الرسائل الجنسية.. إشارة لعلاقة ملتزمة لكن مشوبة بالقلق!

الرسائل الجنسية.. إشارة لعلاقة ملتزمة لكن مشوبة بالقلق!

آدم وحواء

الاثنين، ٢ يناير ٢٠١٧

أظهرت دراسة أكاديمية أن ظاهرة تبادل الصور أو النصوص ذات الايحاءات الجنسية هي تعبير عن مزيج القلق وعدم اليقين في علاقة عاطفية أحد اطرافها يتسم بالرومانسية فيما الاخر يلجأ للشراسة للتأكد من مدى الجدية في العلاقة العاطفية والجسدية.
الدراسة التي نشرتها مجلة ” جورنال الدراسات الجنسية ” الأمريكية وموقع ” ذي كونفرزيشن ” تجنبت إضفاء أي أوصاف سلبية على الرسائل الجنسية لكنها أكدت ان هذا ” السيكستنغ” جزء من علاقة جادة بين شريكين، في مختلف مراحلها حتى المتقدمة.
وأشارت الدراسة الى أن حالة القلق وعدم اليقين التي تفسر بداية تبادل هذه الرسائل تعكس رغبة أحدهما في التأكد من جدية الطرف الآخر أو لتحفيزه للانتقال الى مرحلة جديدة أكثر حميمية
أصل القلق
الدراسة تعتمد ما يسمى في علم النفس بـ “نظرية الإرتباط “التي تفيد بان السند العاطفي الوثيق بين الاباء والابناء هو الأساس الرئيسي في طريقة تعبير الابناء عن حاجاتهم الحميمية في المراحل التالية من حياتهم . . فان كانت العلاقة وثيقة بالحنان والاهتمام بين الاطفال والابوين، أو أحدهما، وتلبي احتياجات الطفل عندما يبحث عن الأمان ، فإن هذا الطفل سيكون عند الكبر أكثر استقرارا وأدعى لمنح الثقة لشريكه وللاخرين ، وتكون العلاقات اقل توترا وخالية من القلق.. والعكس صحيح ، حيث أن الطفل الذي لم يجد الحنان الكافي للاطمئنان في صغره ، فانه سيحتاج لاحقا للتأكد في كل مرة من مدى جدية شريكه . وقد جاءت التكنولوجيا الجديدة للموبايلات والصور لتمنح هؤلاء وسيلة للتعبير عن قلقهم وعدم اطمئنانهم ، لكنها وسيلة شرسة تأخذ صورة الإباحية بمختلف أشكالها ودرجات وضوحها .
استبيان
ولتمحيص مدى دقة ” نظرية الإرتباط ” في تفسير ” السكستنغ ” وارتباطه بالقلق وعدم اليقين، أُجري استفتاء بالايميل على 459 من الطلبة الجامعيين نصفهم غير متزوجين ومنهم نسبة 71 % اناثا . الاسئلة تركزت على مدى تأثير القلق على سلوكهم اثناء ارسال الرسائل النصية الجنسية “تكستنيغ” . وتضمنت الاسئلة الاستفسار عما اذا كانت العلاقات الجدية تحتاج الى هذه الرسائل ، وما اذا كان خوفهم من ان يبقوا غير مرتبطين له اي علاقة بارسالها، وما اذا كانوا يشعرون بالامان او يفتقرون اليه.
وقد خلص البحث إلى أن الشباب ممن يقيمون علاقات رومانسية بغض النظر ان كانت طويلة او قصيرة هم من يلجأون الى “السيكستنغ”. ولم يؤثر نوع الجنس على الإنخراط في ارسالها غير ان الشباب الذكور كانوا اكثر استعدادا لارسال نصاوص مكشوفة صريحة داعين شركاءهم الى اقامة نشاط جنسي.
كما أظهر البحث ان القلق والخوف من المواعدة عموما تجعل مرسل السكستنغ يبحث عن وسيلة يتأكد فيها أن شريكه غير منزعج من العرض ، وذلك برغبة التوصل الى الأمان في العلاقة الحميمة الوثيقة . ولذلك يبعث بصور لملابس داخلية او بنصوص ايحائية مباشرة
معد الدراسة كان يتوقع ان يظهر الاستبيان أن المشتركين في علاقة عابرة غير واضحة او مستقرة هم الذين يلجأون للسيكستنغ، ولكن جاءت المفاجأة ان الراحة والشعور الحميم هما من يحفز على ارسال هذه الرسائل والنداءات. كان يتوقع ان يظهر الاستطلاع أن السكستنغ مجرد مظهر من حالات العلاقات العابرة غير الملتزمة بمعنى ان ارسالها يكون جزءا من التودد. لكن تبين ان من يقومون بذلك هم من يقيمون علاقات مريحة وثيقة وذات ارتباط آمن وفي نفس الوقت قلقون من الفكرة التي سيُكوّنها الشريك عن عرض التوغل في العلاقة.
وبهذا فقد وجد الباحث ان جزءا من فرضياته المتوقعة قد تأكد.
استكشاف الرغبات غير المعلنة
وجد البحث أن الناس قد يرغبون في ارضاء رغبة الشريك او الرغبة المتوقعة وغير المكشوفة ، فيقومون بارسال الرسائل الجنسية “السكستينغ” ومن خلالها يحصلون على الاطمئنان اضافة الى تقوية العلاقة الحميمة التي تتيح لهم هذا التصرف. وكلما كانت العلاقة اقوى كلما استمرتبادل الرسائل والانتقال فيها الى استكشاف غير المعلن عنه.
وتشير الدراسة الى ان الخجل والشعور بالعار يقل كلما كانت العلاقة قوية بشرط ان يبقى الشريك متصورا انه والشريك يرغبان في التأكد من الاحترام والثقة ومن حاجة كل منهما للاستمرار في ارسالها وتعميقها طالما ان العلاقة تصل الى درجة عالية من الجدية.