"قصر قرطاج".. بين الصمت والمعركة

"قصر قرطاج".. بين الصمت والمعركة

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢١ ديسمبر ٢٠١٤

يخوض الباجي قائد السبسي الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية المقررة الأحد، تحت شعار "إعادة هيبة الدولة"، بمواجهة محمد المنصف المرزوقي الذي يقدم نفسه "كضامن للحريات".
ومع دخول البلاد السبت في "صمت انتخابي" بعد حملات انتخابية صاخبة، يترقب التونسيون انطلاق المعركة الرئاسية بين السبسي زعيم حزب نداء تونس، والمرزوقي الرئيس المؤقت المنهية ولايته.
ويبدو السياسي المخضرم، البالغ من العمر 87 عاما، واثقا من إزاحة منافسه العنيد المرزوقي، وهو يرى في الحبيب بورقيبة، أول رئيس لتونس، رمزا ملهما لاستعادة هيبة الدولة، على حد تعبيره.
أما المرزوقي، فيقدم نفسه كضمانة للحريات التي اكتسبها التونسيون بعد الثورة التي أطاحت في 14 يناير 2011 نظام زين العابدين بن علي، ضد السبسي الذي فاز حزبه بأغلبية مقاعد البرلمان.
إلا أن السبسي يرفض اتهامات منافسه، ويؤكد على أنه رجل ذو كفاءة وقدرة على إخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية والأمنية وإعادة هيبة الدولة، بعد وضع هش وغير مستقر دام سنوات بعد "الثورة". ويبدو السباق نحو "قصر قرطاج" صعبا، لاسيما أن الجولة الأولى انتهت يتقدم السبسي بفارق بسيط عن المرزوقي، إذ حصل الأول على 39.46 بالمئة من أصوات الناخبين ، في حين نال الثاني 33.43 بالمئة.
وستلعب تحالفات الرجلين دورا حساما في حسم الجولة الثانية، فالسبسي نال تأييد عدة أطراف سياسية، بينها أحزاب الوطني الحر والمسار الديمقراطي وجبهة الإنقاذ وآفاق تونس، وعدد من الشخصيات المستقلة. في المقابل، حظي المرزوقي بتأييد قواعد حركة النهضة في الجولة الأولى، إلا أن الأخيرة تصر على أنها ستلتزم الحياد تجاه المرشحين الذين سيتنافسان على أصوات نحو 5.3 ملايين تونسي مسجلين بقوائم الاقتراع.
جدير بالذكر أن مع انتهاء المعركة الرئاسية مساء الأحد وبصرف النظر عن الفائز، تكون تونس قد نجحت بامتياز في اجتياز اختبار الديمقراطية، وذلك بعد إجراء انتخابات تشريعية حرة وإقرار الدستور.
وكان "نداء تونس" قد فاز بالانتخابات التشريعية وحصل على 86 من إجمالي مقاعد البرلمان الـ 217، فيما حلت حركة النهضة، التي حكمت تونس من نهاية 2011 وحتى بداية 2014، في المرتبة الثانية بـ69 مقعدا.