أبو الغيط: معركة التنمية تجري في أوضاع صعبة في العالم العربي

أبو الغيط: معركة التنمية تجري في أوضاع صعبة في العالم العربي

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٠ يناير ٢٠١٩

أحمد أبو الغيط
 
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمة له خلال الجلسة الأولى العلنية للقمة العربية التنموية، الاقتصادية والاجتماعية، في بيروت، إن "الدول واجهت مختلف أصناف التحديات الأمنية والاضطرابات والأزمات، إلا أن هذه التحديات انعكاس للتحدي الأخطر المرتبط بتحقيق التنمية الشاملة".
 
ولفت إلى أن "الوقائع التي شهدها العالم العربي في تاريخه المعاصر أثبتت أن التنمية والأمن والاستقرار تشكل كلها حلقات في منظومة واحدة مترابطة فلا تنمية متواصلة من دون مظلة من الاستقرار والأمن تحصنها من الردات العكسية والانتكاسات، وتضمن استمرار مسيرتها دون انقطاع  ولا استقرار حقيقيا ومستداما من دون نمو شامل يلمس جوانب حياة الإنسان كافة ويرتقي بها ويُحسن نوعيتها.
 
وأضاف: "هناك تقدما واصلاحات مؤسسية ومالية تتصف بالجرأة، لكن المنطقة ما زالت تفتقر إلى الحجم الكافي من النشاط الاقتصادي وغير مهيئة للانخراط في الاقتصاد الرقمي، الفجوة الرئيسية الّتي تفصلنا عن تطوّرات ​الاقتصاد العالمي​ تتعلّق برأس المال البشري".
 
وأشار إلى أن "نصف سكان العالم العربي غير متصلين بالإنترنت​ وهم من أكثر سكان العالم شبابا، وإن لم نحسن استخدام هذه الديموغرافية ستتحول إلى تطرف".
 
ورأى أبو الغيط "أن الإسراع بانتشال أكبر عدد من السكان من هوة الفقر المدقع هو الطريق الأمثل لتجفيف منابع التطرف والإرهاب ، إن نحو 20% من سكان العالم العربي يعيشون في أوضاع تدخل تحت مسمى الفقر متعدد الأبعاد، والذي يقاس ليس فقط بمؤشرات الدخل، وإنما بفرص التعليم وتوفر الرعاية الصحية وظروف المعيشة".
 
ولفت إلى أن "العالم العربي يأوي نصف لاجئ ومشرد، 4 مليون طفل سوري تركوا مدارسهم بسبب الحرب، والأزمات الإنسانية الخطيرة في ​الصومال​ و​اليمن​،  دون أن يغيب عن أذهاننا أبدا الواقع المأسوي الذي يكابده يوميا أهلنا في فلسطين بسبب ما يفرضه الاحتلال الإسرائيلي من إغلاق وحصار وممارسات مجحفة يكفي أن نعرف كل هذا لندرك أن معركة التنمية في الكثير من جنبات عالمنا العربي لا تجري في ظروف طبيعية أو في بيئة مواتية، وإنما في ظل أوضاع صعبة وبيئة هشة".
 
وأكد أبو الغيط أن انتشال أكبر عدد من السكان من الفقر هو أسرع طريقة لتجفيف منابع الإرهاب.
 
وأشار إلى أن  "البنود المطروحة على جدول أعمال القمة تتضمن عددا من المبادرات والمشاريع للتكامل الاقتصادي ونأمل أن تنفذ".
 
ولفت إلى أن تحديات تحقيق التنمية المستدامة تفرض على الحكومات العربية أن تضع المستقبل في حسابها، وقال:"أشعر بالحزن والأسف لعدم مشاركة وفد ليبيا في القمة، وللظروف الّتي أوصلت الأمور إلى تلك النقطة، فليبيا ولبنان بلدان عزيزان على العرب ونأمل أن تتمّ معالجة هذا الأمر".