بعد الفتنة المذهبية آل سعود يخططون لافتعال فتنة عرقية في سورية

بعد الفتنة المذهبية آل سعود يخططون لافتعال فتنة عرقية في سورية

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٣ مارس ٢٠١٥

كما الضباع لا تستطيع العيش بمكان لا يحوي جيفاً تجتمع عليها، لا يمكن لأنظمة الخليج الوهابية أن تستمر دون تحريك الفتن في العالمين العربي والإسلامي، فتن طائفية وأخرى مذهبية وعرقية.

رياح السموم التي حملها ما يُسمى بـ "الربيع العربي" حملت معها فتنةً مذهبية لا تبقي ولا تذر، لعب آل سعود دور المايسترو "الشرعي" لتلك الفتنة، فأشعلوا كذبة العداء التاريخي بين فئات إسلامية، وانتشلوا "تراث" ابن تيمية من حفرته كجثة نتنة، ليعاودوا نشرها من جديد استحلالاً لدماء الآخرين!.

ظهرت شعارات التابوت وبيروت وقتها لم يكن لجبهة النصرة وداعش أي وجود، لا بل إن ميليشيا الحر لم تكن موجودة ككيان كامل وقتها، اتخذت الكثير من المظاهرات نزعة مذهبية متعصبة تعلوها يافطات كُتبت بقلم "سعودي وهابي" لا يمكن إخفاؤه، يظهر ذلك من خلال بدء الترويج لأسلمة المجتمع السوري بالمعنى السياسي، والأسلمة هنا أي فرض الراديكالية الوهابية السياسية على السوريين، وما دفع الرياض لذلك هو زعمها بأنها الوكيل والممثل الحصري لأهل الجماعة في كل مكان من العالم!

اندلعت المعارك، وسُكب الدم العبيط في الشوارع السورية، وبدأت الأمور تتخذ منحى طائفي ومذهبي لا يمكن تغييبه بالرغم من كل المحاولات التجميلية لوسائل الإعلام لإخفاء ذلك الشرخ الذي صُنع أساساً بالمال النفطي، والمتابع للإعلام السعودي سيعرف كمية الضخ المذهبي والتحريضي الذي اعتمد على وتر المذهبية. لم يكتف آل سعود وغيرهم من مشايخ الخليج بالفتنة المذهبية، حتى بدأت الصحف السعودية والكويتية بالترويج لفتنة أخرى بين الأكراد والعرب في سوريا، من خلال تكثيفها للمعارك الجارية في الحسكة والقامشلي، والتركيز على مزاعم تقول بأن وحدات حماية الشعب الكردي قامت بإحراق قرى عربية، ثم تسليطها الضوء على تشكيل العشائر العربية تنظيماً باسم " الجزيرة عربية سورية" كرد على الأكراد.

إذاً الفترة القادمة ستحمل محاولات سعودية واضحة لإيقاظ فتنة عرقية وشعوبية بين السوريين، الرياض ستحاول كسب البعض على أساس النزعة العربية، ونقصد هنا العشائر العربية التي بقيت إلى جانب الدولة السورية ضد التنظيمات المسلحة، إذ تريد السعودية إفهام هؤلاء بأنها موجودة لأجلهم بحكم "القرابة العشائرية" هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه سيتحقق لآل سعود عامل آخر يساعد على تفجير الساحة السورية وتوسيع الشرخ بين مكونات شعبها، إذ بعد أن عملت السعودية طيلة أربع سنوات على خلق فتنة مذهبية وطائفية أتى دور الفتنة العرقية، من يريد التأكد من ذلك ماعليه سوى متابعة الصحف السعودية من الآن.