موسكو: كييف تنتهك اتفاق جنيف في شكل فاضح

موسكو: كييف تنتهك اتفاق جنيف في شكل فاضح

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٣ أبريل ٢٠١٤

اشتعل سجال دبلوماسي عالي النبرة بين واشنطن وموسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية، وتبادلت العاصمتان الطلب من الطرف الآخر الضغط لتنفيذ اتفاق جنيف الرامي لحل الأزمة الأوكرانية. وزعمت إدارة البيت الأبيض أنها تمتلك أدلة بـ»الصور» لمسلحي شرقي أوكرانيا ليسوا إلا «عسكريين أو ضباطاً في الاستخبارات الروسية» في محاولة واضحة لاتهام موسكو بالتدخل في أوكرانيا، ربما لاستجلاب تدخل أميركي في المقابل! وليس من قبيل الصدفة ارتفاع حدة التراشق بالاتهامات مع وصول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى كييف لتأكيد الدعم الأميركي للسلطات الأوكرانية الجديدة التي تصفها موسكو بـ»الانقلابية».
فقد أجرى وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري مكالمة هاتفية، دعا لافروف خلالها واشنطن الى الضغط على سلُطات ِكييف، فيما دعا كيري بدوره موسكو إلى الضغطِ على الموالين لها من أجل تنفيذ اعلان جنيف لحلّ الأزمة الأوكرانية.
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أمس أن بلاده مستعدة لمواجهة عقوبات غربية جديدة تطاول قطاعات أساسية في اقتصادها، وذلك على خلفية الأزمة الأوكرانية. وقال مدفيديف، في كلمة ألقاها أمام مجلس النواب الدوما ، «إنه طريق لا يُفضي إلى مكان، لكن إن قرر بعض شركائنا الغربيين سلوكه على رغم كل شيء، فلن يكون أمامنا من خيار سوى أن نواجه الوضع بقوانا الخاصة وسننتصر».
وأكد مدفيديف في هذا الصدد «إنني واثق من أننا قادرون على الحد من تبعاتها»، مضيفاً: «بكل تأكيد لن نوقف تعاوننا مع المؤسسات الأجنبية خصوصاً الدول الغربية، لكننا سنكون على استعداد لمواجهة أي تدابير غير ودية». وقال رئيس الوزراء الروسي إن القطاعات التي قد تطاولها العقوبات، مثل قطاع الدفاع أو التجهيزات، ستتلقى «الدعم اللازم» من الحكومة.
كما أعلن مدفيديف أن الاستفتاء حول انضمام القرم إلى روسيا كان متفقاً مع القواعد الديمقراطية والقانون الدولي، مؤكداً أن عودة شبه الجزيرة إلى روسيا تحمل أهمية تاريخية كبيرة. وقال مدفيديف إن القرم كانت دائماً «أرضاً روسية»، موضحاً أن «نسبة المصوتين لصالح الانضمام إلى روسيا» تؤكد أن القرم بقيت «أرضاً روسية». كما أكد رئيس الوزراء الروسي أن الحكومة لن تسمح بأن يصبح المواطنون الروس رهائن اللعبة السياسية حول القرم والعقوبات.
وأكد وزير الخارجية الأميركي جو بايدن لنواب كييف أمس، أن بلاده تقف إلى جانب أوكرانيا في وجه «التهديدات المذلة». وصرّح بايدن «أنكم تواجهون مشاكل هائلة، ويمكن حتى القول تهديدات مذلة»، مضيفاً أن التصويت الذي تقرر إجراؤه في 25 أيار قد يكون «أهم انتخاب في تاريخ أوكرانيا».
كما صرّح نائب الرئيس الأميركي أن على روسيا سحب قواتها من أوكرانيا والتوقف عن «دعم رجال يختبئون خلف أقنعة» في شرقها، وإلا فإنها قد تواجه «مزيداً من العزلة». وقال بايدن، في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الأوكراني الانتقالي ارسيني ياتسينيوك، «كنا واضحين، روسيا تجازف بتحمّل أكلاف إضافية ومزيد من العزلة». وتابع: «حان وقت التوقف عن الكلام والبدء بالعمل، يجب أن نشهد إجراءات ُتتخذ بلا تأخير، فالوقت ثمين».
وأضاف بايدن «البعض يريد تقطيع أوصال أوكرانيا»، مكرراً أن بلاده تقف «إلى جانب الشعب الأوكراني وأوكرانيا موحّدة». وأعلن بايدن أن الولايات المتحدة لن تقر»أبداً» بضم القرم إلى روسيا، موضحاً: «لا يحق لأي دولة الاستيلاء على أراضي دولة أخرى».
ودعا الاتحاد الأوروبي بدوره أمس، إلى الإسراع في تنفيذ اتفاق جنيف المفترض أن يسمح بنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا. وقال مايكل مان المتحدث باسم الدائرة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي «ندعو الأطراف كافة إلى احترام بنود اتفاق جنيف وشروطه، يجب تطبيق كل ما هو مدرج في هذا الاتفاق».
وأكد مان أن الاتحاد الأوروبي يعتبر «أن الاستحقاق هو نفسه» بالنسبة للولايات المتحدة التي حذرت الاثنين أنها مسألة أيام. وقال: «إن الأسبوع بدأ لتوّه وسنرى ما يجري على الأرض»، مضيفاً في مؤتمر صحافي: «رأينا إشارات أولية للتطبيق، وهذا أمر جيد».
وينص اتفاق جنيف الذي وقّع الخميس الماضي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وأوكرانيا بشكل خاص على نزع سلاح المجموعات غير الشرعية وإخلاء المباني المحتلة أكان من جانب الموالين للغرب في كييف أو من جانب الانفصاليين في شرق البلاد.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني الموقت أولكسندر تورتشينوف الثلاثاء استئناف ما اسماها عملية «مكافحة الإرهاب» التي أطلقت ضد المحتجين في الشرق.