لماذا يحب أغلب الرجال تملُّك المرأة بعد الزواج منها؟

لماذا يحب أغلب الرجال تملُّك المرأة بعد الزواج منها؟

آدم وحواء

الجمعة، ٨ ديسمبر ٢٠١٧

يشير أخصائيون نفسيون إلى أن حب امتلاك بعض الأزواج لزوجاتهم، دون تعميم، يرجع لفَرط حبهم وغيرتهم عليهنّ أو أنانيتهم نحوهنّ، أو الرغبة في إخضاعهنّ تحت إمرتهم، وكأنهنّ سلعة يمكن شراؤها، فهل هذا منطقي؟

فما هي الدوافع وراء حب امتلاك الزوج لزوجته؟

بيّنت الدكتورة حنان هلسة المستشارة النفسية والمحاضِرة في قسم علم النفس في جامعة الإسراء لـ “فوشيا” أن أسباباً عدة ترجع لرغبة الزوج في تملك زوجته، أولها تلك الثقافة الاجتماعية التي تعزز أهمية دور الذكر في حياة الفتاة التي يُعد دورها ثانوياً، وليس لها سوى زوجها وبيتها.

وهناك أسباب اقتصادية ترجع لقضية تملّك الزوج لشريكته ألا وهي المصاريف التي ينفقها منذ لحظة ارتباطه بها وحتى زواجه، بما تتضمنه تلك النفقات من المهر والأثاث وحفل الزفاف وتبعاته، فهذه العوامل كلها مدعاة لإعطاء الرجل الإحساس وكأنه اشتراها بماله وأصبحت ملكه، مطالباً إياها بإمتاعه وخدمته مقابل تلك النفقات، على حد قول الدكتورة هلسة.

وقالت هلسة: “إن تربية الأنثى في المجتمع العربي ركزت على ضرورة حفاظها على عذريتها وجسدها من أجل الرجل الذي سيتزوجها، فهو وحده من يملك حق التصرف بجسدها، ما يؤثر على سلوكاتها في الحياة لا شعورياً بأنها مجرد شيء ملك للآخر فيجب الحفاظ عليه”.

وتابعت قولها: لهذا السبب يصبح الزوج هو المحافظ الوحيد لجسد الزوجة التي حافظت على شرفها الذي انتقل إليه، ليتحول بعدها السيد والمالك لها جسداً ونفساً، وأي إخلال أو مخالفة بالعقد الاجتماعي تستحق العقاب عليه.

وأبدت الدكتورة هلسة استغرابها من هذا الإرث التاريخي الذي يجعل علاقة الزوج بزوجته كعلاقة السيد مع العبد المملوك، وعليها أن تقبل بهذا الواقع.

وكيف تتعامل الزوجة مع هذا التملك؟

دعت الدكتورة هلسة أن تنظر الزوجة لنفسها على أنها كيان مستقل قادر على العمل والإنتاج، لا سيما أن دورها نحو زوجها وأسرتها مهم وقدير جداً.

أما الزوج، فعليه أن ينظر لعلاقته مع زوجته بأنها علاقة مناصفة، فكلٌّ منهما له دوره، هو عليه العمل والدور الاقتصادي، ولها دورها الاجتماعي نحو أسرتها، ويتساويان في كل شيء، وأنها شيء لا يُستملك، عندها ستنجح حياتها.