سر

سر "الرجل الجليدي" الحقيقي.. اكتشاف إمكانيات جديدة للجسم والدماغ

صور من العالم

السبت، ١٠ مارس ٢٠١٨

لا تقل شهرة الهولندي ويم هوف عن شهرة إنسان الثلج "إيتي" وذلك بفضل قدرته على تحمل أدنى درجات الحرارة.
 
فقد بقي ويم هوف في حوض شفاف مملوء بالماء البارد والثلج مدة ساعتين كما صعد إلى قمة جبل مون بلان في فرنسا وهو يرتدي ملابس خفيفة وكذلك بقي دقيقة واحدة تحت جليد بحيرة متجمدة. ويتعجب أصدقاء هوف والعلماء على حد سواء من قدراته هذه. فهم منذ فترة يريدون اكتشاف كيف يعمل دماغ "رجل الجليد" والآليات التي تساعد جسمه على تحمل هذه الظروف القاسية.
 
أما هو فيقول كل هذا بفضل التمارين اليومية والتأمل وطريقة تنفس خاصة. بيد أن فريقاً علمياً من جامعة واين الأمريكية قرر دراسة هذه الظاهرة. ووافق هوف على الخضوع لعدد من الاختبارات تحت إشراف أوتو موتسيك.
 
بدأ الفريق دراسة كيفية تفاعل الدماغ مع مشكلة التنظيم الحراري في عام 2014. وكان الهدف من ذلك ابتكار أنواع جديدة من العلاجات للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الجهاز المناعي والأمراض النفسية. يعتقد العلماء بأنه إذا تمكنوا من كشف لغز هوف فإنهم سيقتربون من فهم الآليات التي لا تزال مجهولة. درس العلماء وظائف دماغ هوف بطريقتين - التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي البوزيتروني.
 
في هذا الاختبار ارتدى هوف بدلة تسمح بضخ الماء المثلج أو الماء الساخن حول جسمه وقام الباحثون خلال ذلك بإجراء مسح لدماغه في درجات الحرارة المختلفة لمعرفة كيفية تغير وظائف الدماغ. بينت نتائج مقارنة النتائج التي حصل عليها العلماء مع نتائج أشخاص آخرين خضعوا لنفس الاختبارات أن تمارين التنفس التي يجريها هوف تزيد من التواصل بين أعضاء الجسم والجهاز العصبي المركزي علاوة على ذلك يزداد استهلاك الغلوكوز من قبل العضلات الواقعة بين الأضلاع (العضلات الوربية). أي أنه يجبر جسمه على توليد حرارة أكثر تنتشر في نسيج الرئتين وتدفئ الدم فيها.
 
أما بالنسبة للدماغ فقد لاحظ الباحثون حدوث تغيرات في المادة الرمادية في الجزء العلوي من الدماغ وتراكمها تحت المسال المخي الذي يعتبر أحد أهم مراكز تنظيم الشعور بالألم.
 
من هذا يتضح بأن العلماء اكتشفوا ليس فقط عدداً من أسرار "رجل الجليد" بل وأيضاً اكتشفوا الآليات التي تسمح له بإنتاج مضادات للإجهاد. وهذا بحسب العلماء سيلعب دوراً مهما في علاج حالات القلق والاضطرابات النفسية. وهم واثقون من هذا سيساعدهم في ابتكار طرق جديدة لعلاج أمراض منظومة المناعة أيضاً.