سيدات مجتمع يتحدثن عن الخيانة الزوجية

سيدات مجتمع يتحدثن عن الخيانة الزوجية

آدم وحواء

الجمعة، ٢١ أبريل ٢٠١٧

الخيانات الزوجية لها وجوه متعددة...يرتكبها الزوج أو الزوجة أو الاثنين معا...وتكون أبسط نتائجها في كثير من الأحيان "الطلاق" وتفكك الأسرة وتشريد الأطفال، وأشدها وطأة القتل والتشكيك في نسب الأبناء. دوافع الخيانات الزوجية كثيرة، ولا تلعب الماديات فيها الدور الأكبر كما كان يظن البعض.


"سبوتنيك"، رصدت الظاهرة وحاولت طرح الأسئلة واقتراح الحلول في السطور التالية…

أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الدكتورة علياء شكري، قالت إن الخيانات المتبادلة بين الأزواج هي إحدى مشكلات الحياة الزوجية وليست كلها، ويلعب التفكك الأسري دورا كبيرا نتيجة الاختلافات الكبيرة بين الأزواج، سواء في المستوى الاجتماعي أو في السن، أو العنف أو ظروف طارئة مثل المرض أو عجز أحد الطرفين.


التباعد والهجر

وأضافت شكري، لـ"سبوتنيك"، أن الأمور السابقة يتبعها نوع من أنواع التباعد والهجر بين الطرفين، ونتيجة تلك العوامل وكثافة وسائل الاتصال الحديثة التي تتدخل بين الطرفين في هذا التوقيت، نجدها تقوم بدور البديل وبالتدريج ودون أن يشعر الطرفان يجدون أنفسهم منغمسين في الخيانة الزوجية.

ولفتت شكري، إلى أن الخيانة الزوجية لا يجب صرفها لـ"خيانة السرير" فقط، لكن انصراف الطرفين إلى بدائل أخرى أياً كانت طبيعتها هو نوع من أنواع الخيانة.


الفقر والبطالة

ونفت شكري، أن تكون الأسباب الاقتصادية والفقر والبطالة من الأسباب الرئيسية للخيانة، رغم أنها تؤدي للكثير من المشاكل الزوجية، لأن الخيانة الزوجية مرتبطة أكثر بالتفاعل، فالكثير من الأسر رغم الفقر والحاجة إلا أنها تكون محافظة جداً ولا تسمح أو لا تتسلل لها الخيانة، ومن الممكن أن يكون هناك عنف داخل الأسرة.

وأكدت شكري، أن أهم العوامل التي تُكوّن أحد درجات سلم الخيانة هو الهجر بين الأزواج نتيجة عمليات السفر للبحث عن الرزق، وتتحول الأمور لنوع من الوحدة للطرفين تمهد الطرق لتسلل المُتربصين والمرضى النفسيين للدخول إلى الحياة الخاصة وهدمها واللعب عليها، وبالتالي تتحول حياة الأبناء في تلك الأسرة المفككة إلى حياة بلا هدف تغيب فيها القيم والمثل العليا للأجيال، الأمر الذي يؤسس لأجيال مُفككة تتسلل لها الخيانات الزوجية حتى قبل الزواج، لأنهم قد أصبح لديهم تعوّد وتعايش مع تلك الخيانات والعلاقات غير الشرعية.


الأسرة المستقرة

أما الدكتورة فاتن الشعباني، سفيرة النوايا الحسنة، فترى أن الخيانة الزوجية في مجتمعنا العربي والشرقي بين الزوجين، ترجع إلى العادات والتقاليد الموروثة، فحسب معتقداتنا بأنه على الزوج والزوجة الحفاظ على الحياة الزوجية والأسرة المستقرة، سواء وجد أطفال أم لا، مما يجعل الحياه مستمرة لمجرد الاستقرار وربما تنشغل الزوجة عادة بالمنزل والأولاد، وتقل فرصتها في الخيانة الزوجية إلى حد ما.

وتابعت الشعباني، لـ"سبوتنيك"، إذا كانت بعض الزوجات تعمل يمكنها أن تعجب برجل في عملها، أو تقابله بالصدفة بأحد الأماكن ومع نضج المرأه وتقدمها في العمر، يمكنها أن تجد في هذا الشخص بعض الصفات التى كانت تتمناها في زوجها ولم تجدها، مما يجعلها تعجب به ثم تقع في براثن الحب ومن ثم الخيانة الزوجية.

ولفتت الشعباني، وفي هذه الحالة يمكنها أن تتراجع أو تستمر في خيانتها، مما يدمر حياتها الزوجية ويؤدي إلى تشرد الأطفال وقد تندم فيما بعد.



الخيانة في أوروبا شي عادي!

وقالت الشعباني: أما الرجل ففرصته في الخيانة الزوجية في رأيي أكثر من الزوجة، وليس كل الرجال، ولكني أتحدث عن البعض منهم، حيث أن الرجل تعددي بطبعه، ولديه بعض الوقت إلى حد ما، كما أن المطلقات والأرامل والبنات ممن فاتهن قطار الزواج غالباً ما يحاولن اصطياد رجل ولا يهم إن كان متزوجاً أم لا، وفي الغالب تنجح في السيطرة على الزوج، لأنها تستخدم طرق متعدده للإيقاع به، مما يجعله يقع في براثن الخيانة الزوجية، ويمكن أن يكون لديه أكثر من علاقة في وقت واحد دون أن تعلم الزوجة بتلك الخيانة.

وأشارت الشعباني، إلى أن ما سبق هو في المجتمع العربي والشرقي، أما في أوروبا أعتقد أن الخيانة الزوجية شيء عادي وموجود بكثرة نظراً للحرية المطلقة وللمصارحة بين الزوجين، وأعتقد أن المصارحة هى الأفضل بين الزوجين، وأن خراب الأسرة وتفكهها وتشريد الأطفال ليس بالسهل نفسياً على الأولاد، وخاصة إن كانوا صغاراً وفي أشد الحاجة للرعاية الأسرية من الأب والأم على السواء، والشعور بحالة من الاستقرار النفسي حتى ينشأ الطفل سوي مستقبلاً.


المصارحة أفضل

واختتمت الشعباني، على الزوجة والزوج طالما تزوجا وأصبح لهما بيتاً وأسرة، أن يحكما عقليهما في كافة الأمور للوصول إلى بر الأمان والسعادة الأسرية، وإلا سيكون الزوجين أو أحدهما فريسة لشهواته، وعليه أن يتحكم فيها قدر استطاعته — إذا حدث بالفعل — الوقوع في براثن الخيانة الزوجية.

ويجب عليه وأدها من الأساس قبل أن تحدث والمصارحة هي الأفضل، بالرغم من عواقب ما يمكن أن يترتب عليها من طلاق أو خراب بيت وتشريد الأطفال، وفى معظم الأحوال يعود الزوج أو الزوجة إلى صوابهما بعد أن فقد الطرف الآخر الثقة فيه نهائياً ومن الصعب أن تعود العلاقة الزوجية المبنية على الحب والاحترام والثقة المتبادلة إلى وضعها الطبيعي مره أخرى وتكون نهايتها الندم في وقت لا يفيد فيه الندم


الخيانة الإلكترونية

ويقول أيمن فتحي (إعلامي) أرى إن تقدم التكنولوجيا الحديثة سهل عملية الخيانة وساعد الطرف الخائن أكثر على أن يخفيها عن شريكه، لكن في نفس الوقت من الممكن أن تكون التكنولوجيا أيضاً سلاحاً ضد الزوج أو الزوجة الخائنة إذا أحسن الضحية استخدامها.


لا يوجد نموذج مُوحد

 وأشارت هيام آدم (صحفية)، إلى أن الخيانات الزوجية تتعدد وتختلف بين الأشخاص حتى على مستوى الأزواج، ولكن هناك أشكال مختلفة طبقاً لطبيعة شخصية الأخر، فهناك صفات لم يجدها طرف في الآخر وترجع إلى عدم القدرة على الاختيار بالتالي يقع فريسة للخيانة، حتى لو كانت خيانة بالعقل والخيال إلى جانب الرتابة والملل الذي يصيب العلاقة الزوجية، ليست هناك خيانة زوجية ذات نموذج موحد، بل تتعدد الأشكال طبقاً لميراث الفرد النفسي وعوامل اجتماعية أخرى.


كلمة كبيرة

أما الشاعرة همت مصطفى فقالت: "الخيانة" كلمة كبيرة لها صدى ودوي في القلب والروح، وللخيانة أوجه كثيرة وكلها قاسية، أما الخيانة الزوجية فهى سكين يذبح وريد الإنسان في علاقته بربه وعلاقته بالمجتمع، ومع الأسف انتشرت حالات الخيانة ومن كلا الطرفين، ولو حاولنا العودة للأسباب سنجد أن هناك عوامل اجتماعية وبيئية وعوامل نفسية.


لماذا يخون الأزواج؟

وتابعت همت، نبدأ بالعامل النفسي، ما هو الشيء الذي يجعل من الرجل أو المرأة إنسان مخادع خائن…هل هو الانتقام النفسي من الزوجة أو الزوج بطريقة غير مباشرة؟ وبخاصة عندما يعامل أحد الطرفين بإهمال ولامبالاة، أم سبب اجتماعي؟ نبدأ بالتفشي نتيجة تفكك المجتمع، فنجد أن الأسر المصرية بنسبة كبيرة تعيش هياكل كرتونية، لأسباب كثيرة قد يكون أولها البعد عن الله والأزمات الاقتصادية التي قد تفتح أبواب المشاكل والصراعات الأسرية، التي نراها في شريحة مجتمعية بعينها، فيهجر الزوج زوجته حتى لا يتحمل مسؤوليتها وهنا تكمن الكارثة.


مؤسسة اجتماعية

وأشارت همت، إلى أن الزواج مؤسسة اجتماعية أولاً، هدفها نشر المودة والرحمة بين الزوجين اللذين هما نواة المجتمع، فجعل الله بينها مودة ورحمة، وسبقت المودة الرحمة لأنها تكون في مراحل الشباب والقوة وتبعتها الرحمة في حالة الكبر والعجز، ولكن مع الأسف فقد المجتمع المودة والرحمة وأضحت الكثير من الأسر على شفة الهاوية وهنا تتدخل عوامل كثيرة قد تؤدي إلى الخيانة.


الدين وسيلة للتخلص من الخيانة

أما عن كيفية المعالجة…فأعتقد أن هناك دور كبير لرجل الدين ليس فقط في الصلاة ودعوة الناس إليها أو في جلسات العلم والوعظ ويجب أن يصل هذا الدور إلى كل أسرة، لو حسبنا في كل حي كم عدد المساجد والكنائس الموجودة فيه، وكم رجل دين مسؤول فيه لاستطعنا بكل بساطة أن نجعل من كل منهم وسيلة كبيرة وقوية في علاج كثير من المشكلات، يجب أن يتعامل رجل الدين دائماً بشكل قريب من الأسر يتكلم مع الأزواج ويطرح حلول شرعية لكثير من المشكلات التي تواجه الأسر.

بالإضافة لمراكز التوعية في عرض كثير للمشكلات التي تواجه الأسر وكيف يمكن التعامل معا…في واقع الأمر الخيانة سلوك إنساني…يحتاج للتقويم وتقويمه لا يكون إلا بمجاهدة النفس البشرية. وتربيتها على الصلاح.