عن المدونة . بقلم المهندس محمد طعمه

عن المدونة . بقلم المهندس محمد طعمه

مدونة م.محمد طعمة

الاثنين، ١٥ أغسطس ٢٠١١

تحت الاختبار.. الجهاز اللوحي بلاك بيري بلاي بوك
ولادة مبكرة لطفل يحمل مقومات النجاح

إنه ما أسماه ستيف جوبز من قبل بعصر ما بعد الحاسب الشخصي، وإن كنت على الصعيد الشخصي أختلف مع هذا المفهوم إذ لازلت أرى الحاسب الشخصي قادراً على القيام بمهام لا تزال تميّزه عن غيره وتجعل الاستغناء التام عنه أمراً غير وارد في الأفق القريب؛ إلا أن الجميع لا يمكنه أن يختلف على أن هذا العصر الجديد الذي نعايشه هذه الأيام هو أزهى عصور الأجهزة المتحركة والمحمولة، فإن كنا نختلف على كون هذه الطفرة في مبيعات وتواجد الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية قد جاءت على حساب مبيعات الحاسب الشخصي، فإننا لا يمكننا مطلقاً أن نختلف على وجود هذه الطفرة فعلياً.
و استمراراً لمجموعة متكاملة من المراجعات لأكثر الأجهزة اللوحية شهرة هذه الأيام وبعد أن خضنا مؤخراً في تفاصيل الوضع المتذبذب للصانع الكندي ريسيرش أن موشن، فإننا نخضع اليوم الجهاز اللوحي الأول وأحدث الأجهزة المنضمة إلى عائلة بلاك بيري، الBlackBerry PlayBook، للاختبار لنضم هذه المراجعة إلى بقية المجموعة التي شملت من قبل الآي باد بجيليه الأول والثاني، وجهاز أندرويد اللوحي موتورولا زووم.

التصميم وجودة الصنع
الملاحظة الأولى التي لن تتمكن عيناك من أن تغفلها هو أن هذا الجهاز اللوحي هو الأصغر على الإطلاق الذي تصورتُ يوماً أن أمسكه بين يدي، لسبب ما فإن ما تشاهده من صور لا تعطي انطباعاً فعلياً عن حجم الجهاز، أو هكذا كان انطباعي الأول على أقل تقدير، فالجهاز مدمج الحجم والأبعاد بطريقة ملفتة وإذا ما كانت يدك كبيرة الحجم نسبياً فإنك لن تجد مشكلة في أن تمسك بالجهاز في راحة يد واحدة من يديك. يأتي البلاي بوك بتصميم يعتمد على الخطوط الجادة ودرجات اللون الأسود والرمادي ما يضيف بشدة إلى رصيد التصميم الجاد الموجّه لقطاع الأعمال الذي تنشده RIM بهذا الجهاز ولا شك أن جودة المواد المستخدمة تعزز من هذا المفهوم ذاته خاصة الجهة الخلفية للجهاز المصنعة من واحدة من مشتقات البلاستيك بملمس متميز يجعل الإمساك بالجهاز بين يديك مريحاً وأقل قابلية للانزلاق مقارنة بالألومنيوم المستخدم في الآي باد على سبيل المثال.

واجهة الاستخدام
بلاك بيري بلاي بوك هو أول جهاز لوحي تعاملت معه يمكنك أن تستخدمه كليا باستخدام اللمس دون الحاجة إلى أزرار من أي نوع، فبداية من جلب الجهاز من وضع الاستعداد إلى التشغيل عبر حركة رأسية بأصابعك من أعلى إلى أسفل على واجهة الجهاز الزجاجية التي تستشعر اللمس بشكل كامل بما في ذلك الأطراف التي لا تحوي شاشة العرض وحتى إمكانية إعادة الجهاز إلى وضع الاستعداد مرة أخرى عبر قوائم النظام دون الحاجة إلى ضغط زر التشغيل.
البلاي بوك يستغل الواجهة الزجاجية الحساسة للّمس بالكامل في التحكم في نظام التشغيل كاملاً، فبدلاً من زر العودة إلى القائمة الرئيسية في معظم الأجهزة اللوحية الأخرى يمكنك أن تحرك إصبعك من أسفل إلى أعلى بداية من حافة شاشة العرض لهذا الغرض أما إن حركت إصبعك في الاتجاه المعاكس فستحصل على قائمة الإعدادات في معظم التطبيقات بما في ذلك إعدادات النظام ذاته إذا كنت في القائمة الرئيسية.
خلافاً لذلك، ليس هناك الكثير لتفعله، فواجهة نظام التشغيل QNX الذي يستخدمه الPlaybook بسيطة للغاية تقدم خلفية لسطح المكتب وقوائم بالتطبيقات التي تملكها وآلية اللمس سالفة الذكر والتي تمكنك أيضاً من التنقل بين التطبيقات عبر حركة أفقية من إصبعك تبدأ من خارج إطار شاشة العرض كالمعتاد وتنقلك للتطبيق السابق أو التالي الذي تركته يعمل في خلفية النظام. واجهة الاستخدام لا تمتلك أياً من العناصر أو الويدجتس التي يقدمها نظام أندرويد للأجهزة اللوحية على سبيل المثال.

الأداء
يعمل البلاك بيري بلاي بوك بمعالج OMAP 4430 ثنائي الأنوية بسرعة ١GHz وعلى الرغم من أن معظم ما اختبرناه مؤخراً من أجهزة لوحية حديثة تحمل معالجات ثنائية الأنوية كذلك؛ إلا أن الأداء مع البلاي بوك يأتي انسيابياً بطريقة ملفتة، عند التنقل بين التطبيقات وكذلك عند تشغيل ملفات الفيديو عالية الدقة التي يدعمها النظام. لا أدري إن كانت تلك الإنسيابية والأداء نابعين من نظام التشغيل نفسه أم من المعالج أم مزيج متجانس بين الإثنين ولكنها بكل تأكيد تعطيك هذا الشعور المريح والسلس عند استخدام الجهاز.
الأداء المتميز الآخر هو الأداء الصوتي للجهاز الذي يمتلك سماعتين ستيريو على جانبي شاشة العرض من الجهة الأمامية للجهاز. لا أمتلك تفسيراً منطقياً حتى اللحظة للسبب الذي يدفع منتجي الأجهزة اللوحية لاستخدام تلك السماعات الرخيصة ذات الأداء المتواضع والتي غالباً ما يحرصون على أن تكون في الجهة الخلفية للجهاز اللوحي لتحقيق أسوأ تجربة سمعية ممكنة في غياب سماعات الرأس أو الأذن، هذه السماعات – التي يقدمها البلاي بوك – هي الأمثل حتى اللحظة من بين جميع ما استخدمتُه من أجهزة لوحية.


دعم اللغة العربية
دعم اللغة العربية لا يزال على الجانب المنقوص٬ ففي الوقت الذي يظهر المتصفح المواقع العربية بشكل سليم تماماً فإن جميع التطبيقات الأخرى سواء تلك الخاصة بالنظام أو تطبيقات الطرف الثالث تظهر العربية في صورة حروف متفرقة معكوسة. على سبيل المثال إذا أردت أن تستخدم الفيس بوك عبر التطبيق الافتراضي الذي يقدمه النظام فإنك لن تتمكن من قراءة العربية، ولكن إذا ما توجهت إلى الموقع نفسه عبر المتصفح فإن العربية تظهر بشكل سليم. لا يشتمل النظام على لوحة مفاتيح عربية على الرغم من وجود دعم لعدد كبير من اللغات الأخرى وهو ما أجده أمراً واجب التصحيح بعد أن تم إطلاق الجهاز رسمياً في المنطقة.

متفرقات
- الجهاز يأتي مصحوباً – إضافة إلى الشاحن وكابل الUSB – بحقيبة قماشية مرنة لحمله وحمايته مزينة بشعار BlackBerry.
- نظام التشغيل يدعم – وبشكل افتراضي دون الحاجة إلى تطبيقات – إمكانية تصفح محتويات الجهاز من ملفات ونقل الملفات منه وإليه عبر الشبكات المحلية لاسلكياً بعد تأمين الجهاز باسم مستخدم وكلمة سر خاصة بهذه الوظيفة.
- الجهاز يدير صلاحيات التطبيقات في الوصول إلى بياناتك المخزنة على الجهاز بطريقة مثالية تعطيك تحكماً كاملاً في هذا الأمر دون أن ينفصل كل تطبيق بملفاته بشكل مستقل.
- متصفح الإنترنت يدعم الفلاش بشكل كامل. لا تحاول أن تقارن ذلك بما يقدمه أندرويد، فهذه هي أفضل تجربة للفلاش على جهاز محمول حتى الآن.
الجهاز يحمل كاميرا أمامية بدقة ٣ ميجا بكسل وأخرى خلفية بدقة ٥ ميجا بكسل مع دعم لتصوير الفيديو عالي الدقة 1080p.

الخلاصة.. للأسف ليس هناك المزيد..
كنت أتمنى أن أكتب المزيد عن هذا الجهاز، ولكنني للأسف لم أجد ما يمكنني أن أكتبه، نعم، يبدو أن معظم ما سبق يميل إلى الجانب الإيجابي وهو الواقع، فمعظم ما نجحت RIM في تقديمه في هذا الجهاز يبدو رائعاً، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن فيما لم تقم بتقديمه، وهو كثير..
إن الجهاز اللوحي بلاك بيري بلاي بوك هو "جهاز" رائع، محكم البناء يقدم ما يملك القيام به من وظائف بطريقة مثالية، سواء كانت تلك الوظائف هي تصفح الانترنت بدعم كامل للفلاش أو كانت ترفيهية مثل تشغيل الأفلام عالية الدقة بسلاسة يحسد عليها،ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن هذه الوظائف التي يملك القيام بها لا تزال محدودة إلى مدى بعيد.
من المؤكد أنك ستشعر بإحساس في غاية الروعة وأنت تمسك بالبلاي بوك بين يديك، ستحاول قدر الإمكان أن تستزيد من مدة استخدامك لهذا الجهاز ولكنك على الأرجح ستعجز عن ذلك في النهاية، فالجهاز لا يصلح كقارئ فعلي للكتب الإلكترونية (بسبب صغر حجم شاشة العرض بشكل ملحوظ)، لا يصلح لتصفح الإنترنت في الوضع الرأسي، لا يملك تطبيقاً لتصفح البريد الإلكتروني، لا يملك إصدارة خاصة من الـBBM وحتى لا يملك وسطاً مسانداً من تطبيقات الطرف الثالث. في نهاية المطاف ستكتشف أن ما بين يديك – في الوقت الحالي – دون أدنى شك هو جهاز رائع … لكنك لا تدري ماذا يمكنك أن تفعل به.