العقوبات تهدّد الحوار الكوري ـــ الأميركي

العقوبات تهدّد الحوار الكوري ـــ الأميركي

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٠ مارس ٢٠١٩

بدأت الهوّة التي نتجت من قمّة هانوي بين كيم جونغ أون، ودونالد ترامب، تظهر إلى العلن، خصوصاً مع احتفاظ واشنطن بموقف متشدد من قضية رفع العقوبات عن «الشمال» ما لم تكن هناك إجراءات نزع كامل لـ«النووي»، الأمر الذي ترفضه بيونغ يانغ وتراه «غير مُبرر»
بعد فشل قمة هانوي التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بدا أن الحوار ازداد تعقيداً. وفي خطوة جديدة تُبرز هذا التعقيد، قالت بيونغ يانغ إنه لم يعد هناك ما يبرر استمرار كامل العقوبات المفروضة عليها، في ظل وقف تجاربها النووية والصاروخية خلال الـ15 شهراً الماضية. 
ورداً على كلمة مساعدة وزير الخارجية الأميركي للحد من التسلح، يليم بوبليت، خلال مؤتمر لنزع السلاح برعاية الأمم المتحدة، أمس، قال الدبلوماسي الكوري الشمالي يو يونغ شول، إنه ينبغي «التعامل مع القضايا بين البلدين واحدة تلو أخرى من أجل بناء الثقة». وأضاف يو أن واشنطن «خرجت بحجة منافية للعقل بأن تخفيف العقوبات مستحيل قبل نزع السلاح النووي»، وذلك خلال القمة الثانية بين البلدين الشهر الماضي، إذ كان من المفترض أن يوقع فيها الزعيمان اتفاقاً حول البرنامج النووي، لكنّ ذلك لم يحدث.
وكانت بوبليت قد قالت في وقتٍ سابق أمس إن «السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والتنمية لكوريا الشمالية هو التخلي عن كافة أسلحتها للدمار الشامل وبرامج الصواريخ الباليستية»، حاثة الدول على وقف أي تعاون في مجال السلاح أو المجال العسكري مع كوريا، لأن ذلك «ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر بوضوح مثل هذا التعامل».
من جانب آخر، ذكرت «وكالة أنباء كوريا الجنوبية» (يونهاب) أن بيونغ يانغ تبحث عن مخرج بعد تحرك واشنطن لتعزيز عقوباتها المفروضة عليها، في الوقت الذي يكتنف فيه الغموض مسيرة المفاوضات النووية. وقالت الوكالة إن الاهتمام يتركز على إمكانية «إقامة علاقة استراتيجية وثيقة بين كوريا الشمالية والصين» بمناسبة الذكرى السنوية الـ70 على إقامة العلاقات بينهما هذا العام.
كذلك، نقلت «يونهاب» عن مصدر في بكين أن «كوريا الشمالية طلبت من الصين مشاركة عدد كبير من الشركات الصينية في معرض المنتجات العالمية لفصل الربيع 2019» المنعقد في العاصمة «الشمالية» خلال الفترة من 20 إلى 24 من الشهر المقبل. ونقلت عن مصدر آخر قوله إن بيونغ يانغ تسعى لجذب عدد كبير من الشركات الصينية للمعرض المقبل حيث تؤكد وجود «مناخ آمن في شبه الجزيرة الكورية وسياسات بلادها الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمار الأجنبي».
في غضون ذلك، ذكرت «الإذاعة الوطنية لكوريا الجنوبية»، نقلاً عن مصادر في بكين، أن كوريا الشمالية «استدعت كبار دبلوماسييها إلى الصين والأمم المتحدة». وأشارت المصادر إلى أن طائرة تابعة لشركة طيران «كوريو» تُقلّ السفير لدى الصين جي جاي ريونغ، والسفير الكوري الشمالي لدى الأمم المتحدة كيم سونغ، توجهت من بكين إلى بيونغ يانغ بعد ظهر أمس. ووفق الإذاعة، هناك تكهنات بأن كوريا استدعت الدبلوماسيين للتحدث عن «أن الولايات المتحدة طرحت على ما يبدو فكرة لتشديد العقوبات ضدها»، فضلاً عن رد فعل البلاد المحتمل بعد انهيار الجولة الثانية من المحادثات.