كيف تصل بكِ الشهوة الجنسية إلى الإدمان؟

كيف تصل بكِ الشهوة الجنسية إلى الإدمان؟

آدم وحواء

السبت، ٢٥ مارس ٢٠١٧

في الوقت الذي يشكل فيه الإقبال على الجنس أمراً طبيعياً وصحياً لدى العديد من الأزواج ليعكس متانة علاقتهم العاطفية، يتجه البعض الآخر إلى الإدمان عليه بشراهة لدرجة المرض وتدمير النفس.

إن اختلاف نسبة الشهوة الجنسية الصحية لدى الأشخاص هو أمر موضوعي بالدرجة الأولى، فبعض الأشخاص يكتفون بممارسة الجنس على أساس أسبوعي، في حين أن آخرين يرغبون في الاستمتاع بالجنس بشكل يومي، بحسب أخصائية العلاقات الزوجية ليندي ريزكين التي تشير إلى أنه يمكن أن تكون الشهوة الجنسية مرتبطة بظرف ما، كأن يكون الطرفان في مرحلة مبكرة من علاقتهما الزوجية لذا يكون النهم الجنسي لديهما خلال السنوات الأولى أكثر من الأزواج الذين قضوا مع بعضهما سنوات طويلة.

ولكن متى تتخطى الممارسة الجنسية الخطوط الحمراء لتصبح إدماناً ومشكلة مرضية تستلزم العلاج؟

من وجهة نظر علمية، الإدمان على الجنس هو إشغال النفس بالتفكير بممارسة الجنس في معظم الأوقات، فيعمد الشخص إلى مشاهدة الأفلام البورنوغرافية التي تثير غريزته وتجعله يبحث عن شريك للتنفيس عن رغباته الجنسية خارج إطار الزواج، حتى لوكان لهذا الأمر تداعيات سلبية على العلاقة الزوجية أو العمل أو العلاقات الاجتماعية.

ووفق المستشارة النفسية لأمريكية كيلي ماكدانييل، وهي مؤلفة كتاب “النساء في مواجهة الحب والجنس وإدمان العلاقات”، فإن الأشخاص الذين يقعون في فخ الإدمان الجنسي يعتبرون الجنس وسيلة للتنفيس عن مكبوتات ومعاناة نفسية مروا بها نتيجة التعرض لحادث اغتصاب أو اعتداء جنسي في الصغر أو للهروب من أمر سلبي يجعلهم يبحثون عن المتعة في الإباحية، فيصبح الأمر إدماناً يصعب التخلص منه.

بالنسبة لماكدانيل، هناك بعض العلامات الواضحة التي تدل على إدمان الشخص على الجنس، مثل الانشغال بالجنس في أوقات الفراغ أي مشاهدة الأفلام الإباحية، أو البحث عن شركاء محتملين لإقامة العلاقة الجنسية على حساب العلاقات والعمل والصحة، والمحاولات الفاشلة للحد من النشاط الجنسي، وصرف الأموال للحصول على بعض التجارب الحسية مثل التدليك، الشعور بالغضب أو الحزن في حال عدم تلبية الرغبات الجنسية، الاستمناء القهري، بالإضافة إلى ما يطرحه الموضوع من مخاطر عالية لارتكاب جرائم جنسية مثل التحرش أو الاغتصاب.

إن الفرق بين الشره الجنسي والإدمان الجنسي يكمن في أن هذا الأخير يشبه إلى حد ما الإدمان على المشروبات الكحولية أو السجائر أو الكوكايين، حيث يحمل صاحبه على الإفلاس وتدمير صحته الجسدية مع علمه بذلك، لكن في الوقت نفسه لاتكون لديه القدرة للتراجع أو التوقف عن هذا الإدمان.

وتؤكد ماكدانيل أن هذا النوع من الإدمان يستوجب علاجاً نفسياً مكثفاً للمريض، يكون عبارة عن جلسات فردية أو جماعية ربما تتضمن تناول العقاقير المهدئة، لأن الأمر يتعلق فعلياً بمرض دماغي يستوجب علاجه كأي حالة إدمان أخرى.