غيرة الحماة من الكنّة قصة لا تنتهي.. كيف تحولينها إلى مودة متبادلة؟

غيرة الحماة من الكنّة قصة لا تنتهي.. كيف تحولينها إلى مودة متبادلة؟

آدم وحواء

الخميس، ٢٢ فبراير ٢٠١٨

تكاد تكون الخلافات بين الحماة والكنّة من البديهيّات التي يتوجب نشوبها بدءاً من لحظة الخطوبة وانتهاءً بالزواج من ابنها، من منطلق عدم قدرة الحماة على إلغاء دورها الذي ربما تُهمله لفترة قصيرة.
ومن أول الأدوار التي تبدأ بها الحماة، هي غيرتها على ابنها من زوجته، وافتعال الخلافات معها من لا شيء؛ ما يجعل الكثيرات من الزوجات غير قادرات على حلها، خصوصاً إن كنّ صغيرات في السن، ولا يملكنَ الخبرة الكافية للدخول في هذه المتاهات.
غيرة الحماة من الكنّة قصة لا تنتهي
أوضح أخصائي حل المشكلات الأسرية المستشار إياد الرميلي لـ “فوشيا” بأن غيرة الحماة من الكنّة ناتجة عن خشيتها من ابتعاد ابنها عنها بعدما كان ملكاً لها ولا تشاركها به أي سيدة أخرى، إذ جاءت لتخطفه من بين يديها.
وتزداد الصراعات بينهما، عندما تفتقد الأم لابنها الذي كان يوليها كل الاهتمام والرعاية، ليتضح لها لاحقاً أن هذا الاهتمام بدأ يتقلص لوجود أخرى يمنحها مقدار الاهتمام نفسه، وهذا مدعاة أخرى لغيرتها، لا سيما إذا استمر ابنها في مدح زوجته أمامها وذِكر ميزاتها ومدى حبه لها، فهذا من أكثر ما يغضبها.
وبحسب الرميلي، فإن أسباباً عديدة ومتنوعة، تستدعي غيرة الحماة من كنّتها؛ كما لكل غيرة قصتها وحيثياتها، شريطة أن لا نُلقي اللوم دائماً على الحماة؛ فالكنّة قد تلعب دوراً رئيساً في إثارة غيرة حماتها، والتباهي بمهاراتها وقدراتها في كيفية إدارة زوجها ومنزلها.
نصائح للكنة يجب أن لا تغفل عنها
بداية، نوّه الرميلي إلى وجوب مراعاة الكنّة لمشاعر حماتها، والتفهّم بأنها تحب ابنها وتحرص عليه؛ وابتعاده عنها ليس بالأمر السهل عليها، ونصحها، بالاتفاق مع زوجها، التوقف عن كل ما يثير غيرة حماتها، وتجنب إظهار حبه لها وتجنّب مدحها، أثناء تجمّعهم في مكان واحد على الأقل.
وأضاف الرميلي، تحاول الحماة في بعض المرات إصدار الأوامر لكنّتها، لتكتشف مدى إطاعتها والتجاوب معها، سوى ذلك، ستستغل الحماة الفرصة لافتعال الصراعات وبدء التذمر والتشكي لابنها. لذا يجدر بالكنّة الذكية التحلّي بالهدوء والصبر، وإظهار الحب والاحترام والاستماع لها باهتمام، ما سيدفعها للتغيير من طريقتها والتهدئة من توترها.
أمور غير مكلفة تُصلح الخلافات
وفقاً للرميلي، فإن هناك بعض الأمور البسيطة وغير المكلفة، كفيلة في كسب الكنّة ودّ حماتها، والتحدث معها عن مدى تقدير ابنها لها، وأنه دائم التغنّي بعشق أمه، وأنها الأهم في حياته، ولا يمكنه الاستغناء عنها.
إن تفهّم الكنّة لفارق السنّ بينها وبين حماتها، والتعامل مع خلافاتهما يتطلب عقلانية وذكاءً، واعتذاراً لا يُنقص من كرامتها، أنفع من تدخل أشخاص غرباء في حلها وتحويلها من مشكلة صغيرة إلى أكبر.
وختاماً، نوّه المستشار الرميلي إلى أن الكنّة ستصبح يوماً ما حماة، وستتبدّل الأدوار بينهما، ما يعني ضرورة أن تُعامل حماتها بالصورة نفسها التي ترغب أن تُعاملها بها زوجة ابنها في المستقبل.