على وقع الانتخابات: نتنياهو يخشى غزة... وحزبه «يُهدّد» غانتس

على وقع الانتخابات: نتنياهو يخشى غزة... وحزبه «يُهدّد» غانتس

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٩ يناير ٢٠١٩

مع هيمنة الأجواء الانتخابية في إسرائيل، تتحوَّل المصالح الحزبية والشخصية إلى معيار أساسي في الكثير من المواقف، وتتداخل خلالها المصالح القومية مع الاعتبارات الذاتية، وهو أكثر ما برز مع نتنياهو الذي أضيف إليه ملف قضائي يهدد مستقبله السياسي والشخصي
يحضر الملف الفلسطيني في أجواء كل حملة انتخابية إسرائيلية بصفته أكثر الملفات تأثيراً في مجريات الانتخابات. في الموازاة، يرتفع منسوب المزايدة وسط المعسكر اليميني إزاء كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وعادة ما يربط العديد من المعلقين الإسرائيليين بين عدد من العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، وبين اقتراب الانتخابات.
في هذه الأجواء، تتوالى التقارير التي تعكس ارتفاع مخاوف رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، وقادة حزب «الليكود»، من تدهور أمني على الساحة الفلسطينية وتحديداً مع قطاع غزة، لجهة تأثيراتها المحتملة في الانتخابات المقررة في التاسع من نيسان/ أبريل المقبل. نتيجة ذلك، أرسل نتنياهو تهديداً إلى حركة «حماس»، عبر المخابرات المصرية، ألا تحاول إثارة توتر عند حدود القطاع خلال الانتخابات، «لأن إسرائيل سترد بقوة شديدة»، كما نقلت صحيفة «هآرتس». وهذه التهديدات اقترنت عملياً بردود نارية إسرائيلية على «الصواريخ الفردية والعشوائية» التي تنطلق من القطاع، في محاولة لتعزيز صورة الردع.
وتلقت هذه المخاوف دفعاً إضافياً بفعل تقديرات الجيش الذي رأى أن تجميد المساعدات المالية القطرية الشهرية، البالغة 15 مليون دولار، «سيمس بالأساس مواطني غزة الذين يستخدمون المال من أجل التزود بحاجاتهم الأساسية جداً، ويقود حماس إلى خطوات تسوية». وفي السياق، أعرب رئيس أركان الجيش غادي أيزنكوت، خلال لقائه رؤساء «السلطات المحلية» في «غلاف غزة» أمس، أن هناك «احتمال نشوب معركة إضافية في غزة خلال الأسابيع القريبة، بدرجة متوسط»، لكنه يأمل في وقف نار مستمر حتى نهاية 2019. وفي ما يتعلق بالخيارات اتجاه القطاع، أوضح أيزنكوت أنه لا يعتقد بإمكانية فعل شيء آخر.
في سياق آخر، ولكن في إطار المصالح الانتخابية، يشن «الليكود» حملة سياسية وإعلامية لتشويه صورة رئيس الأركان السابق بني غانتس، إثر دخوله الحلبة السياسية وإعلانه تأسيس حزب جديد «مناعة لإسرائيل». يأتي ذلك بعدما منحته استطلاعات الرأي مكانة متقدمة تلي «الليكود»، لكن لا يبدو حتى الآن أن تقدمه سيكون على حساب معسكر اليمين. وتجدر الإشارة إلى أن الاستطلاعات قابلة للتغير كلياً، إذ لا يزال هناك أكثر من 90 يوماً حتى الانتخابات.
في الإطار نفسه، كشفت تقارير إعلامية أن قياديين في «الليكود» يبنون عملياً «ملفاً» عن غانتس يهدف إلى كشف قصص من ماضيه العسكري، وهو ما من شأنه أن يحرجه على الأقل، وتحديداً خلال أدائه في عملية «الجرف الصامد» في صيف 2014.
أما على المستوى القضائي، فتلقى نتنياهو موقفاً من المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، تم فيه تأكيد أنه «بإمكان رئيس الحكومة... مواصلة ولايته بعد قرار بمحاكمته بالاستناد إلى استجواب تحت القسم بأن تستخدم أقواله في المحكمة في حال تقرر تقديم لائحة اتهام ضده».
أتى هذا الموقف في أعقاب إعلان رئيس «الائتلاف الحكومي»، ديفيد أمسالم، أن ملايين الأفراد سيخرجون إلى الشوارع في حال تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو، وهو ما رأى فيه مندلبليت موقفاً غير مسؤول، لأنه في ما يتعلق بـ«ملفات نتنياهو»، «الأدلة فقط ستقرر»، مشيراً إلى أن موظفيه يعملون بأسرع ما يمكن على هذه الملفات، وسط توقعات بإعلان نتائج المداولات حولها في التاسع من نيسان/ أبريل.