التوتّر يحوم فوق البحر الأسود: واشنطن على خطّ الأزمة... بحراً وجوّاً

التوتّر يحوم فوق البحر الأسود: واشنطن على خطّ الأزمة... بحراً وجوّاً

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٧ ديسمبر ٢٠١٨

إلى جانب دعم استفزازات «حليفها» الأوكراني التي تطورت إلى الإعلان عن اختبار صاروخ مجنّح جديد، تدخل واشنطن على خط الأزمة مع روسيا عبر التحليق فوق الأراضي الأوكرانية وإرسال سفن حربية إلى البحر الأسود. تصعيد قابلته موسكو بالاستعداد لآلاف المناورات قريباً
تستمر أوكرانيا في سياسة شدّ الحبل مع روسيا بغية استفزازها. آخر فصول التوتر بين البلدين اختبار الجيش الأوكراني صاروخاً مجنّحاً جديداً، ومنظومة دفاع جوي صاروخية مطورة من طراز «أس 125»، وهي «سام 3» وفق تصنيف حلف «شمال الاطلسي» (الناتو). ونشر رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني ألكسندر تورتشينوف شريط فيديو على «يوتيوب»، يصوّر هذا الاختبار، موضحاً أن الصاروخ تمكّن من إصابة الهدف على مسافة 280 كيلومتراً، وأن بطارية «C ــ 125» أطلقت ثمانية صواريخ وأصابت ثمانية أهداف فوق سطح الماء. ورأى في التجربة «نتيجة جيدة للغاية، وتثبت أن المنظومات الحديثة قادرة على توفير حماية كاملة ضد العدوان الجوي والبحري، وتعزيز الدفاع الساحلي لبلادنا على البحر الأسود وبحر آزوف».
وفي شباط/ فبراير الماضي، أعلن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، عن خطط لتحديث «S ــ 125M Pechora»، وهي منظومة صاروخية قصيرة المدى دخلت الخدمة في الاتحاد السوفياتي عام 1961. كما أجرت أوكرانيا سلسلة اختبارات على صواريخ للدفاع الجوي في منطقة أوديسا المجاورة لشبه جزيرة القرم. وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت ليل الأربعاء أن الحكومة الأوكرانية تجري «استعدادات نشطة» لعملية عسكرية في شرق أوكرانيا، تحت غطاء حالة الطوارئ التي أعلنتها في أقاليم محددة. في السياق نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها في شرق شبه جزيرة القرم أجرت تدريبات عسكرية على أنظمة «بانتسير» الصاروخية الروسية المضادة للطائرات.
التصعيد الأوكراني المستمر منذ أواخر الشهر الماضي، ترافق مع تصعيد أميركي جديد ضد روسيا. فبعد «التهديد» الأميركي المتعلق بانسحاب واشنطن من معاهدة الحد من «انتشار الأسلحة النووية المتوسطة المدى»، قامت القوات الجوية الأميركية، أمس، بتحليق غير مخطط له مسبقاً فوق الأراضي الأوكرانية، في إطار اتفاقية السماوات المفتوحة. واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ما وصفته بـ«الهجوم الروسي غير المبرر» على السفن الأوكرانية في مضيق كيرتش «تصعيداً خطيراً ضمن النشاطات الروسية الاستفزازية والمهددة أكثر فأكثر». ووفق بيان، أوضح البنتاغون أن الطائرات الأميركية نفّذت هذا التحليق في هذا التوقيت «لتأكيد العزم الأميركي على دعم أوكرانيا وغيرها من الشركاء»، مؤكداً أن الولايات المتحدة «مصممة على الحفاظ على أمن الدول الأوروبية». وأشار البنتاغون إلى أن واشنطن تسعى إلى «علاقات أفضل مع روسيا»، لكن هذا الأمر «مستحيل» مع استمرار ما وصفه بـ«أعمال غير شرعية ومزعزعة للاستقرار» من قبل روسيا في أوكرانيا أو غيرها.
ويبدو أن الاستفزاز الأميركي سيتواصل في الأيام المقبلة، إذ نقلت قناة «CNN» الأميركية عن ثلاثة مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن واشنطن تستعدّ لتوجيه سفن حربية إلى البحر الأسود، على خلفية التوتر الحاصل بين روسيا وأوكرانيا في بحر آزوف. المسؤولون رأوا أن هذه الخطوات تعدّ رداً على الأزمة التي اندلعت في بحر آزوف بين موسكو وكييف. ووفق «CNN»، فإن البنتاغون طلب من وزارة الخارجية الأميركية أن تطلب من تركيا السماح بمرور السفن الحربية من المضائق التركية للبحر الأسود، في إطار اتفاقية «مونترو». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن واشنطن «تنفذ أنشطتها بما يتفق مع شروط اتفاقية مونترو. لكننا لن نعلق على طبيعة مراسلاتنا الدبلوماسية مع حكومة تركيا». وصرح المتحدث باسم الأسطول السادس كايل راينز بأن «أسطولنا السادس مستعد دائماً للتحرك»، مشيراً إلى أن الأسطول «يجري عملياته بشكل روتيني لتعزيز الأمن والاستقرار في جميع أنحاء منطقة عمليات الأسطول السادس، بما في ذلك المياه الدولية والمجال الجوي للبحر الأسود».
وتزامناً مع تزايد حدة التوتر بين روسيا والغرب، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المسؤولين في وزارة الدفاع الإعداد لأربعة آلاف مناورة عسكرية العام المقبل. وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أنه «تمت جدولة أربعة آلاف مناورة حربية متنوعة، وقرابة 8500 تدريب على المواجهات الحربية»، مضيفاً أن «الهدف إعداد الجيش الروسي للتعامل مع النزاعات الحالية»، وأن هذه التدريبات ستشمل «اختبارات الاستعداد المفاجئ»، التي ستعزز الاستعداد عند الجيش الروسي في حال وقوع أي نزاعات عسكرية.