بعد الارتباط… هل يحق للزوج النبش في ماضي زوجته؟

بعد الارتباط… هل يحق للزوج النبش في ماضي زوجته؟

آدم وحواء

الاثنين، ٢٤ أبريل ٢٠١٧

كثير من الرجال ينبشون في ماضي زوجاتهم دون توقف، والبحث في ملفاتها سواءً أكانت بيضاء أم سوداء، وفتح أبواب على أنفسهم قد لا تُغلق، تعود على حياتهم الأسرية بعواقب لم تكن بالحسبان يوماً، وتورث عندهم الشك الذي قد ينتج عنه الطلاق أو كارثة ما.

ومن هنا، لا بد من طرح عدة تساؤلات: هل يحق للرجل البحث في ماضي زوجته، وعما كانت تفعله قبل ارتباطهما؟ ولماذا يهتم الرجل بماضيها أكثر من اهتمامها بماضيه؟
الاستشاري الأسري الدكتور أحمد عبد الله

الجواب يحتمل شقّيْن، بحسب الاستشاري الأسري الدكتور أحمد عبد الله الذي أوضح لـ “فوشيا” أن ذكورة الرجل الخاطئة والمفاهيم المغلوطة عن دوره في الحياة كزوج وكسلطة مجتمعية ممنوحة له، تجعله يتعامل مع الزواج على أنه باب من أبواب الملكيّة، فهو يملك الزوجة جسداً وروحاً وذكريات ووقتا وكل شيء، لذلك يعود اهتمامه بماضي زوجته لكونها ملكاً من ممتلكاته وحده.

وهذا الشعور بالملكية يعطيه الحق في التدخّل في ماضي زوجته والسؤال عنه، ومحاسبتها عليه حتى وإن كانت أحداثه قد انتهت منذ سنوات، لكن في الحقيقة، لم يعطِ أحد في الدنيا لأي رجل السلطة إلا المجتمعات التي تحمل المفاهيم ذات الطابع المتخلّف بحسب الاستشاري عبد الله، الذي أكد أنْ لا أحد له السلطة على الآخر، لأنها قضية ربّانية فقط وليست بشرية، وهذا الشق الأول.

أما الشق الثاني، يحتمل حقيقة ما إذا كان فعلياً الزوج هو من يهتم بماضي الزوجة أكثر منها أم لا، حيث أكد عبد الله أنه بحسب ما نُسأل خلال استشاراتنا وما نواجهه من أسئلة، يؤكد لنا أن القضية تتساوى بين الزوجين، وأحياناً تميل الأغلبية إلى الزوجة، أي أنها تهتم بماضي زوجها أيضاً، وهذا جاء عبر كثير من المعطيات ساهمت في وجود هذه الظاهرة، كالانفتاح على العالم، وفقْد الثقة في عموم المجتمع، وهذه كلها اعتبارات خاطئة.

وأضاف قائلاً: “إن بناء العلاقة السليمة تبدأ من لحظة التعارف وما بعدها، لأن الزواج يقوم على المضارع ولا يقوم على الماضي، وبالتالي ليس للرجل الحق في هذه السلطة، والرجل بهذه الصفة، إنما هو نتاج للمفاهيم الذكورية الخاطئة والعوجاء، لذلك يجب أن يتساوى الرجال والنساء في ماضي كلٍّ منهما”.

 

وبحسب الباحث وأستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي فقد أوضح لـ “فوشيا” أنه لا يجوز على الإطلاق، احتراماً للعلاقة الزوجية بين الشريكيْن والتي هي ميثاق غليظ، أن يسأل الزوج عن ماضي زوجته بعد الارتباط بها، وإن كان لا بد من ذلك، كان عليه أن يسأل ويتحرى عن ماضيها قبل الارتباط بها أو أثناء فترة الخطوبة كيفما يشاء، ولكن بعد الزواج لا يحقّ له البحث عنه.

وبيّن الخزاعي أن جميعنا ذكوراً وإناثاً قد مررنا بمراحل عمرية محددة؛ فمرحلة المراهقة، ومرحلة الدراسة سواءً في المدرسة أو الجامعة، والعمل ضمن سوق عمل مختلط ومتنوع، مارسنا خلاله سلوكيات متنوعة منها الإيجابي ومنها السلبي، مما يعني عدم وجود جدوى من النبش في ماضي الزوجة، هو في الواقع كمن ينبش في القبور.

واعتبر الخزاعي أن هذا الفعل ينتقص من مكانة ووجود الزوجة، ولا يحق للزوج استغلال ماضيها السلبي كنقطة ضعف عندها، ومعايرتها به عند الحاجة.

ونصح الخزاعي الأزواج بعدم الحديث أو السؤال عن ماضي كلٍّ منهما، وعدم الانتباه له، لكون مثل تلك الأحاديث يزعج الطرفيْن وقد يتسبب في خلافات زواجية، هما بأشد الحاجة لعدم الانتباه لها، أو قد يعيد إلى ذاكرتهما مواقف لا داعي لتذكّرها، كي لا تنغّص عليهما حياتهما اليومية.

وبحسب الخزاعي، فإن أكثر اللواتي يواجهنَ العديد من الأسئلة عن ماضيهنّ هنّ من كنّ على علاقات خطوبة مسبقة ولم تنجح، حيث لا يتوقف الزوج عن سؤال زوجته التي كانت مخطوبة من غيره عن تصرفاتها وسلوكياتها مع خطيبها، اطمئناناً منه على عدم تجاوزها ما هو خارج حدود العلاقة.

وقدّم الخزاعي نصيحة لأي زوج، بأن لا ينبش بماضي زوجته حتى لو كان ماضيها “سيئا جداً” وصلت حدّ عملها في مهنة مخلّة بالآداب على سبيل المثال، لأنه مجرد قرر الارتباط بها، هذا يعني أن اختياره لها كان صحيحاً وعفا عن ماضيها.