض شروط من قبل واشنطن لعقد لقاء بين الرئيس الروسي ونظيره الأميركي، بما في ذلك ما يتعلق بالعلاقات الروسية ــــ الأوكرانية»، مشيراً إلى أن واشنطن تحتاج إلى هذا اللقاء مثلما تحتاج إليه موسكو. وفي تعليق على اشتراط واشنطن إطلاق سراح البحارة الأوكرانيين المعتقلين بمضيق كيرتش كشرط لعقد اللقاء بين الرئيسين، قال بيسكوف: «هذا ليس شرطاً، ولا يمكن وضع شروط مسبقة لهذا اللقاء».
في الأثناء، تجدد الحديث عن الوساطة الألمانية ــــ الفرنسية لتسوية الوضع المتعلق في حادثة بحر آزوف، إذ نقلت وسائل إعلام أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اتفقت وبوتين على إجراء مفاوضات رباعية حول الأزمة على مستوى المستشارين بين أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا. هذه الأنباء أتت بعد لقاء بوتين وميركل في الأرجنتين، أول من أمس، كما طلبت المستشارة من بوتين احتواء التوتر بين موسكو وكييف. وقال المتحدث باسم المستشارة شتيفان سيبرت، للصحافيين، إن «المستشارة أعربت مجدداً عن قلقها حيال التصعيد... والتزامها في موضوع حرية الحركة البحرية في بحر آزوف. لقد اتفقت مع الرئيس الروسي على إجراء محادثات لاحقة في إطار مجموعة النورماندي». وتضم «مجموعة النورماندي» كلاً من ألمانيا وفرنسا وروسيا وأوكرانيا، وهدفها السهر على حسن تنفيذ عملية السلام التي أطلقتها اتفاقات مينسك التي وقعتها الدول الأربع في شباط/ فبراير 2015. وأفاد المتحدث باسم الكرملين أنه خلال اللقاء «أدلى الرئيس الروسي بتوضيحات مسهبة حول هذا الحادث في البحر الأسود، شارحاً كل شيء بالتفصيل، تماماً كما فعل بالأمس خلال لقائه الرئيس الفرنسي (إيمانويل) ماكرون» الجمعة.
وكان الرئيس الفرنسي قد أبلغ نظيره الروسي «وجوب الدخول في مرحلة نزع فتيل التصعيد»، مطالباً بـ«القيام بخطوات ضرورية» لتحقيق ذلك، وفق الإليزيه. واستبعد الكرملين إمكانية أن تكون هناك أي وساطة بين روسيا وأوكرانيا لتسوية الوضع المتعلق بالحادثة الأخيرة في مضيق كيرتش. وأكد بيسكوف أن «ميركل تحدثت عن رغبتها في تسوية هذا الوضع، لكن كلمة وساطة لم تذكر. وعلى الأرجح هذا غير ممكن لأن الحديث يدور حول انتهاك حدود الدولة، وتحقيق قضائي وإجراءات قضائية بحق المخالفين. ولذلك أعتقد أنه لا يمكن الحديث عن وساطة ما». وذكر بيسكوف أن ميركل وماكرون أبديا أثناء اللقاء مع بوتين اهتماماً بشأن الإفراج عن البحارة الأوكرانيين الذين تم احتجازهم بعد خرقهم الحدود الروسية. وأوضح بوتين لميركل أن الحديث في هذا الصدد يدور حول «قرار المحكمة وإجراءات التحقيق، ولذلك سيتطلب هذا الأمر بعض الوقت».