إنزال سعودي لقوات عربية "من أصول يمنية" في عدن

إنزال سعودي لقوات عربية "من أصول يمنية" في عدن

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٣ مايو ٢٠١٥

تناقضت التصريحات اليوم الأحد بشأن وصول قوات عربية برية إلى اليمن، وتحديداً إلى مدينة عدن في الجنوب، في محاولة لدعم الميليشيات المتواجدة على الأرض وقلب موازين القوى التي ظلت ثابتة لصالح الحوثيين بعد أكثر من شهر على ضربات جوية أثارت تساؤلات حول جدواها أو أهدافها، في ظل سقوط أكثر من ألف قتيل مدني حتى الآن.
وفي وقت أعلن مسؤول يمني محلي أن "عدداً محدوداً من جنود التحالف العربي انتشر على الأرض في مدينة عدن لدعم القوات التي تقاتل الحوثيين"، وحيث تدور اشتباكات عنيفة، لاسيما للسيطرة على المطار، مؤكداً أن "هناك قوة أخرى قادمة"، نفى متحدث باسم "التحالف" أي تدخل بري عربي حتى الآن.
ولكن المؤشرات الأولية تشير إلى وجود "متطوعين من أصول يمنية" يعيشون في الخارج تم إنزالهم اليوم في عدن.
وفي هذا الصدد، أكد  مسؤول في "اللجان الشعبية" الموالية للرئيس اليمني المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي إن " قوة محدودة دخلت لمشاركتنا في دحر الحوثيين وقوات (الرئيس اليمني السابق) علي عبد الله صالح"، فيما أوضح مصدر آخر أن"جنود التحالف العربي في عدن لا يتخطون بضعة عشرات، وهم من أصول يمنية وينتمون إلى القوات المسلحة السعودية والإماراتية".
من جهته، سارع  المتحدث العسكري باسم "التحالف العربي" أحمد عسيري إلى نفي وجود أي قوات برية عربية في عدن. لكنه قال: "قوات التحالف لم تبدأ أي عملية برية كبيرة في ميناء عدن الجنوب، لكن التحالف مستمر في المساعدة في القتال ضد الحوثيين".

وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة المصرية تمديد انتشار "بعض عناصر قواتها المسلحة خارج البلاد لحماية الأمن الوطني والعربي"، في الخليج وفي البحر الأحمر ومضيق باب المندب، لمدة ثلاث أشهر إضافية.

وقال مجلس الوزراء المصري في بيان إنه وافق على تمديد "مدة إرسال بعض عناصر القوات المسلحة خارج حدود الدولة للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي في منطقة الخليج العربي والبحر الاحمر وباب المندب حيث تمت الموافقة على مد هذه المدة ثلاثة أشهر أو لحين انتهاء المهمة القتالية أيهما أقرب".
إلى ذلك، دانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" استخدام "التحالف" الذي تقوده السعودية ذخائر عنقودية محظورة مصدرها واشنطن في غاراته الجوية على اليمن.
وأفادت المنظمة في بيان عن "وجود صور ومقاطع فيديو وغيرها من الأدلة التي تؤكد استخدام ذخائر عنقودية في الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف خلال الأسابيع الأخيرة على محافظة صعدة" معقل الحوثيين على الحدود مع السعودية.
وأكدت المنظمة التي تتخذ من مدينة نيويورك مقراً لها أنها تثبتت "من خلال تحليل صور للأقمار الصناعية أن هذه الذخائر استخدمت في هضبة مزروعة على مسافة 600 متر من مناطق مأهولة"، مشيرة إلى أن "أن هذه الأسلحة تشكل خطرا طويل الأمد على حياة المدنيين"، ومذكرة بأنها محظورة بموجب اتفاقية وقعها 116 بلداً في العام 2008 من دون أن تعتمدها أي من الولايات المتحدة والسعودية واليمن.
وشدد مدير قسم الأسلحة في "رايتس ووتش" ستيف غوس على أن هذه الأسلحة "محظورة في جميع الظروف".

من جهتها، دعت جماعة "أنصار الله" أمس السبت الأمم المتحدة إلى العمل على إنهاء "العدوان السعودي السافر" على البلاد.

وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية للجماعة حسين العزي في رسالة للأمين العام للأم المتحدة إنه "يؤسفنا أن نبلغكم بأن الكميات المتبقية من الوقود مهددة بالنفاد خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة في معظم مستشفيات الجمهورية اليمنية المكتظة بآلاف الجرحى والمرضى مع تناقص مخيف في كميات الدواء. كما نؤكد بأن هذه الحالة الخطيرة والمأساوية تأتي في ظل استمرار العدوان السعودي السافر على بلادنا وشعبنا."
وأمل العزي في الرسالة بـ"دور إنساني فاعل وبناء للأمم المتحدة ينتصر للأخلاق وللقيم الإنسانية المشتركة، ويضع حداً لكل هذا الصلف السعودي بحق شعبنا اليمني المظلوم والمحاصر، دون أي مبرر أو مسوغ ماعدا كونه يناهض الفساد والإرهاب نيابة عن الإنسانية جمعاء"، ذاكراً عدداً من المناطق التي لحقت بها أضرار جراء الضربات الجوية حتى الآن.

ومن طهران، أكد رئيس منظمة الهلال الأحمر الإيرانية علي أصغر أحمدي، أن بلاده أرسلت مساعدات إنسانية إلى اليمن عبر سلطنة عمان، بعد منع المملكة العربية السعودية طائرة تابعة للهلال الأحمر الإيراني من الدخول إلى الأجواء اليمنية، موضحاً أن "المساعدات ستصل اليمن في وقت قصير"، بحسب ما نقل التلفزيون الإيراني.

وأشار أحمدي إلى أن الهلال الأحمر قام بالتنسيق مع مؤسسة خيرية تابعة لسلطنة عمان، وأن المساعدات التي تضم مواد غذائية، وأدوية طبية، خرجت من سلطنة عمان عبر الطرق البرية، وستصل إلى اليمن خلال وقت قصير.

وترتفع وتيرة التحذيرات من قبل الأمم المتحدة ومنظمات دولية من "انهيار وشيك" لليمن جراء الحرب التي تشنها السعودية منذ أكثر من شهر، وذلك في وقت فشل مجلس الأمن الدولي من التوصل إلى قرار بشأن هدنة إنسانية في هذا البلد، وهو قرار تسعى إليه روسيا.
وأمس، حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان در كلاو من أن "الخدمات التي لا تزال تعمل في مجال الصحة والمياه والغذاء في اليمن تضمحل بسبب عدم وصول الوقود"، مشيراً إلى أنه "إذا لم يتم التزود بالوقود والغذاء خلال الأيام المقبلة، فان كل شيء سيتوقف في اليمن".
والتزود بالوقود وتسليم المساعدات الإنسانية في اليمن أصبحا من الصعوبة بمكان بسبب المعارك، كما أن الحظر المفروض على نقل الأسلحة إلى اليمن يتطلب تفتيشاً دقيقاً لجميع المراكب والسفن.
وسط ذلك كله، يزداد قلق إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حول التدخل السعودي في  اليمن، لاسيما لجهة تقوية نفوذ تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، فضلاً عن ارتفاع عدد الضحايا في صفوف المدنيين وإمكانية وصول الأسلحة إلى مقاتلين غير مدربين، بحسب ما أعلن مسؤولون أميركيون لوكالة "أسوشيتيد برس".
ويبدو أن الموضوع سيكون محور مناقشات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يعتزم زيارة الرياض الأسبوع المقبل.
وفي السياق أيضاً، تخوف قائد القوات الأميركية الخاصة جوزيف فوتل من خسارة بلاده وجوداً على الأرض في اليمن، حيث كانت تتعاون قواته مع القوات اليمنية لمحاربة تنظيم "القاعدة"، مشيراً إلى محاولة إدارته "تعويض هذه الخسارة".