الرجال يفكرون بالعاطفة الجسدية فقط.. لن تلوميهم بعد معرفة هذه الحقيقة العلمية!

الرجال يفكرون بالعاطفة الجسدية فقط.. لن تلوميهم بعد معرفة هذه الحقيقة العلمية!

آدم وحواء

الجمعة، ١٢ يناير ٢٠١٨

ويستمر السؤال الأزلي الذي لم تجد له المرأة جواباً حتى اليوم: لماذا يبحث الرجال عن إشباع رغباتهم الجسدية أكثر من بحثهم عن الحب والعاطفة؟

لقد اقترن طبع الرجل دائما بالخيانة وتعدد الحبيبات أو الزوجات وبأنه مخلوق لا يهتم بالمشاعر والعلاقات العاطفية أكثر مما يهتم برغباته الجنسية، وبرعت الدراسات المتعددة في إثبات هذه الحقيقة وتعزيزها لدى الجنسين، إذ أظهرت أن الرجال يفكرون بالجنس 34 مرة كل 24 ساعة في حين تفكر فيه النساء 18 مرة فقط أو ربما أقل؛ ما يجعل الرجل يصنف في خانة المخلوق الذي تقوده فطرته الحيوانية ليبحث عن فريسته ليشبع وطره منها ثم ينتقل إلى أخرى وهكذا. أليس هذا التشبيه مبالغا فيه بعض الشيء؟

ليس الجنس وحده ما يشغل بال الرجل، فهو أيضا يهتم بتفاصيل حياته الأخرى مثل الأكل والشرب والعمل والعائلة.. إلخ.
الكاتبان آلن وبابارا بيس حسما الإجابة على هذا السؤال بشكل عقلاني من خلال كتابهما “لمذا يبحث الرجال عن الجنس وتحتاج النساء الحب” ، إذ حاولا قياس معدل جاذبية الجنس الآخر بشكل مختلف، وكيف تتفاعل الهرمونات والعقول بشكل مختلف مع كلا الجنسين.

يقول الكاتبان إنه في بيولوجيا الحب يتعلق هذا الأخير “بتفاعلات كيميائية في الدماغ”، والطرف المسؤول عن هذه التفاعلات ليس سوى هرموني الدوبامين والنورادرينالين (اللذي يخلقان تأثير الحب من أول نظرة)، والأوكسيتوسين (المعروف أيضا باسم “هرمون الاحتضان” الذي يجعل الأشخاص يقعون في الحب، ويمنحنا الشعور الجميل بالدفء، والإحساس الغامض أن هناك من يرغب بنا)، ثم التيستوتيرون وهرمون الاستروجين (وهي الهرمونات الجنسية التي تسبب دفعة عاجلة للإشباع الجسدي أو محركات الجنس، وهي مسؤولة عن خلق الشهوة والجاذبية الجنسية”.

إن وجود مستويات عالية من الأوكسيتوسين لدى النساء أكثر من الرجال هو السبب الرئيس وراء سقوط المرأة بشكل أكثر عمقا في الحب عند بداية أي علاقة جديدة من الرجال، وكلما زاد إنتاج الأوكسيتوسين ازدادت رعايتهما واهتمامهما ببعضهما البعض. ومجرد سماع اسم الحبيب، أو اشتمام رائحة مرتبطة به، أو سماع أغنية تذكرنا به يجعل مستويات الأوكسيتوسين ترتفع، والمرأة في هذه الحالة إذا شعرت بالمحبة والعشق، تتورد وجنتاها وتتوهج بشرتها، بالقدر نفسه الذي ينعكس فيه التجاهل والإهمال على وجهها. من السهل ملاحظة ذلك، بحسب المؤلفين.
وهنا نأتي إلى اللحظة الحاسمة التي تفسر تغير العلاقة فجأة بين الرجل والمرأة والتي غالبا ما نلوم فيها الجنس الخشن. أظهرت دراسة مثيرة للاهتمام قام بها د. ديفيد بوس أنه: “عندما يكون الأزواج في مرحلة الوقوع في الحب، تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال، في حين ترتفع لديهم مستويات الأوكسيتوسين لجعل عملية الترابط بشكل أسرع؛ ما يجعل الرجال أكثر حنانا وليونة، في الوقت نفسه. من الجهة الأخرى، ترتفع مستويات هرمون التستوستيرون عند المرأة؛ لأنها تعيش مرحلة جديدة من الإثارة والثقة في بداية العلاقة، وهذه الزيادة تجعل المرأة ترغب بالعلاقة الجسدية أكثر؛ ما يعطي إحساسا وهميا بأن الرغبات الجسدية لدى الجنسين هي على المستوى نفسه؛ لكن عندما تنتهي فترة الشغف هذه، ما بين ثلاثة إلى تسعة أشهر، تعود المحركات الجنسية إلى “الوضع الافتراضي”، تاركة الرجل مع فكرة أن شريكته لا ترغب في ممارسة العلاقة الحميمية معه، ويعطي شعوراً للمرأة بأن الرجل مهووس بالجنس.

إلى هنا تأتي العديد من العلاقات إلى نهايتها، في حال لم يتم تفسير هذه التغيرات بشكل عقلاني وعلمي أكثر منه عاطفيا ووجدانيا؛ لذا لا تلومي الرجل إذا كان تفكيره منصبا على إشباع رغباته الجسدية. فاللوم هنا لايقع عليه بل على الهرمونات!.