انتخابات اسرائيل: حرق مسجد وكنيسة وتوزيع عدد شارلي ايبدو

انتخابات اسرائيل: حرق مسجد وكنيسة وتوزيع عدد شارلي ايبدو

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٦ فبراير ٢٠١٥

هذا حصل منذ 46 سنة عندما ارتكب الصهاينة جريمة حرق المسجد الاقصى في 21 آب 1969 حيث قالت رئيسة وزراء كيان العدو آنذاك غولدا مائير: "لم انم ليلتها وأنا أتخيّل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجاً أفواجاً من كل حدب وصوب ....لكني أدركت عندما انبلج الصباح ولم يحدث اي شيء، أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذه أمة نائمة "!

هل ما قالته مائير كان في محله ؟... للأسف يبدو ان الوقائع على الارض تؤكد هذا الامر، فمن المحاولات المتكررة لاقتحام المسجد الاقصى الى الحفريات تحته الى احراق المنازل ودكّها بالصواريخ الى حرق المساجد وكتابة الشعارات العنصرية على جدران المساجد والجوامع وليس آخرها حرق مسجد بلدة جبعة الفلسطينية في قضاء بيت لحم، واضرام النار اليوم في احدى كنائس القدس وكتابة شعارات مسيئة للسيد المسيح، كلّها تشير الى ان العرب في سباتٍ ويتلهون في مقاتلة بعضهم البعض فيما العدو الاوحد يعيث قتلاً وتدميراً وحرقاً في فلسطين التي يتناساها العرب، الا عبر استنكارات يتيمة من هنا وتنديدات عقيمة من هناك والاغرب انهم يتساءلون اين المجتمع الدولي مما يجري في فلسطين فيما الاجدى ان يسألوا انفسهم اين نحن مما يجري في ارض المقدسات؟ !

ونحن على ابواب الانتخابات التشريعية المبكرة في 17 اذار المقبل يبدو أنّه يحق لاسرائيل ما لا يحق لغيرها. فإن احزابها لاسيما اليمين واليسار في حربهم الانتخابية كما في حربهم على الفلسطينيين يستنفدون كل الوسائل المتاحة من اجل الفوز في الانتخابات. فمنهم من يدعم الاستيطان ومنهم من يعد بالقضاء على حماس ومنهم من استجلب داعش. اما الابرز فهو الوصول الى المحكمة العليا من اجل السماح لحزب "اسرائيل بيتنا" بتوزيع العدد الجديد من مجلة شارلي ايبدو المسيء للنبي مجاناً ضمن حملته الانتخابية وقد نال الموافقة على ذلك، فيما سارع نتنياهو الى القول انه أجرى اتصالا هاتفيا مع إحدى الرهائن التي كانت محتجزة داخل المتجر اليهودي، وتدعى سلين شركي، حيث روت له الكثير عن وحشية الإرهابيين، و"بطولة الشاب اليهودي الذي حاول الاستيلاء على السلاح من الإرهابيين"، بحسب وصفه.

انها الحملة الانتخابية وقد دنت الساعة فلما لا تُستخدم كل الاوراق واهمها المقاومة الفلسطينية؟ فوزير الخارجية الإسرائيلي رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان المتهم بفضائح الفساد التي تلاحقه، عمد الى تخويف وإرباك المجتمع الإسرائيلي وتذكيره بهزيمة نتنياهو في غزة، داعياً الاسرائيليين الى اختيار من يستطيع التغلب على حركة حماس او من يكون الاسرع والاكثر تدميراً لها ، فيما يحاول نتنياهو استغلال يهود فرنسا ليظهر في صورة الراعي للمصالح والأرواح اليهودية في كل انحاء العالم، داعياً يهود فرنسا وأوروبا إلى الهجرة إلى إسرائيل التي "ليست فقط المكان الذي يصلي إليه اليهود، بل هي بيتهم أيضا".

ويعتبر المحللون ان التهديد بحماس واستجلاب المزيد من اليهود الى اسرائيل، يعني حروباً جديدة والمزيد من المستوطنات على مرأى ومسمع العالم اجمع، ويعتبرون ان حرق المسجد في بيت لحم والكنيسة في القدس ليسا ببعيدين عن هذه الحملات الانتخابية من اجل بث روح الفتنة والطائفية والقومية الدينية التي تخدم الحزبين المتنافسين الاقوى في اسرائيل، فيما يستهجنون حملة نتنياهو الداعم الاول لداعش ومشتقاتها ومطبّب جرحاهم والتي تعمد الى التخويف من هذا التنظيم الذي لم يرشق اسرائيل حتى بوردة عبر بث فيديو حمل عنوان "داعش في الطريق إلى القدس" ، وتظهر في الفيديو سيارة بيك أب، يستخدمها أنصار تنظيم داعش، تقلّ جنودًا يحملون الأسلحة وأعلام داعش، ويتوقفون في الطريق ليسألوا مواطنًا إسرائيليًا: "كيف نصل إلى القدس"، فيرد عليهم: "اتجهوا يسارًا"، بمعنى أن انتخاب اليسار الإسرائيلي يعني وصول داعش للقدس.

ويقول المحللون ان نتنياهو الداعم الاول لداعش ومطبّب جرحاه يستخدم اليوم هذا التنظيم كوسيلة تخويف لكسب المزيد من الاصوات في حملةٍ ستؤدي حتماً الى وصول صهيوني يساري او يميني يختلفان في الاسلوب انما التوجه واحد وهو الحقد على العرب الذين يَغطّون في سبات طويل لن يوقظه تدمير غزة او اقامة مستوطنة جديدة او توسع اسرائيلي، ولا حرق مسجد او كنيسة. فهذا السبات مستمر منذ حرق المسجد الاقصى الذي يعتبر أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة للمسلمين في العالم.