الجيش اللبناني يفشل ساعة صفرٍ في طرابلس.. وهذا ما كان يحضر للمدينة!

الجيش اللبناني يفشل ساعة صفرٍ في طرابلس.. وهذا ما كان يحضر للمدينة!

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤

 إستعادة بسيطة لسيناريو إندلاع الإشتباكات في عرسال كافيةٌ لإظهار إستنساخ المسلحين لخطواتهم العرسالية في طرابلس بالأمس.
وفيما كان توقيف عماد جمعة الشرارة العرسالية، فإن توقيف أحمد ميقاتي "أبو الهدى" في كمين "عاصون" كان السبب الرئيسي في إندلاع الإشتباكات في طرابلس أو على الأقل الإسراع في إعلان ساعة الصفر التي تحضر لها المسلحون سابقاً، بحسب ما تؤكده مصادر أمنية لـ"سلاب نيوز".
وحدها ردة فعل الجيش اللبناني وخطواته التي اتخذها بعد مهاجمته في طرابلس، سببت إختلالاً في التشابه بين الصورتين العرسالية والطرابلسية، الأمر الذي جنب الجيش ضحايا الصدمة الأولى للهجوم كما حصل في عرسال، حيث أكدت المعلومات الأمنية أن الجيش كان يترقب هكذا هجوم في أي لحظة، وقد نشر قواته وحضرها من أجل خوض هكذا سيناريو، الأمر الذي أفشل عامل الصدمة لدى المسلحين وسحب ورقة المفاجأة من أيديهم.
معركة طرابلس لم تندلع مساء أمس، بعكس ما تظهر الأحداث وتغطيتها. لكن ما حصل بالأمس كان ردة فعل المجموعات المسلحة على الحملة التي أطلقها الجيش مطلع الأسبوع الحالي، والتي بنيت على معلومات إستخباراتية مؤكدة تشير الى أن المجموعات الإسلامية المتطرفة في طرابلس، بدأت بالتخطيط لإعلان ساعة صفر تمنحها عامل المفاجأة والصدمة، وتقوم على تنسيق بين مختلف المناطق الشمالية من أحياء طرابلس إلى بعض قرى عكار من أجل شن هجمات متزامنة على مراكز الجيش وتنفيذ عمليات خطف لعسكريين أثناء تنقلاتهم، إضافة الى ربط الأحياء التي تنشط فيها المجموعات بعضها ببعض من أجل تأمين إنتشار يشتت الجيش اللبناني ويمنع محاصرتهم ويؤمن لهم سيطرة مطلقة على مدينة طرابلس.
تقول المصادر في هذا السياق أن "المدعو "أبو الهدى ميقاتي" كان بمثابة "الدينامو" المحرك للمخطط، وفيما تم تظهير شخصيات كشادي المولوي وأسامة منصور الى الواجهة الإعلامية، فإن ميقاتي كان رجل الظل في المخطط  والعامل على تنظيم الخطة وخطواتها، ويمثل في المخطط المعد لطرابلس ما كان يمثله الإرهابي عماد جمعة بالنسبة لمسلحي عرسال ومخططهم. وكما كان إلقاء القبض على جمعة صافرة إنطلاق المسلحين في عرسال بعد فقدانهم قائد المخطط والمحضر له، فإن فقدان مسلحي طرابلس لمنسق مخططهم دفع الجيش لتوقع عمل مشابه في طرابلس والقيام بعدة إجراءات إحترازية جنبت المدينة ما كان مخططاً لها".
وفي الوقت الذي تؤكد المعلومات أن "ساعة الصفر كانت محددة اليوم بعد صلاة الفجر"، جاءت مداهمات الجيش لتنتزع عامل التحكم بالتوقيت من يد المسلحين الذين أجبروا على التحرك مع المداهمات التي نفذها الجيش بدقة لأوكار كان يجتمع فيها المسلحون، وألقى القبض على عدد منهم فيما ذهب بإجراءاته الإحترازية الى حد إعتقال بعض النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، والذين كانوا في السابق يمارسون التحريض على الجيش. فيما وزعت توجيهات للمشرفين على صفحات التواصل الإجتماعي الخاصة بمتابعة أخبار طرابلس، تحذر من أي أخبار وحملات تحريضية قد تطال الجيش اللبناني خلال أي معركة قد تنشب في المدينة. أما من ناحية الإنتشار وبناءً على معلوماته حول السيناريوهات المفترضة فقد وزع الجيش إنتشار قواته بطريقة تسمح له بفصل أحياء طرابلس ومناطقها عن بعضها البعض، وتمنحه القدرة على محاصرة أي منطقة تشهد نشاطاً مسلحاً وعزلها عن باقي أحياء المدينة، وهذا ما حصل.
بدأ التوتر مع قيام الجيش بتنفيذ سلسلة مداهمات لمطلوبين في عدة مناطق من طرابلس والضنية كان ما أعلن من نتائجها إلقاء القبض على شخصين من آل صالحة وآل ضناوي في منطقة المنكوبين ، لتقوم بعدها حملة عبر مواقع التواصل الإجتماعي وعبر الرسائل النصية تحرض على الجيش اللبناني. وعماد الحملة خبرٌ مفاده مقتل ابو الهدى ميقاتي تحت التعذيب لدى الجيش اللبناني وتحضر عائلته لإستلام جثته، ما ساهم في توتير الأجواء في طرابلس. وبعد ورود عدة أنباء تتحدث عن ظهور مسلح في احياء المدينة، إنطلقت شرارة الإشتباكات العنيفة مع هجوم شنه المسلحون على دورية للجيش قرب خان العسكر، في داخل منطقة الأسواق القديمة، خلال قيام الجيش بعملية دهم في المنطقة بحثاً عن مطلوبين. لتندلع على اثرها اشتباكات عنيفة دفعت الجيش الى إغلاق منطقة الأسواق القديمة ومحاصرة المسلحين داخلها عبر سد المنافذ التي تربط الاسواق الداخلية بمنطقة باب التبانة عند نقطة جسر نهر ابو علي، منفذ طلعة الرفاعية الذي يربط الاسواق بمنطقة أبي سمراء، ومنفذ الزاهرية التي يربطها بوسط مدينة طرابلس، واخيرا منفذ ساحة النجمة الذي يربطها بمحلة محرم وهي المنطقة الصناعية في المدينة، مفشلا بذلك وبحسب المصادر الخطة "ب" التي كانت قد وضعتها المجموعة المسلحة والتي كانت تقضي بالفرار من الاسواق عبر سوق القمح الى مربع المولوي – منصور في منطقة التبانة.
وفي الوقت الذي ما زالت فيه الإشتباكات مستمرة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، فقد أحصي حتى الآن نحو 12 جريحاً بينهم 4 من عناصر الجيش اللبناني إضافة الى مقتل أحد المسؤولين الميدانيين في المجموعة المسلحة وجرح نحو 7 مسلحين. وبينما أفادت معلومات عن حصول إشتباكات متفرقة في أحياء اخرى من المدينة سمع فيها إطلاق نار، فقد أشارت المصادر الى أن الوضع مرشح للتصعيد دون تأكيد حاسم بذلك، مؤكدة انه لا يزال للمسلحين خيارات عديدة لم تستخدم بعد فيما الجيش قد تحضر لها وأعد خطة لمواجهتها ومن بينها دخول مجموعة المولوي- منصور على خط الإشتباكات، وهو ما لم يحصل حتى الآن، إضافة الى توقعات مبنية على معلومات تشير الى وجود خلايا نائمة في منطقة البداوي ومحيطها قد تتحرك بالتزامن، إضاف الى مناطق أبي سمراء والقبة وغيرها من الأحياء في المدينة.