أمريكا تُنعش تُركيا "الميّتة" بورقة "الجيش الحر" .. فهل يحييها ؟؟

أمريكا تُنعش تُركيا "الميّتة" بورقة "الجيش الحر" .. فهل يحييها ؟؟

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٣١ أكتوبر ٢٠١٤

فقدت واشنطن الأمل باستعمال "الورقة الكردية" للضغط على الدولة السورية في حال "سقوط" مدينة عين العرب بأيدي تنظيم "داعش" بعد صمود مستمر منذ أكثر من شهر، في إقامة "المنطقة العازلة" على الحدود مع تركيا، وبالتالي فقدت تركيا معها أي أمل في التخلّص من "الأكراد" السوريين والعراقيين وحتى الأتراك منهم، بعد أن فتحت كل الطرق الممكنة أمام التنظيم الإرهابي للدخول إلى "عين العرب" واحتلاله، ليكون "حجّتها" أمام المجتمع الدّولي في دفعه لإقرار المنطقة العازلة مع سوريا بهدف حماية "أمن تركيا" من تسلل التنظيم إلى مناطقها مستقبلاً. لكن وبعد أخذ ورد حول سماح أنقرة لقوات "البيشمركة" إلى "عين العرب"، وافق الرئيس التركي على السماح لتلك القوات بالدخول إلى المجينة الكردية ومؤازرة "قوات الحماية" في الدفاع عن مدينتهم، لترفق موافقتها بالسماح أيضاً لميليشيات "الجيش الحرّ" بقيادة الضابط الفار «عبد الجبار العكيدي» إلى المدينة بالرغم من "رفض أكراد عين العرب لدخولهم مراتٍ عدّة"، مما يثير تساؤلات عديدة حول "الموافقة" التركية المفاجئة بعد تعنّت كاد أن يودي بالعلاقات الأميركية التركية إلى "النهاية" ..؟؟

في الحقيقة من يتابع تطوّر الأحداث منذ اندلاع الاشتباكات في مدينة عين العرب، وفشل محاولات "داعش" للسيطرة على المدينة عشرات المرات، يلحظ الرفض التركي لدخول أي "قوى" أو "مساعدات" لقوات الحماية الكردية المكلّفة بحماية مدينة عين العرب، بأمل "السقوط السريع" لتلك المدينة أمام "آلاف" المهاجمين من التنظيم و"عشرات" السيارات المفخخة، لكن صمود تلك القوات داخل المدينة دفع واشنطن على "فرض" دخول "البيشمركة والحر" إلى عين العرب، لكن بهدف إنقاذ المدينة من دموية تنظيم "داعش" كما يعتقد البعض، بل لواشنطن أهداف أخرى تُحاكي "المستقبل" السوري الذي تحاول أميركا وحلفاؤها رسمه منذ إعلان تشكيل "تحالف مكافحة الإرهاب" الشهير، والذي بالمناسبة أثبت بعد فشله "بُعد نظر" الدولة السورية وحلفاؤها عندما أكّدوا أنه "لن يؤتِ ثماره" كونه "غير جدّي".

نعتقد ولا نجزم هنا، أن واشنطن شجّعت دخول "البيشمركة" إلى سوريا عبر تركيا، تمهيداً لإدخال مايسمّى "الجيش السوري الحرّ" معه إلى عين العرب، بهدف "إعادة إحياؤه" بعد أن "اندثر" مع ظهور ميليشيات متشددة إسلامياً كـ"جبهة النصرة وتنظيم داعش والجبهة الإسلامية ..الخ"، وبالتالي إظهاره "أي الجيش الحر" كقوة عسكرية "معتدلة" هدفها "فعلياً" هو حماية الأراضي السورية من "قوات الجيش السوري" كونها تعتبرها "قوات نظام" وليس "قوات الدولة السورية"، بالإضافة ليكون الجيش الحر هو الواجهة "الإعلامية" في القضاء على تنظيم داعش ولتكن البداية من "عين العرب"، وهنا نطرح سؤال ببراءة .. لماذا "عين العرب" في الوقت الذي ينتشر "داعش" في الرقة ودير الزور وريف حمص الشرقي الذي "كان" يعتبر "معقل الجيش الحر" في فترة سابقة، ألا يقتضي القضاء على "داعش" البدء من "عاصمة الثورة ومعقلها" ..؟؟، ونضيف، لماذا لم نرى "الجيش الحر" في الرقة بالرغم من عشرات بل مئات المجازر التي ارتكبت بحق الأهالي هناك وما زالت تُرتكب حتّى اللحظة، لماذا لم نسمع "صوت الحر" دفاعاً عن البنى التحتية "النفطية والغازية" التي نهبها داعش بالتعاون مع "الوالي العثماني" وإسرائيل ..؟؟، وهل استشارت واشنطن "المدافعون عن عين العرب" حول دخول "الحر" إلى مدينتهم رغم تكرارهم عشرات المرات رفض دخول هذا الفصيل إلى مدينتهم ...؟؟، لماذا تجاوزت رفضهم وأدخلته "قسراً" إذاً ...؟؟

كثيرةُ هي الاسئلة وإشارات الاستفهام حول الموافقة المفاجئة على دخول "البيشمركة" إلى سوريا عبر تركيا، خاصة وأن هذه القوى متّهمة "في وقت سابق" من قبل الإدارة الأميركية نفسها بالمتاجرة بالنفط السوري والعراقي، إضافةً إلى وثائق قدّمتها سوريا والحكومة العراقية "السابقة" برئاسة «نوري المالكي»، عن تنسيق كردستان مع إسرائيل لبيعها النفط المنهوب من العراق ولاحقاً من سوريا عبر تركيا التي "فطرت قلوبنا" من شدّة عداوتها لإسرائيل جراء "عدوان غزة" الأخير .. فهل اقتنعت أنقرة بالاقتراح الأميركي حول مشروع "الدولة الكردية" في "المثلث النفطي" بين شمال سوريا – شمال العراق – جنوب تركيا، ينتهي بتقاسم "التركة النفطية" السورية والعراقية بين تركيا وواشنطن وحلفائهم "الغرب" ..؟؟

في الحقيقة لا يمكن التكهّن كثيراً بالأهداف التي تُخطط لها واشنطن، بعد شعورها بفقدان "دفّة" التحكّم في سوريا التي مازالت صامدة و"تحقق إنجازات ميدانية" بعد ما يقارب الأربع سنوات من الحرب المستمرة، لكن ما نستطيع تأكيده هو نيّة واشنطن بإعادة إحياء "الجيش السوري الحر" تمهيداً لتصويره "رأس القوى المعتدلة" التي ستمسك زمام الحكم في سوريا بعد "سقوط النظام السوري"، وهو "الأمل" الوحيد الذي مازالت واشنطن "تُبنّج" حلفائها به، وإظهار ميليشيا "الحر" أنه القوة "الوحيدة" القادرة في سوريا على التخلص من التنظيمات المتشددة بعد "تسلّمه" المعدات الحديثة والمتطورة" من قبل واشنطن ... لذا ما علينا الآن إلا انتظار "إنجازات" هذا "الحر" في عين العرب .. إن كان قادراً على تغيير "المعادلة الميدانية" هناك !!.