هل تتحمل المرأة وجع الطلاق في سن الخمسين؟

هل تتحمل المرأة وجع الطلاق في سن الخمسين؟

آدم وحواء

الخميس، ٢٢ فبراير ٢٠١٨

يُعد طلاق كبار السن بسبب الفشل الزوجي حالة شديدة الخصوصية وأكثرها إيلاما لكون الأمور تتوزع بين عاطفية ومادية وإنسانية.
وفي بحث بهذا الخصوص أورده موقع” ماركت ووتش” الذي يرصد القضايا العامة وكلفتها المالية، جاء أن الخمسين هي مرحلة النضوج الفكري والقدرة على السيطرة على المشاعر والتحمل. كما أنها من أهم المراحل في حياة الإنسان سواء أكان رجلا أم امرأة، ولذلك يتوجب الحذر كثيرا من أي مغامرة أو تهور في هذه السن.
فالآباء ينشغلون أثناء رحلة الوصول إلى هذا العمر في التربية وتوفير سبل الحياة الهانئة لأولادهم. وبعد أن يكبر الأولاد ويستقلوا في حياتهم ربما تتحول الحياة الزوجية إلى كابوس كنتيجة لتراكم الانفعالات وأمور كانت مُغيبة سعيا لتسير السفينة في طريقها. وفي نهاية المطاف ربما تصل الأمور إلى طريق مسدود يتطلب وضع نهاية محزنة جدا.
شواهد على أزمة الخمسين
الكاتبة الأمريكية كلير زيلكي تناولت هذه القضية باستفاضة وعرضت آراء نساء خضن هذه التجربة ومعاناتهن من جرائها.
استعرضت احداهن تجربتها بالقول إنها لم تكن تتوقع تأثير طلاقها الصادم على أولادها بعد 25 عاما زواجا. وفي حين تقبل ابنها الوضع واستمر في حياته، إلا أن بناتها أعلنّ أنهن لن يدخلن البيت بعد رحيل والدهن، حيث إن البيت يبدو غريبا.
أخرى كانت مشكلتها المادة وقد اعتراها الندم لإغفالها البحث عن فرص العمل قبل أن تقدم على هذه الخطوة المصيرية، حيث لم تتوقع أن تجد صعوبة في الحصول على وظيفة. وبينت أنه وبالنسبة إلى كبار السن، وخاصة النساء اللواتي خرجن من قوة العمل، فإن إعادة الدخول إليه قد تكون أكثر تحديا مما يتوقعن. ونصحتهن بالحصول على المشورة من المستشارين الماليين والمهنيين للنظر في الخيارات الخاصة بهن لتخطيط طويل وقصير الأجل بعد الطلاق.
امراة ثالثة اشتكت من الوحدة التي لم يخطر على بالها عند أخذها قرار الطلاق والمضي قدما في الإجراءات .فقد صدمت بها بعد 19 سنة زواجا. وعلقت بمرارة لو أنها كانت تعلم صعوبة قرارها لما اتخذته. فعلى الرغم من ان زواجها عصفت به صعوبات كثيرة ولم يكن سعيدا إلا أنه وبمجرد مشاركة الفراش مع الشريك يكفي للتغاضي عن كل ذلك والاستمرار في التحمل.
سيدة أخرى تعمل محامية طلاق قالت إنها كانت تُعوّل على مساندة الأصدقاء، إلا أنهم وبينما وقفوا إلى جانبها أثناء الإجراءات فقد تركوها وحيدة بعد الطلاق. كما لم يدر بخلدها كم هي مكلفة هذه الخطوة. وقدمت النصيحة للنساء بأن يشتركن في الأعمال التطوعية وأن يمارسن هوايات جديدة كوسيلة للمساعدة على التكيف مع حياتهن الجديدة. وإلا يركزن على التواجد مع مطلقات أخريات حيث إن كل طلاق له ظروفه وأسبابه ولا داعي للمقارنة والتشبه بهن.
والأمر لم يخل من وجود نساء ابدين ملاحظات إيجابية ولم يجدن قضية الطلاق في غاية السوء، حيث علقت احداهن انه كان فعلا مخيفا في البداية الا انها تشعر بالكثير من الحرية وخاصة في اتخاذ قراراتها الصغيرة والمصيرية.