ثلاثة أشهر من المعارك ضد جيب داعش الأخير.. و«قسد» لا تزال عند أطراف هجين!

ثلاثة أشهر من المعارك ضد جيب داعش الأخير.. و«قسد» لا تزال عند أطراف هجين!

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٢ ديسمبر ٢٠١٨

رغم استكمال العمليات العسكرية التي تشنها «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بدعم من «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، ضد تنظيم داعش الإرهابي في جيبه الأخير شرق دير الزور شهرها الثالث، إلا أنها لم تحدث تقدما ملموساً، واقتصر الأمر على استعادة «مواقع ومساحات صغيرة، عند أطراف الجيب».
وذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن العمليات العسكرية ضد آخر جيب لتنظيم داعش، استكملت شهرها الثالث على التوالي، عند الـ10 من كانون الأول الجاري، إذ بعد العودة إلى نقطة الصفر قبيل انتهاء الشهر الثاني من العمليات العسكرية، لم تجد «قسد» و«التحالف الدولي» الذي يدعمها إلى الآن مدخلاً للتقدم سوى في مواقع ومساحات صغيرة، عند أطراف الجيب.
وأشارت المصادر إلى أن العمليات العسكرية والهجمات المعاكسة للتنظيم وقوة عملية صدها لهجوم «قسد»، دفعت الأخيرة لاستقدام تعزيزات عسكرية مؤلفة من نحو 17500 مسلح من ميليشيات «جيش الثوار» و«لواء جبهة الأكراد» و«وحدات حماية الشعب» الكردية و«قوات الشعيطات» و«مجلس دير الزور العسكري» و«مجلس منبج العسكري»، إلى جيب تنظيم داعش والحقول النفطية والقواعد العسكرية الكردية والأميركية المجاورة، إذ جرى استقدام أغلبية قوات «الوحدات» الكردية من مناطق الشدادي والهول والقامشلي والحسكة ورأس العين ومناطق أخرى من محافظة الحسكة.
وبينت المصادر، أن تعداد مسلحي «القوات الخاصة» في «حماية الشعب» والمسلحين القادمين من محافظة الحسكة وقوات «وحدات حماية المرأة»، يبلغ نحو 5 آلاف مسلح.
وبحسب المصادر، فإن عمليات الهجوم المعاكسة لداعش، خلال الشهر الثالث من العمليات العسكرية، لم تسفر عن أي تقدم للتنظيم، الذي كان استعاد كامل ما خسره خلال العملية العسكرية، لتعود مناطق سيطرته إلى الامتداد من بلدة هجين إلى الحدود السورية – العراقية، وتضم في داخلها كلاً من بلدات وقرى هجين والشعفة والمراشدة والبوخاطر والبوبدران والسوسة والشجلة والباغوز فوقاني والباغوز تحتاني.
وبينت المصادر، أن الشهر الأخير من العمليات العسكرية أسفر عن تمكن نحو 1300 مدني من نساء وأطفال ومسنين من الخروج من مناطق سيطرة التنظيم وجيبه الأخير، في حين لا يعلم إلى الآن أعداد من تبقوا من مدنيين داخل مناطق سيطرة داعش. وبحسب المصادر، فقد ارتفع إلى 865 عدد مسلحي داعش ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم منذ الـ10 من أيلول الماضي، وليرتفع إلى 517 عدد مسلحي «قسد» الذين قتلوا منذ التوقيت ذاته.
لكن «قسد» زعمت أمس أنها سيطرت، على معظم أجزاء قرية الباغوز التحتاني (120 كم جنوب شرق مدينة دير الزور) خلال معارك استمرت لأيام مع داعش، وباتت بذلك تسيطر على كامل الشريط الحدودي مع العراق.
ونقلت وكالات معارضة، عن مصدر من «قسد» أنهم «باتوا يسيطرون على كامل الشريط الحدودي شرق دير الزور، بعد تقدمهم في قرية الباغوز التحتاني وسيطرتهم على معظمها»، مضيفاً: أنهم يستعدون لشن هجوم باتجاه بلدة هجين التي ما زالت أجزاء منها تحت سيطرة التنظيم.
وذكر المركز الإعلامي لـ «قسد» أن مسلحي التنظيم هاجموا مواقعهم في بلدة الباغوز باستخدام كافة أنواع الأسلحة، حيث دارت اشتباكات أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف التنظيم، تبعها تقدم لـ «قسد». وأضاف المركز: أن المواجهات أسفرت عن مقتل 55 داعشياً، إضافة لتدمير 43 موقعاً له وثلاث طرق عسكرية، في حين أصيب عدد من مسلحي «قسد»، مشيراً أن طائرات «التحالف الدولي» نفذت 57 غارة جوية، فيما فككت وحدات الهندسة لدى «قسد» 15 لغماً.
يأتي ذلك، على حين، أفادت شبكة «فرات بوست» المعارضة، بأن «الحشد الشعبي العراقي» قصف أمس بلدة الباغوز شرقي دير الزور، والواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش، بالقذائف الصاروخية.
وذكرت، أن اشتباكات بين «قسد» وتنظيم داعش، دارت على أطراف الباغوز في محاولة من «قسد» التقدم للسيطرة على البلدة، مشيرة إلى أن هجوم «قسد» ترافق مع غارات لطيران «التحالف الدولي» على بلدتي الباغوز وهجين.
وفي سياق مواصلة طائرات «التحالف الأميركي» غاراتها على شرق الفرات، قصفت بـ«الخطأ» مواقع لـ «قسد» عند مستشفى مدينة هجين، وذكرت مصادر محلية، بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن القصف تم بالطائرات الحربية وتسبب بإصابة 15 مسلحاً من «قسد». وأشارت المصادر إلى أن القصف جاء عقب هجوم معاكس شنه تنظيم داعش على مستشفى هجين، حيث تمكنت «قسد» من السيطرة على المستشفى بعد معارك عنيفة مع التنظيم. وفي هذا الإطار، نشر «التحالف الدولي» تسجيلاً مصوراً لمستشفى هجين برر فيه القصف الجوي الذي تعرض له المستشفى.
وأظهر التسجيل الذي نشره موقع غرفة ما يسمى عمليات «العزم الصلب» الإلكتروني، مسلحاً، زعم «التحالف» أنه يتبع لتنظيم داعش في أثناء إطلاق النار من إحدى نوافذ المستشفى، وذلك للتذرع أن مسلحي داعش استخدموا مستشفى هجين كمنصة لاستهداف «قسد».
وأضاف الموقع المذكور: أنه «بهذه الإجراءات تسبب تنظيم داعش في فقدان المستشفى لحالته المحمية بموجب قانون النزاع المسلح باستخدام منشأة محمية بموجب اتفاقيات جنيف».
إلا أنه ووفق تقرير حقوقي أصدرته «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، العام الماضي في الذكرى السنوية الثالثة لتدخل قوات «التحالف الدولي» في سورية، فإن التحالف قتل ما لا يقل عن 2286 مدنياً في إطار حربه المزعومة على تنظيم داعش منذ عام 2014.
ولفت إلى أن الهجمات التي تم توثيقها في عامي 2016 و2017 «كانت عشوائية وغير مبررة وتسببت وقوع مئات الضحايا المدنيين، ودمار كبير في المراكز الحيوية المدنية». إلى ذلك، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن مسلحين مجهولين من «الخلايا النشطة» شرق الفرات، نفذوا مزيداً من الهجمات التي طالت مواقع «قسد» في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، حيث استهدف مسلحون مجهولون يرجح أنهم من خلايا تنظيم داعش، موقعاً لـ«قسد» في محيط حقل العمر النفطي، ما تسبب بمقتل 3 مسلحين وإصابة آخرين بجراح.