«صدمة» بعد هجوم سيناء: الشرطة تعلن «الثأر» للجيش

«صدمة» بعد هجوم سيناء: الشرطة تعلن «الثأر» للجيش

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٠ فبراير ٢٠١٩

توالت الأحداث الأمنية داخل مصر في كلّ من القاهرة وسيناء. فبينما فجّر مطارَد قنبلة في الشرطة وسط القاهرة، نفّذت الأخيرة «عملية ثأر» في سيناء رداً على استهداف وحدة عسكرية قبل أيام، في وقت تقترب فيه زيارة الملك السعودي الثانية
 هزّ انفجار صغير منطقة الدرب الأحمر بالقرب من وسط العاصمة المصرية القاهرة، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، بعدما فجّر مطلوب أمني قنبلة خلال محاولة الشرطة إلقاء القبض عليه، ما أدى إلى مقتله ومقتل شرطيين. وقالت مصادر أمنية إن المطلوب حسن عبد الله (37 عاماً) فجّر عبوة كان يحملها بعد إمساك أمينَي شرطة به خلال مغادرته منزله، مضيفة أنه كان ينوي إلقاء قنبلة جديدة على الشرطة، بعد تنفيذه عملية مماثلة الأسبوع الماضي في ميدان الجيزة لم تؤدّ إلى إصابات، وفراره هارباً آنذاك إلى منزله.
منذ ذلك اليوم، تمكنت أجهزة الأمن من التعرّف إلى مكان إقامته، بعد تتبّع خطّ سيره عبر كاميرات المراقبة الموجودة في شوارع العاصمة عقب تفريغ الكاميرات، فيما كانت الصعوبة وفق المصادر هي تحديد ملامحه في ظلّ إخفائه وجهه. وتبين أن عبد الله حاصل على الجنسية الأميركية، كما عثرت قوات الأمن في مكان سكنه على قنابل ومواد متفجرة جرى التعامل معها على مدار أكثر من سبع ساعات بعد إخلاء العقار والمنازل المجاورة التي وصل عددها إلى 13.
وفق روايات شهود العيان، كان والد عبد الله من الملاحقين قانونياً إبّان حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فيما تقيم عائلته في الولايات المتحدة حالياً، وهي تملك ثروة كبيرة، لكنه كان يقيم بمفرده في المنزل، كما كان حريصاً على ألا يتواصل مع الجيران. ووفق بيان الداخلية، كان المطلوب محبوساً على ذمة قضية جنائية، وقد أخلي سبيله قبل ثلاثة شهور، وحالياً يجري التحقيق مع السكان للوصول إلى معلومات جديدة عن الأشخاص الذين أمدّوه بالقنابل، وطريقة إدخالها إلى القاهرة، كما جرى تكليف جهاز «الأمن الوطني» بالتحقيق مع العناصر الذين احتكّ بهم داخل السجن لمعرفة هل لهم دور في ما حدث أو لا.
أما في سيناء، وبعد ثلاثة أيام على هجوم استهدف نقطة أمنية أدى إلى مقتل 16 ضابطاً ومجنداً من الجيش، فقد أعلنت قوات الشرطة «قتل 16 إرهابياً في تبادل لإطلاق النار في العريش»، بعدما «رصد الأمن الوطني بؤرتين إرهابيتين خطّطتا لتنفيذ سلسلة من العمليات ضد المنشآت الحيوية والشخصيات المهمة في نطاق العريش، وهو ما دفع إلى دهمهم في مواقعهم»، في عملية وصفت بأنها «ثأر لشهداء الجيش».
يأتي ذلك بعد أقلّ من يومين على اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع «المجلس الأعلى للقوات المسلحة» لبحث العملية الأخيرة في سيناء، والتي أحدثت «صدمة للقادة العسكريين» جراء الإجراءات الأمنية المشددة هناك، وفق مصادر أمنية قالت إن السيسي «طلب تقريراً موسعاً عن كيفية حدوث العملية الإرهابية التي أوقعت هذا العدد دفعة واحدة، رغم الإجراءات المشددة»، مشيرة إلى تكليفه «المخابرات الحربية» بإعداد تقرير عن الحادث، ومحاسبة المسؤولين بالعزل الفوري من أماكن عملهم في سيناء.
من جهة أخرى، يزور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز القاهرة، الأسبوع المقبل، على مدار ثلاثة أيام، على رأس وفد رفيع المستوى، في زيارة هي الثانية له منذ تولّيه الحكم، على أن يرأس وفد بلاده في القمة العربية ــــ الأوروبية التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ. وسيعقد السيسي وسلمان «لقاءً مطوّلاً لبحث عدد من الملفات، وفي مقدمها سوريا واليمن وليبيا، إضافة إلى القضية الفلسطينية ومستجداتها، فضلاً عن مناقشة موقف الرباعي العربي من قطر». إلى جانب ذلك، ستشكل المحادثات الاقتصادية جانباً مهماً في اللقاءات الثنائية، خصوصاً مع وجود وفد اقتصادي سعودي رفيع المستوى سيبحث المشروعات التي اتُفق عليها بين البلدين، والعقبات التي واجهت تنفيذها، ومن بينها مشروعات في جنوب سيناء.