السعادة والزواج يأتي أحيانا بعد حادث سير كبير

السعادة والزواج يأتي أحيانا بعد حادث سير كبير

آدم وحواء

الاثنين، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٦

لقد ملّ من فراشه، ومل من الكسور في جسمه، فخذه مكسور العظم، كتفه مصاب، يده مكسورة، رجله اليسرى لا يستطيع تحريكها، ووجع كبير، والأطباء والممرضات يدخلن ويخرجن من عنده يسألون عن حالته، وماذا يريد وما هو وضعه، ويعطونه الادوية، وهو شاب وسيم، تعرض لحادث سيارة لانه يسرع بالقيادة فحصل معه حادث سير أدّى الى اصابته بكسور في العظم لكنه نجا من الموت بأعجوبة بالنسبة لضربة على رقبته، لان سلسلة الضهر كادت ان تنقطع.

عند الحادية عشرة والنصف ليلا، كان يفكر هل سيأتي يوم قريب اعود واسير فيه واقود سيارتي، ام انني سأعيش على العكازات، ودائما هنالك من يحملني او يساعدني على المشي، وكم من الوقت سيأخذ ذلك. فاذا بممرضة جميلة عيونها خضراء، شعرها اشقر، طويلة يعتبر ان طولها متر و74 سنتم، وعرف ذلك من اضبارتها لانه سأل كثيرا عنها، وزنها 61 كيلوغرام، تشبه ملكات الجمال.

تركت كل شيء وجاءت تعمل رئيسة لقسم الممرضات في المستشفى، لم تعد تحب الحياة، بل قرفت منها، تطلع بها بنظرة عميقة حتى غاصت عيناه في عينيها، اما هي الآتية لاعطائه الدواء فوقفت مكانها ولم تعد تتحرك، وتطلعت نحوه. ثم بلحظة عصبية اقتربت منه واعطته الدواء، وهو كان يريد ان يمسك بيدها، ويبقيها قربه، لكن كيف يحصل ذلك وهو لا يستطيع الحراك وجسمه مكسور، لم يستطع لكن قلبه دق دقات لم يشعر فيها سابقاً حتى مع حبيبته التي أحبها قبل 5 سنوات.

هو عمره 36 سنة، ورئيسة قسم التمريض عمرها 29 سنة، كل الادوية التي اعطوه إياها لينام لم تعد تفعل شيئا، لم يعد يستطيع ان ينام، وبات يريد ان تعود اليه ويراها ويتكلم معها، وكيف السبيل لذلك، وهو يردها ان تكلمه، يريد ان يمسك يدها، يريد ان تضع يدها على رأسه، يكاد يتحرق ويحترق في سريره، بات سرير المرض سجنا له مكبّلا بالجنازير فيه، يريد التحرك، يريد ان ينظر، يريد ان يرى الفتاة الجميلة لكنه لا يستطيع ان يفعل شيئا، اما هي فذهبت من عنده وقد ترك في قلبها اثرا كبيرا، رأت فيه الشاب الوسيم، أيضا عيونه خضراء واشقر، جسمه رياضي، لكنه مضروب بكسورات كثيرة لا يشفى منها قبل سنة.

فكر كثيرا انه يريد ان يتكلم معها، فكيف السبيل الى ذلك، وكيف يستطيع ان يطلب منها ان تعود اليه، ولأي سبب، أخيرا اخذ جرس الإنذار وطلب الممرضة، جاءت ممرضة أخرى، قالت له نعم، ماذا تريد؟ اما هي رئيسة التمريض الجميلة فكانت تعرف وهي في المكتب انه يريدها، وهي كانت تريد ان تذهب اليه، لكنها ضبطت نفسها وبقيت في المكتب، قلبها يدق وقلبه يدق، وبينهما حائط بين الغرفتين، قال لها اريد ان تأتي رئيستك عندي، قالت له انها مشغولة في غير غرف لا تستطيع ماذا تريد أي دواء تريد، قال لها يا ابنتي لا اعرف اذا كنت سأعيش ام سأموت لا تعذبيني قولي لها ان تأتي الى هنا.

ذهبت الممرضة واخبرت الطبيب، طبيب الدوام الليلي، فأعطى امرا بزيادة عيار النور للشاب المصاب بالكسور دون ان يقول شيئا لرئيسة التمريض، لكن الكمية التي أعطاه إياها مع انها كبيرة لم تؤثر عليه، استيقظ اكثر، اصبح في حالة وعي اكثر، تضح به الدنيا، يريد ان يقوم من السرير، يريد ان يقود سيارة، يريد ان تكون قربه في السيارة، وهو يلف الاكواع بسرعة، لم يعد يحتمل، دق مرة ثانية، عندها جاء الطبيب وقال له، ما بك لماذا انت متوتر، اعطيناك كمية جيدة من الادوية، قال له، اخرج من الغرفة ولا تأتي اليّ، فلتأت رئيسة التمريض لعندي. قال له، ان رئيسة التمريض لها مقام في الليل ونحن هنا لسنا في مجال التعارف بين شبان وشابات، هذا الشام المكسور بأضلعه وبأرجله ويده، هو من أصحاب النفوذ، اخذ جهازه الخليوي بصعوبة بالغة، دق رقم هاتف لشبان يخصونه ويعملون معه، طلب منهم ان يأتوا الى المستشفى فورا، حتى لو مع أسلحة، فجاؤوا ولكنهم كانوا خائفين ويقولون لماذا يريد الأسلحة معنا، لعله يريد ان ينتحر، لعله يريد ان يفعل شيئا ما، دخل واحد منهم الى الغرفة، فقال له، يا نهرا اذهب الى غرفة التمريض، فهنالك فتاة عيونها خضراء وهي شقراء، واطلب منها ان تأتي اليّ، واذا رفضت اجلبها الي بالقوة، اذا وقف في وجهك الطبيب تضربونه، ما لم تأت الفتاة الي سأحطم المستشفى كلها.

كان الطبيب على بعد امتار، فسمع الكلام، فاتصل بحرس المستشفى، الذين طلبوا قوى الامن الداخلي، ولم يعد بالإمكان إعطائه ادوية للنوم، لانها أصبحت كثيرة وتؤثر على قلبه، ولم يعد الطبيب عنده دواء يعطيه إياه لاجباره على النوم، وخاف الطبيب على نفسه فانسحب، فوصل حراس المستشفى ثم وصلوا قوى الامن الداخلي.

سألت عناصر قوى الامن الداخلي الشبان ماذا تريدون، قالوا لا شيء اننا نسهر معه لانه مصاب فقالوا لهم ممنوع الزيارات اثناء الليل اذا بتريدوا اذهبوا وعودوا غدا. وعندما رفضوا سحبت عناصر قوى الامن الداخلي أسلحتها، فتقدم الشاب من الشبان وقال لعنصر قوى الامن الداخلي وقالوا له هل تعرف الشاب الذي ينام في الداخل على سرير المرض، فقال له لا، فقالوا له اني مضطر ان اخبرك من هو، انه عقيد في مغاوير الجيش اللبناني. لا تلعبوا هذه اللعبة مع المغاوير، ونحن من مغاوير الجيش، واذا اقتضى الامر قد تكبر القصة اكثر واكثر.

انسحبت عناصر قوى الامن الداخلي واتصلت بقيادتها، فكان ان اتصل قائد قوى الامن الداخلي بقائد المغاوير وابلغه ما يجري، وربما هذا الحادث وقع في لبنان او وقع في بلد عربي، لا ندري في أي بلد وقع، لكن قائد المغاوير قال للمسؤول عن الامن الداخلي اذا تعاطيت مع عناصري سوف ارسل قوة تجلبك الى مركزي واسجنك هنا. خاف مسؤول قوى الامن الداخلي. وما هي الا عشرين دقيقة حتى كان المغاوير يطوّقون المستشفى من كل الجهات.

وعندما شعر الطبيب بالمشكل الكبير لبس ثيابه وذهب من المستشفى. اما الفتاة الجميلة رئيسة التمريض فطلب منها الطبيب أيضا الذهاب لكنها رفضت، ثم عندما اصبح الحادث سيكبر اكثر واكثر لبست ثيابها وخلعت ثياب التمريض، وخرجت من المستشفى.

عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل كان العقيد المغوار المصاب بالكسور، يقول اما ان تأتي الفتاة الان او تبدأون بتكسير المستشفى، استيقظ صاحب المستشفى ورئيس مجلس الإدارة والأطباء والجميع، فقالوا له، سنأتي بها، لكنها هي التي ذهبت، فأجاب انتم الذين جعلتموها تذهب، فلتأت الان هي الى هنا.

ذهبت سيارة الى منزلها واحضرتها الى غرفته، فطلب من الجميع الخروج وقال اريد ان أتكلم معها، قال لها اني احببتك بنظرة واحدة واكاد احترق من اجلك، اما انت فما بك حزينة، قالت انا امضيت 4 سنوات مع حبيب لي، وتوفي في حادث سير. وانت لا سمح الله تذكرني بذات الوضع، لذلك ارجوك ان تبعد عني، قال لها لا تفكري بموضوع الابتعاد عنك ليس من قوة الا الله تبعدني عنك، العالم كله لو حضر لن يجعلني ابتعد عنك، فقالت له انا سأبتعد فقال لها سألاحقك بالقوة، قالت له اتجبرني على الصداقة بالقوة، قال لا، ولكن احترمي شعوري، انني مجروح حتى عمق العظم، والان مجروح حتى عمق القلب، فبكت الفتاة، وشهقت وقالت سأتابع عملي الليلة، لكن غداً سأرحل نهائياً، اذا سمحت. قال اياك ان تفعلي ذلك، لاني سأجلبك من المنزل.

لم يكن هنالك قوة في العالم تستطيع ان تمنع فوج المغاوير من ان ينفذ أوامر قائده الذي لا يتراجع بكلمته، وهذا العقيد عزيز على قلبه، وأصيب اكثر من 6 مرات في المعارك، وكاد يستشهد وخاض حروب في النار وبحر من دماء وجثث قتلى، وجرحى حواليه ولم يكن يتراجع، وهو يعرف ان هذا العقيد ان لم تلب الفتاة طلبه فالامور وخيمة للغاية. فأبلغ الجميع ذلك.

تدخلت قيادات عليا في الدولة، من رئيس الجمهورية وما دون، لكن لم يرد احد عليهم، قالوا القصة اكبر منا سوف تنتهي بقتل ومشاكل وتدمير المستشفى.

تفاجأ رئيس الجمهورية، تفاجأ رئيس الحكومة، هل من قوة مستعصية علينا، وبالفعل كانت القوة مستعصية، لا تريد على احد ولا تسأل عن احد.

في اليوم الثاني لم تأتي الفتاة الى العمل ذهبت ونامت عند خالتها، ذهب المغاوير الى منزلها فلم يجدوها فعادوا الى العقيد وقالوا له لم نجدها في المنزل انهعا تنام في غير مكان، قفال لهم منذ متى تقولون انكم لا تستطيعون تنفيذ مهمة، احضروا أمها وابوها واخوها وخالها وكل ربعها، احضروهم جميعا الى المستشفى فسوف يتصلون بها وتأتي، والبذي يعود الي ولا ينفذ المهمة فالافضل ان ينتحر ويطلق الرصاصة على نفسه، اذ ذاك شعر قائد المغاوير ان القضية تكبر وتزداد، فقرر هو الاجتماع مع الفتاة، فاجتمع معها وقال لها، القضية كبيرة، قالت له انا لا اكرهه بل احببته، لكني اخرج من صدمة موت حبيبي في حادث سيارة، وهو مصاب في نفس الحادث والحمد لله بقي على قيد الحياة. لكنني لا استطيع ان أقيم صداقة معه.

بقي قائد المغاوير اكثر من 4 ساعات يجادلها حتى اقتنعت بالصداقة بينها وبين العقيد، وامر العقيد بأن لا يدخل عنده طبيب او ممرض او أي شخص الا رئيسة التمريض، وهو يدفع من جيبه كل المصاريف، حتى باتت رئيسة التمريض تجلس كل النهار وكل الليل قربه، وما ان استطاع ان يهز يده حتى وضع يده على يدها، فشعر ان العصب قد عاد الى يده، وبات يستطيع ان يحركها، شد بيده لكن الوجع اعتصره، وقرّبها منه، فوضعت جبينها على جبينه، وكأن شريطا كهربائيا بقوة مليون فولت، سحر جسمه، عندما شعر بجبينها على جبينه، فطلب توقيف الادوية ولم يعد يأخذ أي دواء.

وبقي جبينها على جبينه 5 دقائق، لم يكن يريد تقبيلها، لم يكن يريد شيئا، الا ان يشعر ان نفسها الذي يخرج من صدرها ومن الرئة يشعر بالهواء على وجهه منها. اما هي فشعرت بحب كبير له، وأصبحت العلاقة بينهما ممتازة، لكن هنالك مشكلة سرية، لا احد يعرفها، طبيب الدوام الليل مغروم برئيسة التمريض الليلي، ورأى ان العقيد قد اخذ الفتاة منه.

 ومع ذلك لم يحزن الطبيب بل فرح لها، واعتبر ان زواجا سيحصل وسيكون هو الاشبين، فتدخل بين المريض ورئيسة قسم التمريض، واوصلهما للزواج مع قائد فوج المغاوير وتزوجا وبنوا افضل عائلة سوية.