"الأطلسي" لا يدرس فرض "منطقة حظر جوي" في سورية

"الأطلسي" لا يدرس فرض "منطقة حظر جوي" في سورية

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤

أكد القائد الجديد للقيادة المركزية للقوات البرية في حلف شمال الأطلسي الجنرال جون نيكلسون أن الحلف لا يدرس فرض "منطقة حظر جوي" في شمال سوريا، كانت تركيا قد طالبت بها لتخفيف الضغوط الأمنية والإنسانية على حدودها الجنوبية الشرقية.
وقال نيكلسون، خلال مقابلة في مقره في مدينة أزمير الساحلية التركية، إن "إقامة منطقة حظر جوي مهمة عالية التكاليف"، مضيفاً أن ليبيا هي أحدث مثال لكم العمل الذي كان لازماً حتى يدير حلف شمال الأطلسي العمليات الجوية هناك.
واشار الى أن الاهتمام يتركز الآن على تشكيل قوة تدخل سريع تكون قادرة على الانتشار للتعامل مع أي تهديدات محتملة بما في ذلك على طول الحدود الشرقية للحلف مع روسيا.
وتابع أن العنصر الأساسي سيكون تشكيل قوة مشتركة على درجة عالية من الاستعداد من المقرر إعداد تفاصيلها خلال الأسابيع المقبلة.
ويعتقد نيكلسون أن التدخل السريع للحلف وتنمية مهارات خاصة للتعامل مع تهديدات محددة من الحرب الإلكترونية إلى وسائل الدفاع الجوي، سيكونان العنصر الأساسي لجعل الحلف الأكثر كفاءة في العالم.  
وأضاف: "أنا واثق بعد أن حاربت لسنوات لمكافحة التمرد (في أفغانستان) وبعد دراسة هذا التهديد إلى الجنوب أن الحلف سيكون قادراً بشكل كبير على التعامل معه، لكننا نضع خططاً فقط بناء على طلب الدول الأعضاء وهو أمر لا نعمل عليه الآن."
وأكد نيكلسون أن الحلف يركز الآن على إنهاء دوره العسكري النشط في أفغانستان الشهر المقبل.
ولدى تركيا ثاني أكبر جيش في الحلف، كما أنها تستضيف القيادة المركزية للقوات البرية المسؤولة عن تحسين فاعلية واستجابة القوات البرية التابعة لـ"الأطلسي".
وعلى الرغم من أن تركيا لم تتقدم بطلب رسمي للحلف من أجل المساعدة في فرض "منطقة حظر جوي"، إلا أنها قالت مراراً إن الدول الراغبة يجب أن تفعل ذلك لتوفير مناطق آمنة في سوريا والسماح لحوالي 1.6 مليون لاجئ سوري بالعودة لوطنهم.
وحتى الآن كانت الاستجابة فاترة من جانب حلفاء تركيا لخطط أنقرة بإقامة ما توصف "بمناطق آمنة" تتمتع بدفاع جوي. ويشير خبراء عسكريون إلى أن ذلك سيستلزم إما موافقة الحكومة السورية أو القضاء على أنظمة الدفاع الجوي السورية المتقدمة.
ومثل هذه الخطوة تخاطر بجر القوى الغربية بشكل أكبر للصراع السوري المستمر منذ ثلاث سنوات كما سيغضب روسيا وإيران.   
ومما يزيد الأمور تعقيداً أن الرئيس السوري بشار الأسد يستخدم الضربات الجوية الأميركية كغطاء لحملته الجوية ضد مقاتلي المعارضة السورية المسلحة وقصف الرقة معقل تنظيم "داعش" رداً على قتل التنظيم لجنود سوريين.
وأوضحت زيارة قام بها نائب الرئيس الأميركي إلى تركيا جو بايدن في الآونة الأخيرة حرص الجانبين على إظهار نقاط الاتفاق، إلا أنه لم تكن هناك إشارات إلى أي تحول كبير في السياسة.
ويرى مراقبون أن القلق إزاء اتجاه السياسة الأميركية في سوريا عنصر أساسي في الاستقالة المفاجئة لوزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل، الذي شعر بالإحباط على ما يبدو من عدم وجود إستراتيجية.
وعلى الرغم من الانتقادات بما في ذلك انتقادات أنقرة من أن خطة الضربات الجوية ودعم جماعات مسلحة سورية أقل بكثير مما هو مطلوب، إلا أنه ليست هناك رغبة تذكّر في العواصم الغربية للقيام بدور أكبر في الصراع السوري.
وقال نيكلسون إن حلف شمال الأطلسي يتابع الأحداث في الشرق الأوسط ولكن لا يعتزم القيام بدور نشط هناك.
ولكونها من أطول العمليات القتالية في التاريخ العسكري الحديث فقد شحذت حرب أفغانستان قدرات الحلف على التعامل مع عمليات مكافحة التمرد.
ويعتزم الحلف أيضاً إجراء تدريبات مكثفة هي الأوسع نطاقاً منذ انتهاء الحرب الباردة، وستتركز على شحذ قدرات الحلف للدفاع عن حدوده.