ماذا يجري في كواليس التفاوض بين اميركا وايران حول سورية والمنطقة؟

ماذا يجري في كواليس التفاوض بين اميركا وايران حول سورية والمنطقة؟

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٤ مايو ٢٠١٥

لماذا سقطت ادلب ولم ترد ايران على تركيا؟ لماذا ضُرب اليمن ولم ترد ايران على السعودية؟؟ ما الذي حمله رسول ووسيط الى زعماء محور المقاومة ورفضوه على الفور؟؟
ايران واميركا على وفاق بخصوص القضايا النووية وتقريبا معظم العوائق ازيلت.
اميركا تعتبر السعودية "مملكة تابعة لها" وليست مملكة حليفة لذا يستسيغ الرؤساء الاميركيين المشاغبات السعودية علی سياساتهم.
وكان ال سعود بدعم اسرائيلي ومساند لليمين المتطرف الاسرافي واشنطن قد حاولوا المشاغبة على سياسيات باراك اوباما بخصوص ايران وسورية. فجرى تقديم دعم مبالغ به وغير مطلوب اميركيا لتيارات الدعوشة الارهابية الوهابية المنبت. في مسعى سعودي اسرائيلي مشترك لافشال ما يراه اوباما مصلحة لبلاده ولاسرائيلي وما تراه ايران فرصة لتعزيز قوتها واقتصادها من خلال الاتفاق النووي.
لتعزيز سيطرة باراك اوباما على السياسات السعودية وبنزع فتيل " احتمال التخريب السعودي للاتفاق، وللتخلص من التيار السعودي الخاضع للتيار الليكودي اليميني المتطرف الاسرائيلي في الادارة الاميركية، قام جورج بوش الناعم (باراك اوباما) بتبديل الاحصنة في السعودية بأخرى قريبة من اليمين الاسرائيلي في الادارة الاميركية التي تظن بأن مصلحة اسرائيل هي في اختراق ايران من خلال مصالحة تاريخية معها اميركيا على الملف النووي. ثم استغلال الاتفاقية النووية للتأثير على ملفات اخرى من بينها ملف النفط والخليج والعراق والارهاب (الممسك به من الاميركيين عبر السعوديين لكن الارهاب اصبح اقوى مما تريد اميركا).
تريد اميركا ان تؤمن حالة استقرار للصراع كي يتاح لها الدقة في تنفيذ مخططها لتقسيم المنطقة الى فيدراليات ضمن دول سيادية تشبه لبنان.
"كل ديك سياسي ومذهبي واثني على قن دجاجاته صياح "
ايران التي تريد انهاء الملف النووي لمصلحة شعبها لا يمكنها قتال الوهابيين في المنطقة وقتال اميركا في الوقت عينه.
واميركا تريد ان تدجن ايران وتبدل من توجهات وشخصيات قادتها.
ايران تظن ان وقف الخلاف على الملف النووي سيطلق سباقها مع الزمن لتحقيق تطور اقتصادي وتكنولوجي ينقلها الى مصاف الدول الصناعية العشرين في عقدين.
واميركا تريد القضاء على الثورة الاسلامية الخمينية من خلال اختراق ايران ثقافيا وسياسيا وامنيا بتسهيل من تسونامي المساندين نفسيا لعلاقة ندية وطبيعية مع اميركا.
قد ينجح الاميركي وقد لا ينجح، وقد تنجح ايران وقد لا تنجح.
لكن التحالف الاسرائيلي الليكودي السعودي رافض لهذه الاستراتيجية الاوبامية لهذا اصر على التصعيد في اليمن وعرض على الاميركيين خطة عمل فقبلوا بها بعلم او بتلميح ودي الى ايران أن " اصبروا وصابروا ورابطوا " ولا تتهوروا فتضربوا الرياض بصواريخ الحوثيين ولا تغزو السعودية بقبائل منتشرة على جانبي الحدود .
سكت الايراني ولم يرد الحوثي. فصار "ابن سلمان " بطلا وبن نايف ملكا مع لقب ولي عهد، وطار التيار السعودي المناصر لمثيله الاسرائيلي اليميني المتطرف في واشنطن وحل مكانه التيار السعودي المتحالف مع التيار الاسرائيلي اليميني المعتدل المتحالف مع اوباما في واشنطن.
الخلاصة:
- حولت اميركا معركة الارهاب السعودي ضد اليمنيين الى فرصة لتحقيق تغيير جعل الخارجية السعودية مكتبا ملحقا بمكتب مسؤول " الشرق الاوسط وشمال افريقيا "في الخارجية الاميركية.
- حولت اميركا الملك السعودي الى ادارة طيع بيد المشرف على الملف السعودي في الادارة الاميركية .
وستصبح سياسات السعوديين جزءا من مهمات سكرتير البيت الابيض لشؤون التدبير المنزلي.
- ضمن اوباما ان لا يلعب السعوديون خارج الهوامش التي يضعها الاميركي.
- اقترب الاتفاق الايراني الاميركي الشامل من انجاز الظروف الملائمة لاعلانه اقليميا ودوليا لانه منجز ويبقى القرار النهائي بيد مرشد الثورة الايرانية الذي يراقب التفاعلات الاميركية مع اتفاق الاطار المعلن ليقرر "هل يسمح: ام " يمنع" ثم يمدد ويماطل في المفاوضات.
يعلم الاميركي كما القيادة الايرانية ان التوقيع على اتفاق نهائي سيكون له ارتدادات عنيفة سياسيا وامنيا وعسكريا وتاريخيا على الوضع الجيوسياسي للمنطقة، من بحر قزوين الى اسيا الوسط والهند والصين وروسيا ، فالمتوسط وشمال افريقيا.
كل ما سبق مفهوم في لغة المحاكاة بين القوى الكبرى، لهذا ما ردت ايران على ضرب اليمن ولا ردت ايران على الغزو التركي لسورية في ادلب وجسر الثغور.
لان الاميركي يضبط اللعبة ضمن المتفق عليه، اي السير بعد مرحلة الثلاثين من حزيران المقبل (ان حصل التوقيع) بالتفاوض على تفاصيل حل سياسي شامل في العراق ولبنان واليمن وسورية عنوانه " فيديراليات المدن المستقلة بحسب الاميركي".
والاعتراف بالواقع المذهبي الغير قابل للحل ونقل تفاصيل انتشاره على ارض الواقع الى شكل من اشكال التمثيل في السلطة والحكومات.
الفترة المقبلة يحذر منها الجميع لانها فترة التحضير لتقسيم وتقاسم النفوذ بين القوى التي تتصارع فعليا.
الروس ليسوا خارج اللعبة لكنهم وايران شركاء غير متكافئين في سورية. وشركاء مضاربين في العراق. وشركاء مضاربين في اليمن لكن ايران هي المقرر وروسيا تمثل دور الواقي الذكري في مجلس الامن وفي الثقل الداعم عسكريا لمحور المقاومة حتى لا تميل الكفة الى الجهة المقابلة.
الوزن الايراني لم يعطي الروس ما يجب لهم ان يحصلوا عليه برأيهم فوقف الروسي مع السعودي في اليمن من خلال مجلس الامن.
ولم يحصل الروسي على ما يريد في العراق لذا ما استكمل تسليح الجيش العراقي كما يجب ويكتفي بفوائد اقتصادية.
مشاكل المحور الروسي الايراني تنتسحب على المحور الايراني السوري الغير متطابق مئة بالمئة في رؤية الطرفين للرد على المقترحات الاميركية.
من يفاوض ويحلل ويقدر المصلحة الايرانية هو مجلس الامن القومي وهامش جواد ظريف محدود لكن المفاجئة ، ان السيد حسن نصرالله يتفق مع السوريين في رؤيتهم وقدم للسيد علي الخامنئي مطالعة تعزز وجهة النظر السورية.
ما سيطرحه الاميركي بعد ٣٠ حزيران معروف. تعميم نموذج مقترح دي ميستورا على كل المنطقة ليصبح تجميد الوضع كما هو الحل، مع اعطاء البلديات فرصة لتكون منتخبة بحسب سيطرة كل طرف على " بلديته " ولتمثل البلديات المختبر الاول لقياس احتمالات التعايش بين دول " حلفاء واشنطن" في سورية والعراق واليمن (ولبنان لا مشكلة في نموذج التعايش بين حلفاء الطرفين) بعد تصفية داعش على يد النصرة وحلفاءها واضعاف الاخيرة مستقبلا على يد اخرين وعلى يد الدولة السورية المركزية.
هذا ما يتقاتل عليه الجميع في الميدان. وهذا ما سيجمع رأسي الايراني الظريف محمد جواد والاميركي - الوهابي "الخفيف" عادل الجبير.
كلاهما يغازل الاخر في العلن لأن الايراني يعرف بأن الجبير يمثل الرغبة الأميركية في تناغم سعودي و سياسات التفاوض الاميركي مع ايران.
اميركا لا السعودية اصبحت من يقرر السياسات الخارجية السعودية، وكفى الايرانيين شر القتال ضد السعوديين بالتفاوض مع اميركا.... من اليمن الى سورية.
هل ما عرضته كاريكاتوري؟؟
نعم...ونعم شديدة، ولكن للأسف هذا هو الواقع السياسي خلف الكواليس التي لا ترون منها سوى مسرح الدماء والخسائر والامهات الثكلى.
هل تخلت ايران عن المواجهة مع اميركا؟
لا...لكن في ايران بيت بمنازل كثيرة. يستعملها عصب السلطة كل في مآرب يوصله الى مصالحه. واحيانا يعطي " قبة باط" لتيار مهتاج على علاقة مصلحية بالاميركيين، لكن الامل دوما بالعصب الثوري وبالحرس وبتيارات الخمينية السياسية والفكرية وبالقائد الحاسم الحازم. السيد على الخامنئي الذي يمكن القول ان اقرب المسؤولين الايرانيين اليه لا يعادل قربه وثقته برأي السيد حسن نصرالله.
سورية باقية وايران صامدة وحزب الله منتصر...انه صبر ساعة فاصبروا......وقاوموا