كيف تحوّلت “قُبلة الشفتين” من تعبير عن الاحترام إلى شهوة جنسية؟

كيف تحوّلت “قُبلة الشفتين” من تعبير عن الاحترام إلى شهوة جنسية؟

آدم وحواء

الخميس، ٦ أكتوبر ٢٠١٦

أظهرت دراسة أخيرة في العادات الاجتماعية والعاطفية أن التقبيل نشأ مع الانسان كإشارة مودة واحترام قبل أن يتطور لاحقا ليصبح جزءا من طقوس الشبق والإثارة الجنسية. وأعطت الدراسة التي نشرها موقع “اولترانت” اليساري الأمريكي، نماذج تاريخية تبدأ من الكتب القديمة مرورا بالرومان والهنود، وانتهاء بنظرية النشوء والارتقاء لداروين وبهوليوود التي حمّلتها الدراسة مسؤولية إشاعة الانطباع بأن القبلة جزء من المواقعة الجنسية.

القبلة الأولى


وتشير الدراسة الى أنه بالنسبة لمن نشأ في الغرب، فإن القبلة الاولى في حياة الشاب والفتاة تعني الكثير، وتعتبر واحدة من اهم التجارب الجنسية في حيات الواحد منهم، وهذا مغاير لما يشعر به الاخرون حول العالم. وحسب بحث جديد في ” اولترانت”فان اقل من نصف مجتمعات العالم يستخدمون التقبيل للتعبير عن الرغبة الجنسية الصريحة. وقد وجدت هذه الدراسة أن 46 % فقط من أصل 168 من الثقافات حول العالم يعتبرون التقبيل تصرفا رومانسيا. ولوحظ خلال البحث الارتباط المميزبين “التعقيدات الاجتماعية” مثل تطورات الفئات الاجتماعية وبين الرغبة المتصاعدة لتبادل القبل الرومانسية. كما لوحظ ازدياد الروابط المؤثرة لعوامل اخرى مثل النظافة الشفوية.

اللسان عند الحيوانات


الدراسة وهي تستقصي الأصول البيولوجية والنفسية للتقبيل آثرت أن تعود لملاحظة ودراسة عالم الحيوان. وسجّلت الدراسة أن الكلاب والقطط تتبادل اللحسات وفرك الانف، كما ان الابقار تفعل نفس الامر لاظهار الحب للشريك. اما الشمبانزي فتتبادل ذلك كمناورة للتخفيف من الشعور بالأذى بعد العراك. ، وكذلك فصيلة البونبو حيث ما تستخدم اللسان لنفس الغرض.

وفي استقصائها لدور الفم والشفتين في حياة الانسان العاطفية فقد نقلت الدراسة أن بعضهم يقول انه بنقل الطعام الممضوغ من فم لاخر كبداية تطور لقبلة حميمة. كما اعتقد اخرون ان التقبيل كان الطريقة للتوصل للشريك المحتمل عن طريق الشم .

بين الشفتين وحاسة الشم


شيريل كيرشينبوم مؤلفة كتاب”علم التقبيل” تقول إن القبلة تضع الاثنين في وضع حميم للغاية، فيما حاسة الشم تسعف في ألتقاط وضع الذي يفترض انه للشريك.

وقد وجد الباحث السويسري كلاوس ويبكاند ان المراة تجذبها رائحة الرجل الذي تتطابق جيناته مع جيناتها. وهو الأمر المتصل بنظرية البقاء.

وهناك إشارات اخرى تتصل بالنواحي الصحية.ففي الوقت الذي تؤكد فيه الدراسات ان التقبيل يساعد في المحافظة على صحة جيدة، فقد توصل العلماء الى ان قبلة تستغرق 10 ثوان ينتقل خلالها ما يقدر بـ 80 مليون نوع من البكتيريا.

الكتب القديمة ونظرية داروين


تاريخيا تلاحظ الدراسة أن التقبيل ذكر عدة مرات في بعض الكتب الدينية لكن النص لم يكن يوحى باي امور رومانسية.

دونالد لاتينر البروفيسور في العلوم الانسانية في جامعة ويزلين في اوهايو قال للناشيونال جيوغرافيك ماغازين ان قدماء الرومان كانوا يقبلون بعضهم على الخدين كطريقة لالقاء التحية. كما كان الرعايا يقبلون الارض بين يدي الملوك لاظهار الولاء. واذا ما احتاجوا لخدمة من اشخاص مهمين فعندها يقبلون رؤوسهم والاكتاف ثم الايدي وبهذا الترتيب.

وبعد ذلك، كما تقول الدراسة اتخذ التقبيل المنحى الجنسي. وعن هذا كتب شارلز داروين بأن المودة في القبلة تعطي احساسا بالمتعة، وهذا الاحساس يولد رغبة عارمة للمس المحبوب. وهكذا أضحى التقبيل اكثر من غيره من التصرفات ،وسيلة يعبر فيها الانسان عن الحب .

لكن الدراسة تلاحظ أنه كلما تقدم الرجال والنساء في السن واصبحا اكثر انخراطا في الجنس كلما تغاضيا عن اهمية التقبيل اثناء الممارسة.

الكاماسوترا الهندية وهوليوود


في كتاب كاماسوترا، النص الهندي القديم عن السلوك الجنسي البشري، كانت هناك اهمية كبيرة للتقبيل ، بما يشير الى ان القبلة توحد جميع الحواس ومن خلالها تتأجج العواطف.

ولذلك تذهب الدراسة الى انه لو كانت سينما هوليود ادت دورها من خلال افلامها بجعل التقبيل رومانسيا لكان من المدهش معرفة ان القبلة لا تحمل المعنى الذي يضيفها لتوصيفات الاباحية.

موقع ذا فريسكي الاخباري وجه سؤالا لممثلة البورنو جونا انجيل” لماذا لا تحتوى هذه الافلام الاباحية على مشاهد قبلات؟ اجابت قائلة ان العديد من المشاهدين يتساءلون بنفس المعنى ويرغبون في رؤية هكذا مشاهد. لكن كما ا العديد من الاوضاع الجنسية لا يمكن تبادل القبلات اثناءها. ثم أيضا أن العديد من المشاهدين لا يريدون ايضا ل منظر القبلات ومدتها أن تؤثر على استمتاعهم.