لماذا انخفضت أصوات النساء؟

لماذا انخفضت أصوات النساء؟

آدم وحواء

السبت، ٢٠ يناير ٢٠١٨

درس باحثون في جامعة لايبزيغ الألمانية أصوات الغناء والتحدّث لحوالى 2500 امرأة ورجل، تتراوح أعمارهم بين 40 و80 عاماً، على مدى عشرين عاماً مضت، وتوصّلوا إلى هذه النتائج: لم يتغيّر صوت الرجل بمرور الزمن. بينما تغيّرت أصوات النساء، إذ انخفض تردّدها بمقدار نصف أوكتاف في المتوسط. فبينما يتحدّث الرجال في المتوسط بمعدل 110 هرتز، فإنّ المعدل لدى النساء الآن 168 هرتز، بينما كان قبل عشرين عاماً 220. استبعد الباحثون أن تكون الأسباب بيولوجية، فقاموا بفحص النساء هرمونياً، لتحديد ما إذا كانت هناك زيادة في هرمونات الذكورة لديهم في الدم، ولكن لم تُظهر القيَم الهرمونية أيَّ اختلاف، ما يشير إلى أنّه ليست هناك أسباب بيولوجية في انخفاض صوت المرأة، ولكن ما هو السبب؟

هل موجات التحرّر مسؤولة عن تغيير الصوت؟
يرجّح الباحثون أن تكون «روح العصر» قد انعكست على الصوت النسائي. وبالتالي يعدّ التغيّر الكبير الذي طرأ على دور المرأة هو النقطة الحاسمة في هذا الأمر. قديماً كان يُعتبر التحدّث بصوت أنثوي وحاد من علامات الأناقة والجمال للمرأة. وهو ما أدّى إلى تنامي ما يُعرف بـ «غريزة الحارس» لدى الرجل. المرأة اليوم لا تحتاج إلى حارس، لأنها تقف بأقدام ثابتة على الأرض. وهذا يظهر الآن في انخفاض صوتها الذي يوحي بقولها: أنا واثقة بنفسي، قوية، ومستقلّة.

الاختلافاتُ الثقافية
يؤكّد قائدُ فريق الدراسة الأستاذ في جامعة لايبزيغ مايكل فوكس أنّ «المرأة في اليابان تتمتّع بأعلى الأصوات مقارنةً بالنساء في جميع أنحاء العالم. فالصوت العالي هناك علامة من علامات الجمال المثالي. في المقابل، إنّ النساء صاحبات أخفض الأصوات من الدول الإسكندنافية، حيث حققت فيها المساواة بين الجنسين تقدّماً كبيراً.