أزمة «الإغلاق» تشتدّ: لا خطاب عن حال الاتحاد لترامب... ولا سفر لبيلوسي!

أزمة «الإغلاق» تشتدّ: لا خطاب عن حال الاتحاد لترامب... ولا سفر لبيلوسي!

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٨ يناير ٢٠١٩

وسط استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة الفدرالية، ومواصلة تبادل الاتهامات بين الديموقراطيين ودونالد ترامب في هذا الشأن، دخل عامل جديد على الأزمة ليكون موضع تجاذب بين الطرفين، وبالتالي ليمنح الديموقراطيين فرصة للضغط عليه بهدف إنهاء إغلاق الحكومة الفدرالية، الذي دخل يومه الـ27، والذي يعدّ الأطول
رمت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الكرة في ملعب الرئيس دونالد ترامب. شهرت خطابه المقرّر عن حال الاتحاد في 29 من الشهر الحالي، في وجهه، وطالبته بتأجيله «نظراً إلى عدم إمكانية إلقائه وسط إغلاق الحكومة الفدرالية». «للأسف، بسبب الهواجس الأمنية، وإذا لم تُفتح الحكومة خلال الأسبوع الحالي، أقترح أن نعمل معاً من أجل تحديد موعد آخر مناسب بعد إعادة فتح الحكومة، لإلقاء الخطاب، أو يمكنك أن تدرس إرسال خطابك عن حال الاتحاد مكتوباً في الـ29 من كانون الثاني»، كتبت بيلوسي في رسالة موجهة إلى ترامب.
العذر الذي ذكرته رئيسة مجلس النواب الديموقراطية هو أن وكالتين تهتمان بالشق الأمني المتعلّق بالحدث ــ أي وكالة الاستخبارات السرية ووزارة الأمن الداخلي ــ ستكونان خارج العمل. وفيما أشارت إلى أن هاجسها «أمنيٌّ»، إلا أن الدوافع السياسية وراء هذا الطلب لا تخفى على أحد.
ترامب المُحب للاستعراض العلني، والذي غالباً ما يفتقد الاستراتيجية الواضحة، كان من المتوقع أن يستعيض عنها باستغلال خطابه عن حال الاتحاد أمام الكونغرس هذه السنة، لاستمالة الرأي العام بشأن تمويل بناء الجدار على الحدود الجنوبية. هو بات الآن في موقع ابتزاز واضح من قبل الحزب الديموقراطي، والفرصة التي منحته إياها بيلوسي في الثالث من الشهر الحالي بدعوته إلى إلقاء هذا الخطاب، هدّدتها أخيراً بطلبها تأجيله أو إلغائه، أو حتى إرساله مكتوباً.
رسالة بيلوسي قابلها إعلان البيت الأبيض، في رسالة بدت أقرب إلى الرد على تهديد خطاب حال الاتحاد، أبلغ فيها ترامب «بأسف» رئيسة مجلس النواب أن زيارتها الخارجية، التي تستمر سبعة أيام وتشمل بلجيكا ومصر وأفغانستان، ألغيت بسبب الإغلاق الجزئي، وأنه سيعاد تحديد موعدها «عندما ينتهي الإغلاق».
يأتي كل ذلك في وقت تفيد فيه استطلاعات الرأي بأن الأميركيين يلومون الرئيس على إغلاق الحكومة الفدرالية، فيما يحذّره مستشاروه من التأثيرات السلبية على الاقتصاد، في ظل إيقاف التمويل عن تسعة من 15 مؤسسة ووكالة فدرالية وبقاء أكثر من 800 ألف عامل خارج عملهم، أو من دون رواتب، وفيما دخل هذا الإغلاق يومه الـ27، من دون أن يظهر أي حل في الأفق.
في غضون ذلك، أعلنت بيلوسي أن مجلس النواب قد ينعقد الأسبوع المقبل لتمرير المزيد من التشريعات الهادفة إلى إنهاء إغلاق الحكومة الفدرالية، على الرغم من أن المفاوضات بين الديموقراطيين والبيت الأبيض لا تزال متوقفة.
إلا أن هذا الإعلان قوبل بتجديد الرئيس إصراره على أن يؤمّن المجلس الذي يسيطر عليه الديموقراطيون التمويل لبناء جدار على الحدود الجنوبية، من أجل إنهاء إغلاق الحكومة الفدرالية.
وفي تصريح له من البنتاغون، قال: «نحن بحاجة إلى حواجز قوية وجدران»، مضيفاً أن «لا شيء آخر سيعمل». هذا الأخير ألقى باللوم على بيلوسي لأنها لا تفاوض، وقال إن الحزب الديموقراطي «جرى اختطافه من قبل جبهة الحدود المفتوحة». ولكن الديموقراطيين ينفون عدم انفتاحهم على التفاوض. وقد أشارت بيلوسي إلى أنها لم تُدعَ إلى البيت الأبيض، منذ الأسبوع الماضي، عندما خرج ترامب من المفاوضات.
الرئيس الأميركي يصرّ في العلن على أنه لن يقدّم أي تنازلات للديموقراطيين، ويشدّد على أنه مرتاح في موقفه الذي لا يتزعزع، إلا أن الجلسات الخاصة تُظهر أنه عالق في مأزق لا يعرف كيفية الخروج منه. «لقد سُحقنا»، قال لكبير الموظفين ميك مالفاني، بعدما شاهد بعض التغطيات الإعلامية لإغلاق الحكومة الفدرالية، وذلك وفق ما نقتله صحيفة «نيويورك تايمز» عن أحد المطّلعين على المحادثة. «لماذا لا يمكننا الحصول على اتفاق؟»، أضاف ترامب، معرباً في الوقت ذاته عن اعتقاده بأن البلاد لن تتذكر إغلاق الحكومة الفدرالية، بل ستتذكر أنه قاتل دفاعاً عن إصراره على حماية الحدود الجنوبية. يريد أن يعود الديموقراطيون إلى الطاولة مع موافقتهم على موقفه المتعلّق بالجدار، معرباً عن عدم فهمه لرفضهم إتمام أي اتفاق في هذا الشأن. ولكن مع مرور الوقت، لم يعد الأمر محصوراً بالديموقراطيين، فقد راح المزيد من الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ يعربون عن تشكيك وتساؤل عمّا إذا كان هناك فعلاً خطة بشأن كيفية إنجاز الصفقة.