3 قواعد لاتخاذ أهم القرارات الأخلاقية في حياتك… من بينها "القاعدة الذهبية"

3 قواعد لاتخاذ أهم القرارات الأخلاقية في حياتك… من بينها "القاعدة الذهبية"

آدم وحواء

الأحد، ١ أبريل ٢٠١٨

معظمنا يواجه قرارات أخلاقية على أساس منتظم. بعضها ثانوي نسبيًا — كأن يطلب منك صديق إبداء رأيك في شيء تراه سيئا، وعليك أن تقرر ما إذا كنت ستقول الحقيقة أم تكذب كذبة بيضاء صغيرة حتى لا تؤذي مشاعره.
 
لكن، هناك قرارات أشد خطورة، فهل يجب أن تفضح زميلك في العمل عندما يتصرف بطرق تعرض الجميع في مكان عملك للخطر؟ هل يجب عليك التخلي عن إجازة مريحة والتبرع بالمال لصالح الفقراء؟، حسبما جاء في تقرير لموقع "ذا كونفرزيشن" الأمريكي.
على مدى آلاف السنين، ناقش الفلاسفة كيفية الإجابة على الأسئلة الأخلاقية، الكبيرة والصغيرة. وهناك بعض الأساليب التي صمدت أمام اختبار الزمن؛ في ما يأتي ثلاث قواعد لاتخاذ قرارات صائبة.
أفضل الخيارات المتاحة
 
أحد الطرق، التي نستخدمها كثيرا في حياتنا اليومية حتى لو لم نكن مدركين أنه نوع من الممارسات الأخلاقية، هو النظر إلى ما قد تؤول إليه عواقب أفعالنا ومن ثمّ تحديد ما إذا كان هناك مسار واحد للعمل أو أن هناك مسار آخر يؤدي إلى نتائج أفضل. في سياق السياسة، وغالباً ما يشار إليه بأنه تحليل "للتكلفة والعائد".
 
يشير مصطلح "العواقبية"، وهو نظام أخلاقي، إلى أن الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله هو العمل الذي سيحقق أفضل النتائج بالنسبة لجميع المتضررين من العمل. وعادة ما يُنظر إلى "أفضل النتائج" على أنها تلك التي تجلب أكبر قدر من السعادة مقارنة بالمعاناة.
 
أما النفعية فهي النسخة الأساسية من هذا النظام الأخلاقي. ويعتبر الفيلسوف بيتر سينغر، من أشهر المدافعين عن هذا النهج، وقد قدّم حججا مقنعة حول كيف نقرر ما يجب القيام به. ويقول إنه عندما نتمكن من القيام بشيء ما لتعزيز رفاهية الآخرين، سواء كانوا قريبين أو بعيدين، بشرا أو غير ذلك، بتكلفة قليلة نسبيا بالنسبة لنا، فهذا ما ينبغي عيلنا فعله.
 
فعلى سبيل المثال، يعاني الأطفال في جميع أنحاء العالم ويموتون من أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة. ويمكن إنقاذ حياتهم إذا أعطى الأشخاص الأثرياء قليلا من ثرواتهم لمنظمات مكافحة الفقر العالمي
 
تفوق المعاناة التي يمكن تفاديها إلى حد كبير الخسارة الطفيفة في السعادة التي توفرها هذه الكماليات أو الأموال اليسيرة.
 
اتباع القواعد
 
تخيل شخصًا في مستشفى يتعالج من عملية جراحية في ركبته، وتتطابق أعضائه مع ثلاثة أشخاص نُقِلوا إلى غرفة الطوارئ بعد حادث سيارة. يحتاج الأشخاص الثلاثة إلى قلب ورئة وكبد.
 
وتخيل كذلك أن الشخص الذي يتعالج طلب من الطبيب أن يأخذ قلبه ورئته وكبده لإنقاذ الأشخاص الثلاثة. لن يفعل الطبيب ذلك —فمن غير الأخلاقي قتل شخص واحد لإنقاذ ثلاثة أشخاص. لكن لماذا؟ ألا يجلب هذا الفعل مزيد من السعادة.
 
يكمن الأمر ببساطة في أن الأطباء يؤدون "قسم أبقراط" الذي ينص على عدم إلحاق الأذى بأي شخص حتى ولو طلب ذلك، لذا فهذا أحد الأسباب التي تجعلهم لا يفعلون ذلك حتى لو طُلب منهم. ويمكن اعتبار قسم أبقراط جزءا من نظام أخلاقيات آخر، وهو نظام يحدد الأمور الأخلاقية في القيام بواجب الفرد أو التصرف وفقًا للمبادئ الجيدة.
 
يتبع الأطباء هذه القاعدة، ليس من أجل اتباع القاعدة فحسب، لكن لأن هذه القاعدة، مثل القاعدة الذهبية: "عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك" التي تحمي وتعزز القيم الأخلاقية المهمة. وتشمل القيم التي قد نعززها احترام الأشخاص لذواتهم وليس لأجزاء أجسادهم ومعاملة الآخرين وممتلكاتهم باعتبارها ذات قيمة كبيرة لذاتها.
الاهتمام بالآخرين
 
هناك نهج أخلاقي آخر، يأتي من تقليدٍ في الأخلاق لا يركز فقط على النتائج أو على الواجبات، بل على كون الشخص جيدا وينشر ويروّج لعلاقات الاهتمام بين البشر.
 
يقول العديد من الفلاسفة، الذين ينتمون إلى منهج أرسطو الفلسفي، بأن الفضيلة يمكن أن تكون مرشدا لنا. فعند البحث عما يجب القيام به، علينا أن نسأل كيف تنعكس هذه الأعمال علينا وعلى علاقاتنا بالمحيطين.
 
وبالتأكيد، هناك العديد من الأفكار المختلفة حول ما يعتبر عملا فاضلا. لكن لا يمكن إنكار أن كون الشخص عطوفا ومحترما ومتعاطفا مع الآخرين، ويتحمل المسؤولية عن علاقاته ويعمل على جعلها أفضل يؤخذ في الحسبان أيضا. ويمكن لشحذ هذه المهارات والعمل على تقويتها أن يكون بمثابة روح توجيه لخياراتنا، وأفعالنا، وتشكل طريقنا في اتخاذ القرارات.